أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الأربعاء في الاتجاه الصاعد بعد أن حققت مكاسب كبيرة على حساب عائدات سندات الخزانة الأمريكية التي بدأت في الهبوط بعد الوصول إلى مستويات قياسية أكبر من 4.00%.
وجاء هبوط العائدات على السندات الأمريكية بعد إقبال على شراء هذا النوع من الأوراق المالية السيادية بسبب قلق وتوتر يسود الأسواق منذ إعلان تفاصيل خطة الموازنة المصغرة البريطانية الجمعة الماضية.
وهناك علاقة عكسية بين عائدات سندات الخزانة الأمريكية وقيمة هذا النوع من الأوراق المالية، وهو ما يعني أن ارتفاع القيمة نتيجة لعمليات الشراء التي حدثت اليوم أدى إلى هبوط في تلك العائدات.و
وكان بنك إنجلترا وراء التقلبات الحادة في أسواق السندات السيادية – من بينها سندات الخزانة الأمريكية – الثلاثاء عقب إعلانه عن بدء عمليات تيسير كمي طارئة لدعم السندات الحكومية البريطانية التي تشير خطة الحكومة الجديدة إلى أنها سوف تكون مصدر تمويل الموازنة المصغرة.
واستغلت الأسهم الأمريكية هبوط عائدات هذا النوع من الأوراق المالية السيادية في تحقيق ارتفاعات كبيرة في نهاية جلسة الأربعاء، أبرزها صعود ستاندردز آند بورس500 بحوالي 2.00% أو ما يشير إلى أعلى المستويات منذ أوائل الشهر الماضي، محققا المكاسب الأكبر منذ إعلان الفيدرالي رفع الفائدة الأسبوع الماضي.
بنك إنجلترا
أعلن بنك إنجلترا تنفيذ عمليات شراء أصول طارئة تتضمن مشتريات سندات سيادية بريطانية لأجل 20 سنة بدء من اليوم الأربعاء.
أشار البنك المركزي إلى أن حجم مشتريات الأصول الطارئة قد يصل إلى 5 مليار جنيه إسترليني كبداية، لكنه أشار إلى أن هذه العمليات تخضع لمراجعة مستمرة، مما يرجح أن السلطات النقدية البريطانية قد تغير حجم المشتريات في وقت لاحق.
يأتي ذلك وسط استمرار هبوط عائدات سندات الخزانة البريطانية منذ الإعلان عن تفاصيل الموازنة المصغرة التي أعلنتها الحكومة البريطانية الجديدة.
وأثارت تفاصيل الخطة التي أعلنها وزير المالية البريطاني كواسي كوارتنج مخاوف حيال إمكانية إغراق الحكومة البريطانية في الديون.
وأعلن بنك إنجلترا أنه اشترى أصولا بقيمة 1.025 مليار جنيه إسترليني في إطار عملية تيسير كمي طارئة.
ويعد هذا القدر من مشتريات الأصول ضئيلا مقارنة بالكميات المعتادة على صعيد مشتريات الأصول البريطانية.
وتمثل المشتريات التي نفذها البنك المركزي حوالي ثلثي المشتريات اليومية التي تجريها السلطات النقدية.
وقد يكون تراجع المشتريات الأربعاء نتيجة لأن البنك المركزي يرى أن السندات البريطانية لم تتعرض لعمليات بيع مكثفة كما كان متوقعا بعد حالة الفزع التي انتابت الأسواق منذ الإعلان عن الموازنة المصغرة الجمعة الماضية.
يُذكر أن الفيدرالي كان ينفذ مشتريات أصول بقيمة 300 مليار دولار يوميا في ذروة انتشار فيروس كورونا.
وول ستريت
وتمكنت الأسهم الأمريكية من العودة إلى الصعود مرة ثانية بعد أن تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية بسبب الاضطرابات التي شهدتها أسواق السندات السيادية عالميا نظرا لما لحق بهذه الأسواق من توتر بسبب تحركات بنك إنجلترا بعد أن أعلن البدء في مشتريات أصول في إطار عمليات تيسير كمي طارئة.
وهبط داو جونز الصناعي إلى 29613 نقطة بعد أن حقق مكاسب بحوالي 475 نقطة أو 1.7%. وارتفع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 3710 نقطة بزيادة بلغت 63 نقطة أو 1.8% مع ارتفاع مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 11015 نقطة بعد إضافة حوالي 188 نقطة أو 1.8%.
وتراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية الأربعاء بعد تحقيق ارتفاعات قياسية بسبب ما أحدثته قرارات بنك إنجلترا الصادرة بشأن مشتريات الأصول من اضطرابات في أسواق السندات السيادية عالميا.
وهبطت عائدات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 3.736% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.948%.
وارتفعت عائدات السندات السيادية الأمريكية المعيارية إلى أعلى مستوياتها على مدار يوم التداول الجاري عند 4.010% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 3.731%.