نور تريندز / التقارير الاقتصادية / كيف تمسك التطورات السلبية في بريطانيا بزمام الأسواق؟
الإسترليني
الجنيه الاسترليني

كيف تمسك التطورات السلبية في بريطانيا بزمام الأسواق؟

لليوم الثالث على التوالي، تتحكم تطورات الأحداث السلبية في بريطانيا في مجريات الأمور في أسواق المال العالمية، والتي بدأت في إلحاق أضرار كبيرة بشهية المخاطرة منذ الإعلان عن تفاصيل خطة الموازنة المصغرة البريطانية الجمعة الماضية.

تراجعت أصول المخاطرة بعد أن أعلن كواسي كوارتنج، وزير المالية البريطاني، تفاصيل الخطة المالية المصغرة للحكومة الجديدة الجمعة الماضية نظرا لسيطرة مخاوف على الأسواق حيال أن يؤدي الدعم المالي الذي تنطوي عليه الخطة المالية إلى إغراق المملكة المتحدة في الديون إلى مستويات تلحق أضرارا بالغة في بالاقتصاد البريطاني.

وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، أصدرت وزارة المالية البريطانية بيانا أكدت خلاله أنها سوف تصدر التفاصيل الكاملة للخطة المالية مع إصدار مكتب مسؤولية الموازنة البريطانية تقديرات اقتصادية كاملة للبلاد.

ولم يفلح هذا البيان في التهدئة من روع أسواق المال التي شهدت تدهورا حادا في تعاملات الأسهم الأمريكية والعقود الآجلة للنفط وعملات المخاطرة، مما دفع بنك إنجلترا إلى إصدار بيان للتأكيد على أنه سوف يتخذ كل ما يلزم من إجراءات للحيلولة دون انهيار الأسواق.

وبالفعل، تدخل بنك إنجلترا الأربعاء الماضي بإعلانه البدء في عمليات تيسير كمي طارئة تستهدف دعم سوق السندات الحكومية البريطانية.

ونفذ البنك المركزي مشتريات أصول بقيمة تجاوزت المليار جنيه إسترليني، وهو ما بعث بإشارة إلى الأسواق أحيت الآمال لدى المستثمرين في إمكانية أن تدعم البنوك المركزية الأسواق للحيلولة دون انهيارها إذا اقتضت الضرورة ذلك.

تطورات سلبية  

سرعان ما تلاشى الأثر الإيجابي لتدخل بنك كندا في أوائل التعاملات الأمريكية الخميس، أي بعد أقل من 24 ساعة من تنفيذه، وذلك بعد أن ظهرت على السطح بعض التطورات السلبية التي أجبرت الأسهم الأمريكية وغيرها من أصول المخاطرة.

وأشارت نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة يوجوف البريطانية لأبحاث السوق إلى تراجع في شعبية حزب المحافظين البريطاني الحاكم الذي تتولى ليز تراس.

وارتفعت شعبية حزب العمال البريطاني المعارض، إذ دعمه 54% من المشاركين في استطلاع الرأي، مما يشير إلى ارتفاع بحوالي 9.00% مقارنة باستبيان أُجري في وقت سابق.

وحصل حزب المحافظين الحاكم على دعم 21% من المشاركين بتراجع في شعبيته رصدته نتائج استطلاع رأي سابق بنسبة 7.00%.

وحصل حزب الديمقراطيين الأحرار على تأييد 7.00% من المشاركين في المسح، مما يلقي الضوء على تراجع شعبيته بواقع 2.00% مع تراجع في شعبية حزب الخُضر البريطاني بحوالي 1.00% بينما ارتفعت شعبية حزب الإصلاح بواقع 1.00%.   

وفي سياق متصل، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن ليز تراس، رئيسة الوزراء البريطانية، قد تعقد جلسة محادثات طارئة مع مكتب مسؤولية الموازنة في المملكة المتحدة. وكان احتلال هذا الاجتماع المرتقب العناوين الرئيسية للأخبار انطلاقة جديدة لحالة من القلق التي سيطرت على الأسوق.  

ومكتب مسؤولية الموازنة الحكومية في المملكة المتحدة هو جهة رقابية مالية مستقلة، والتي تجتمع معها رئيسة الوزراء الجديدة بعد فشل الحكومة في التهدئة من روع الأسواق عقب الإعلان عن الملامح الرئيسية للموازنة المصغرة.

ومن المرجح أن الاجتماع الطارئ المرتقب يأتي بعد فشل الحكومة في الحصول على الدعم اللازم لخطة الموازنة المصغرة من حزب المحافظين.

ويأتي هذا التحرك غير المألوف، الذي يتمثل في اجتماع تراس مع رئيس مكتب مسؤولية الموازنة البريطاني ريتشارد هيوز ووزير المالية البريطاني كواسي كوارتنج الجمعة المقبلة، قبل أن ينتهي المكتب الرقابي المستقل من إعداد التقديرات الاقتصادية الكاملة للمملكة المتحدة.

وختم الإسترليني تعاملات الخميس في الاتجاه الصاعد مستفيدا من مشتريات الأصول الطارئة التي أعلن بنك إنجلترا البدء فيها الأربعاء الماضي.

وارتفع الإسترليني/ دولار إلى 1.1116 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.0887. هبط الزوج إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الخميس عند 1.0761 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.1119.

واعتمد الإسترليني في صعوده الحالي على دعم من الاستجابة السريعة من جانب بنك إنجلترا للإعلان عن خطة الموازنة المصغرة للحكومة الجديدة.

وأعلن البنك المركزي البدء في عمليات تيسير كمي طارئة تضمنت مشتريات أصول بقيمة تجاوزت المليار جنيه إسترليني الأربعاء الماضي.

وكانت تلك المشتريات بمثابة إشارة تلقتها الأسواق إلى أن البنوك المركزية الرئيسية قد تتدخل من أجل إنقاذ الأسواق في أوقات التقلبات الحادة.

تحقق أيضا

الفيدرالي

الفيدرالي قد لا يحرك ساكنًا رغم توقعات تغيير خطابه

السؤال الأكثر إلحاحًا في الأسواق اليوم هو: ما الذي قد يطرأ على خطاب الفيدرالي أثناء …