شهدت سوق التوظيف الأمريكية انطلاقة إيجابية في عام 2023، حيث سجلت الوظائف غير الزراعية أقوى مكاسب لها منذ يوليو 2022. وزادت الوظائف غير الزراعية بمقدار 517000 لشهر يناير، أعلى من تقديرات داو جونز البالغة 187000 ومكاسب ديسمبر البالغة 260.000.
وانخفض معدل البطالة إلى 3.4% مقابل التقدير المقدّر عند 3.6%. وهذا هو أدنى مستوى للبطالة منذ مايو 1969.
كما ارتفعت نسبة المشاركة في القوى العاملة إلى 62.4% بالتزامن مع ارتفاع مقياس أوسع للبطالة يشمل أولئك الذين يشغلون وظائف بدوام جزئي لأسباب اقتصادية إلى 6.6%.
وفي السياق نفسه، سجلت الأجور مكاسب قوية لهذا الشهر، إذ ارتفع متوسط الدخل في الساعة 0.3%، بما يتماشى مع التقديرات، و 4.4% عن العام الماضي، بزيادة 0.1% عن التوقعات.
تأتي تلك الزيادة في معدل خلق الوظائف على الرغم من جهود الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء الاقتصاد وخفض التضخم من أعلى مستوى له منذ أوائل الثمانينيات، إذ رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي ثماني مرات منذ مارس 2022.
وفي تقييمه الأخير لوضع الوظائف، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي بالتخلي عن اللغة السابقة قائلة إن المكاسب كانت “قوية” وأشار فقط إلى أن “معدل البطالة ظل منخفضًا”.
ومع ذلك، أشار الرئيس جيروم باول -في مؤتمره الصحفي بعد الاجتماع- إلى أن سوق العمل “لا يزال ضيقًا للغاية” ولا يزال “غير متوازن”. فاعتبارًا من ديسمبر، كان هناك حوالي 11 مليون فرصة عمل، أو ما يقرب من اثنين لكل عامل متاح.
وتعليقاً على بيانات اليوم، قال دانييل جاو -كبير الاقتصاديين في موقع مراجعة الوظائف غلاسدور- إن “تقرير اليوم هو صدى لسوق العمل المرن بشكل مدهش في عام 2022، متغلبًا على مخاوف الركود”.
أثر البيانات على السوق
وفي أعقاب صدور القرار، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات -والذي يُنظر إليه على أنه وكيل لتكاليف الاقتراض العالمية- بمقدار 10 نقاط أساس إلى 3.5٪ يوم الجمعة. وارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار 15 نقطة أساس لتصل إلى 4.23%.
وعلى نفس المنوال، ارتفع مؤشر الدولار أعلى مستوى 102 منتعشًا من أدنى مستوى في تسعة أشهر عند 100.82 في الجلسة السابقة، بعد أن فاجأت الوظائف الأخيرة على الجانب الصعودي مما يعقد سعي بنك الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء وتيرة التضييق.
أما على صعيد سوق السلع، فقد انخفض الذهب دون مستوى 1900 دولار، وهو مستوى لم نشهده منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وذلك يعزى بالطبع إلى ضغط الدولار القوي وارتفاع عوائد سندات الخزانة بعد بيانات الوظائف القوية.
علاوة على ذلك، قلصت الأسهم الأوروبية خسائرها متخلية عن أعلى مستوياتها في تسعة أشهر، حيث هبط مؤشر كاك 40 بنسبة -0.41% مسجلاً 7,137.12.
هذا ونظراً لإقبال المستثمرين للتداول على الدولار عقب البيانات الإيجابية، عمق اليورو خسائره مقابل الدولار، ليتداول دون مستوى 1.09 بعد أن سجل مستوى 1.1034 لأول مرة منذ أبريل الماضي. كما هبط أيضاً الاسترليني للسبب ذاته مقابل منافسه الأمريكي مسجلاً 1.21.