لماذا تواصل عائدات السندات الأمريكية الهبوط؟

تلقت عائدات السندات الأمريكية ضربة جديدة الخميس عقب إظهار مؤشرات أسعار المنتجين مستويات أدنى مما كانت تشير إليه التوقعات، مما يزيد من تصاعد توقعات بإمكانية أن يخفض بنك الاحتياطي الفائدة في الفترة المقبلة قبل نهاية هذا العام.

كما تأثرت العائدات سلبًا بالإقبال على شراء السندات الحكومية الأمريكي لوجود علاقة عكسية بين العائدات وقيمة هذه السندات. وجاء الإقبال على شراء هذه الأوراق المالي، الذي أدى إلى ارتفاع قيمتها، نتيجة لرغبة المستثمرين في أسواق المال العالمية في التحوط ضد التقلبات العنيفة في الأسواق التي قد تحدث وسط تصاعد توترات جيوسياسية في الشرق الأوسط وبعض العقبات التي قد تواجهها المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.

وسجلت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات هبوطًا إلى 4.360% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 4.427%.

وبلغ أعلى مستوى لهذه العائدات على الأوراق المالية السيادية في يوم التداول الخميس 4.427% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 4.346%.

بيانات التضخم

ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين إلى 0.1% في مايو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.2-%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.2%.

وارتفعت القراءة السنوية للمؤشر إلى 2.6% الشهر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 2.5%، لكنها توافقت مع توقعات الأسواق التي أشارت إلى إمكانية ألا تتغير مستويات نمو الأسعار من هذه الفئة.

وعلى صعيد القراءات التي تستثني المكونات الأعلى تذبذبًا في الأسعار، سجلت قراءة مؤشر أسعار المنتجين باستثناء أسعار الغذاء والطاقة ارتفاعًا إلى 0.1% في مايو الماضي مقابل قراءة إبريل الماضي التي سجلت 0.2-%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.3%.

وارتفعت قراءة نفس المؤشر على أساس سنوي إلى 3.00% في مايو الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي عند 3.2%، وهو ما جاء دون المستويات التي أشارت إليه التوقعات في وقتٍ سابقٍ عند 3.1%.

وأشارت البيانات الصادرة الأربعاء الماضي إلى قراءات التضخم الأمريكي على مستوى أسعار المستهلك سجلت مستويات دون توقعات الأسواق الأربعاء لتكشف عن استمرار تراجع نمو الأسعار في الولايات المتحدة في مايو الماضي، وفقًا للبيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة.

وسجل مؤشر أسعار المستهلك ارتفاعًا بواقع 0.1% في مايو الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 0.2%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي رجحت إمكانية ألا تشهد الأسعار أي تغيير مقارنةً بالقراءة السابقة.

كما ارتفعت القراءة السنوية للمؤشر بـ2.4% الشهر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 2.3%، لكنها جاءت تحت مستوى التوقعات التي أشارت إلى 2.5%.

كما هبطت القراءات التي تستثني المكونات الأكثر تذبذبًا في أسعار المستهلك، وهي أسعار الغذاء والطاقة، وهي القراءات التي تعتبر أكثر دقة.

وهبط مؤشر أسعار المستهلك باستثناء أسعار الغذاء والطاقة إلى 0.1% في مايو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.2% على أساس شهري، وهو ما جاء أجنى من توقعات السوق أيضًا.

وعلى أساس سنوي، لم تشهد قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة أي تغيير لتسجل 2.8%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 2.9%.

توترات جيوسياسية وتجارية

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإملاء شروط تجارية أحادية الجانب من الولايات المتحدة على عدد كبير من الشركاء التجاريين، مما يهدد بالمزيد من التوترات التجارية.

كما تصاعدت مخاوف توترات جيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط بعد أن أصدرت السلطات الأمريكية تعليمات بمغادرة بعض أعضاء طاقم السفارة الأمريكي في بغداد بسبب تهديدات إيرانية بقصف مواقع أمريكية في المنطقة.