كيف أثرت بيانات تضخم أسعار المنتجين عن شهر يناير على الأسواق اليوم؟

ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.3٪ في يناير الماضي، وهو أعلى من توقعات الاقتصاديين البالغة 0.1٪. ومع ذلك، انخفض معدل التضخم على مستوى الجملة على مدى الاثني عشر شهرا الماضية إلى 0.9٪ من 1.0٪.

وشهدت أسعار الجملة الأساسية، التي لا تشمل المواد الغذائية والطاقة، ارتفاعًا حادًا قدره 0.6٪ في يناير. وكانت هذه أكبر زيادة خلال عام.

 وظل معدل التضخم الأساسي على مستوى الجملة على مدار 12 شهرًا دون تغيير عند 2.6٪. إذ يميل التضخم إلى الظهور على مستوى الجملة قبل أن ينتقل إلى المستهلكين.

جاء تقرير مؤشر أسعار المنتجين بعد زيادة مخيبة للآمال في مؤشر أسعار المستهلك في يناير. تشير الزيادة في الأسعار في بداية عام 2024 إلى أن التضخم لن ينخفض ​​بسرعة أو بسهولة إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي. ويبلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة أكثر من 3٪.

فيما من المرجح أن يتراجع التضخم بشكل أكبر في عام 2024، لكن مؤشرات أسعار مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين تشير إلى أن الطريق إلى هدف البنك المركزي سيكون “وعراً”، كما قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا يوم الخميس.

في الوقت الحالي، لا تتوقع وول ستريت خفض أسعار الفائدة الأول حتى أواخر الربيع أو الصيف. كما حذر مسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي المستثمرين من عدم توقع خفض أسعار الفائدة في أي وقت قريب.

هذا وترفع العديد من الشركات أسعارها في بداية كل عام. من المفترض أن يتم تعديل مؤشر أسعار المنتجين على الزيادات السنوية، لكن تقديراته ليست دقيقة دائمًا.

على أي حال، تباطأ التضخم في قطاع الخدمات بشكل كبير خلال العام الماضي. ارتفعت أسعار خدمات الجملة بنسبة 2.2٪ فقط في العام الماضي.

في غضون ذلك، انخفضت تكلفة السلع بالجملة للشهر الرابع على التوالي وانخفضت بنسبة 1.7٪ في الاثني عشر شهرًا الماضية. وكان سبب الانخفاض هو البنزين.

يبدو أن التضخم في مراحل لاحقة من الإنتاج أقل حدة. فقد انخفضت تكلفة السلع الجاهزة جزئيًا بشكل طفيف الشهر الماضي وانخفضت بنسبة 3.8٪ مقارنة بالعام الماضي. وارتفع سعر المواد الخام قليلاً، لكنه انخفض بنسبة 15٪ مقارنة بالعام السابق.

وجدير بالذكر أن تقرير مؤشر أسعار المنتجين يتضمن ما تدفعه الشركات مقابل مستلزمات مثل الوقود والتغليف وما إلى ذلك. غالبًا ما يتم تمرير هذه التكاليف إلى العملاء على مستوى البيع بالتجزئة وتعطي فكرة عما إذا كان التضخم يرتفع أم ينخفض.

رد فعل السوق

استعاد مؤشر الدولار عافيته ليصل إلى 104.7 يوم الجمعة ويتجه نحو مكسب أسبوعي بنسبة 0.6٪، حيث واصل المستثمرون تقييم التوقعات الاقتصادية والسياسة النقدية في الولايات المتحدة.

فيما عكست العقود الآجلة على مؤشرات S&P 500 و Nasdaq 100 معظم المكاسب المبكرة لتتداول بالقرب من خط الصفر، بينما وسع مؤشر داو جونز الخسائر ليصل إلى حوالي 140 نقطة يوم الجمعة، بعد أن جاءت بيانات مؤشر أسعار المنتجين أعلى من التوقعات، ما خفض مرة أخرى الرهانات على أن الفيدرالي سيبدأ قريباً في خفض أسعار الفائدة.

أما على صعيد سوق السندات، فقد ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى من 4.32٪، مما أدى إلى محو الانخفاض الناجم عن بيانات مبيعات التجزئة البطيئة لرفع العوائد طويلة الأجل إلى أعلى مستوى لها منذ أواخر نوفمبر، بعد أن أعادت أرقام أسعار المنتجين التي جاءت أعلى من المتوقع إشعال مخاوف بشأن استمرار التضخم في الاقتصاد الأمريكي.