كيف تؤثر انتخابات التجديد النصفي للكونجرس على أسواق المال؟

تترقب أسواق المال باهتمام بالغ انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي وما قد تسفر عنه من تغييرات في ملامح المشهد السياسي في الولايات المتحدة.

ويتوقع على نطاق واسع ألا يبق الوضع السياسي في الولايات المتحدة بعد ظهور نتائج تلك الانتخابات كما كان عليه قبل إجرائها وسط توقعات بالوصول إلى سيناريو حكومة منقسمة يضعف من قبضة الديمقراطيين المحكمة على المجالس التشريعية في الولايات المتحدة.

وتستفيد الأسهم الأمريكية من حالة ترقب نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي وسط توقعات رجحتها استطلاعات الرأي بإمكانية سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب. وأشارت توقعات أخرى إلى إمكانية حصول الجمهوريين على الأغلبية في محلسي النواب والشيوخ بعد إجراء تلك الانتخابات الثلاثاء المقبل.

وتشير استطلاعات الرأي لانتخابات التجديد النصفي إلى ارتفاع فرصة حصول الجمهوريين على الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي إلى 70%، وفقا لوكالة أنباء رويترز.

وتزيد تلك التوقعات من فرص الحصول على حكومة منقسمة لا يسيطر فيها الحزب الحاكم على غرفتي الكونجرس، ومن ثم قد يواجه صعوبات في تمرير أجندته التشريعية، بما فيها التشريعات الخاصة بالاقتصاد والأسواق.

وأشارت رويترز إلى ورقة بحثية نشرتها مؤسسة “ستراتيجاس” الاستشارية رجحت أن هناك مجموعة كبيرة من الأسهم الأمريكية قد ترتفع إذا حصل الجمهوريون على الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي.

وهناك توقعات تشير أيضا إلى أن المستثمرين في أسواق المال يفضلون الوصول إلى سيناريو الحكومة المنقسمة بعد الانتخابات لأنه سيوفر فرصة لتدخل الجمهوريين في الشأن الاقتصادي، وهو ما يذكر الأسواق بالفترة الإيجابية التي حققت فيها الأسهم الأمريكية مكاسب كبيرة في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.

كما يؤدي تحقق سيناريو الحكومة المنقسمة إلى إمكانية صدام بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة حول رفع سقف الدين، وهو ما يؤخر إصدار هذا القرار، مما يعد إيجابيا للمستثمرين في أسواق الأسهم الأمريكية بسبب مخاوف أن يؤدي رفع سقف الدين إلى تعثير الولايات المتحدة.

قطاعات قد تستفيد أكثر

كما تتوقع مؤسسة يو بي إس أن يرتفع الإنفاق العسكري حال فوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب وأن تكون هذه الزيادة المحتملة كبيرة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية التي تتعرض لها الولايات المتحدة باستمرار الصراع في أوكرانيا وتصاعد توترات أخرى على صعيد العلاقات مع الصين وقضية تايوان، علاوة على التوترات التي شهدتها شبه الجزيرة الكورية في الفترة الأخيرة بسبب إطلاق الصواريخ المتبادل في مياه المنطقة بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية.

وتجدر الإشارة إلى أن أي زيادة في الإنفاق العسكري الأمريكي سوف تصب في صالح أسهم شركات قطاع الدفاع، وهو ما يُغد من الإيجابيات التي ينتظرها هذا القطاع.

وقد تؤدي سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب إلى فوائد يجنيها قطاع الطاقة في الولايات المتحدة، إذ يشجع الديمقراطيون زيادة إنتاج الطاقة من مصادر تقليدية مثل الوقود الأحفوري كالنفط والغاز الطبيعي على عكس الديمقراطيين الذين يشجعون الطاقة النظيفة وزيادة الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة.

وقد يستفيد قطاع الأدوية أيضا حال فوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب الأمريكي أو في مجلسي الشيوخ والنواب، وفقا لبعض التوقعات، وذلك لأن الديمقراطيين يتجهون في الفترة الأخيرة إلى خفض أسعار الأدوية، وهو ما لن يستمر فيه الجمهوريون، مما يرجح كفة ارتفاع أسعار العقاقير والمستلزمات الطبية ومن ثم يتحسن الأداء المالي وينعكس ذلك إيجابا على أداء الأسهم الأمريكية.

وافتتحت أسواق الأسهم الأمريكية تعاملات اليوم الأول من أسبوع التداول الجديد في الاتجاه الصاعد متأثرة بالأحداث التي سادت المشهد الأسبوع الماضي، وحالتي تصب في مجملها في صالح أصول المخاطرة.

وارتفع داو جونز الصناعي إلى 32564 نقطة بمكاسب بلغت حوالي 161 نقطة أو 0.5% مع ارتفاع ستاندردز آند بورس500 إلى مستوى 3777 نقطة بعد أن أضاف حوالي ست نقاط أو 0.2% ومكاسب لناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة بحوالي 20 نقطة أو 0.3%.