هبطت أسعار النحاس في لندن يوم الخميس تحت ضغط من عدم اليقين المستمر بشأن الانتعاش الاقتصادي في الصين، أكبر مستهلك للمعادن، وارتفاع قيمة الدولار. فقد انخفض سعر النحاس لثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.5٪ إلى 8,099.5 دولار للطن المتري بحلول الساعة 1055 بتوقيت جرينتش.
ومن جهته، قال أوله هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو في كوبنهاجن: “تتراجع المعادن الصناعية بقيادة النيكل والألومنيوم مع استمرار تراجع سعر النحاس لليوم الثالث مع التركيز على بيانات ضعيفة من الصين”.
وكان قد انخفض سعر النحاس، الذي يستخدم في قطاع الطاقة والبناء، بنسبة 0.9٪ حتى الآن هذا الأسبوع. وأضاف هانسن أن اتجاهه الصاعد منذ 23 أكتوبر، عندما لامس أدنى مستوى في 11 شهرًا عند 7,856 دولار للطن، قد تم كسره، مما يعرض المعدن لمزيد من الخسائر. ويتم تحديد مستوى النحاس بواسطة المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا عند 8,161 دولار والمتوسط المتحرك لمدة 21 يومًا عند 8,061 دولار.
أداء الاقتصاد الصيني والطلب على النحاس
عادت أسعار المستهلك في الصين إلى التراجع وظل الانكماش في أسعار المصانع قائمًا في أكتوبر مع تراجع الطلب المحلي، مما يؤثر على آفاق أي انتعاش شامل في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. فقد أظهرت البيانات صورة متباينة لأداء الاقتصاد الصيني. تباطأت النشاطات التصنيعية والصادرات في أكتوبر، ولكن حدثت زيادة غير متوقعة في الواردات، حيث بلغت واردات النحاس أعلى مستوى في 10 أشهر.
وفي يوم أمس، كانت مخزونات النحاس في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة في أدنى مستوى لها في 13 شهرًا في 27 أكتوبر، حيث انخفضت بنسبة 85.6٪ عن ذروتها في مارس. ويعتبر سبتمبر وأكتوبر شهرين يشهدان تواجدًا جيدًا للطلب على المعدن نظرًا لزيادة النشاط الصناعي بعد فترة الركود في فصل الصيف، بالإضافة إلى زيادة الإنفاق من قبل المستهلكين خلال عطلة الأسبوع الذهبية في بداية أكتوبر مما يعزز الطلب.
كما أطلقت الصين تدابير إضافية لتحفيز الاقتصاد، بما في ذلك القروض المتعلقة بالعقارات والبنية التحتية، لدعم اقتصادها، مما يحسن الآفاق المتعلقة بالنحاس. وقد انعكست الرغبة المتزايدة في شراء النحاس المستورد في ارتفاع في السعر الزائد للنحاس في يانغشان إلى 92 دولار للطن في 31 أكتوبر، حيث تضاعف أكثر من ثلاث مرات منذ بداية أغسطس وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر الماضي.
وعلى صعيد آخر، قال بنك سيتي في بحثه: “مسار الصين نحو الانتعاش الاقتصادي (بعد جائحة كوفيد-19) لا يزال بطيئًا جدًا نظرًا لضعف القطاع العقاري المستمر والثقة الهشة”.
ويُذكر أن ارتفاع مؤشر الدولار جعل المعادن المقومة بالدولار أكثر تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، في حين كانت الأسواق تستعد لتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي جيروم باول المقررة في الساعة 1900 بتوقيت جرينتش.
وعلى صعيد آخر، انخفضت أسعار الألومنيوم في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1.1٪ إلى 2,239 دولار للطن، وتراجعت أسعار النيكل بنسبة 1.4٪ إلى 17,845 دولار، وتراجعت أسعار الزنك بنسبة 0.7٪ إلى 2,592 دولار، وظلت أسعار الرصاص عند مستوى مستقر عند 2,190 دولار، وتراجعت أسعار القصدير بنسبة 1.0٪ إلى 24,640 دولار.