ركزت الأسواق منذ اللحظة الأولى من تعاملات الأسبوع الجديد على قرارات الفيدرالي المرتقبة التي من المقرر أن تصدر الأربعاء المقبل، وهو ما يُعد استعدادا مبكرا لاستقبال تلك القرارات التي يبدو أنها سوف تتمتع بقدر أكبر من الأهمية مقارنة بالقرارات التي أُعلنت في الاجتماعات الماضية.
وتأتي قرارات الفيدرالي وسط توقعات بأن يرفع البنك المركزي الفائدة بـ 75 نقطة أساس إلى نطاق (2.025% – 2.5%)، وهي المستويات التي كانت الفائدة الفيدرالية قد وصلت إليها قبل بداية الأزمة الحالية.
ويعزز تلك التوقعات البيانات التي ظهرت في المفكرة الاقتصادية منذ نهاية الاجتماع الماضي وحتى الآن، والتي رسمت صورة قاتمة لأداء الاقتصاد الأمريكي في تلك الفترة.
ورغم أن تلك البيانات السلبية تمكنت في الفترة الأخيرة من تعزيز مخاوف الركود، تركز الأسواق قبيل اجتماع الفيدرالي بأيام قليلة على قراءات التضخم التي لا تزال مستمرة في تسجيل مستويات هي الأعلى منذ 1981.
وقد تستمر الأسواق في التركيز على الأسواق ومعها لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة، التي تبدأ اجتماعها الشهري غدا الثلاثاء، في التركيز على الارتفاع الحاد في معدل التضخم في تجاهل لبيانات التوظيف والإسكان التي عكست تدهور القطاعين في الفترة الأخيرة.
وسيطرت مخاوف الركود على الأسواق في الفترة الأخيرة، والتي تصاعدت بسبب تدهور بيانات الإسكان، والتوظيف التي تضمنت ارتفاعا كبيرا في مطالبات إعانات البطالة، علاوة على تراجع بيانات القطاع الخدمي الذي عكسه تراجع مؤشر مديري المشتريات الخدمي إلى أدني المستويات في أكثر من سنتين.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية في نهاية جلسة التداول الاثنين بدفعة من تصاعد توقعات رفع الفائدة بـ 75 نقطة في اجتماع الفيدرالي الأربعاء المقبل.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 2.804% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل نفس المستوى الذي يعبر أيضا عند أدنى وأعلى المستويات في نفس اليوم، وهو ما يشير إلى جمود في حركة السعر.
وجاء هذا الارتفاع المحدود بأقل من 0.1% بدفعة من توقعات رفع الفائدة بواقع 75 نقطة أساس إلى منطقة 2.25% – 2.5% التي وصلت إليها الفائدة الفيدرالية في فترة ما قبل الأزمة.
وتستند تلك التوقعات أيضا إلى عبارة قالها جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في وقت سابق تضمنت أن على الأمريكيين أن يتحملوا الألم من أجل خفض التضخم.
وزاد من تصاعد توقعات رفع الفائدة بوتيرة تساوي أو تزيد على الوتيرة التي تم رفعها بها في الاجتماع الماضي تكهنات بأن يواصل باول ترديد عبارات تشير إلى التعهد بأن الفيدرالي سوف يستمر في “سحق” التضخم.
وختم الذهب تعاملات الاثنين في الاتجاه الهابط متأثرا بالارتفاع في عائدات سندات الخزانة الأمريكية التي ارتفعت بسبب تصاعد توقعات رفع الفائدة بـ75 نقطة أساس في اجتماع الأربعاء المقبل.
وختم الدولار الأمريكي تعاملات الاثنين في الاتجاه الهابط متأثرا بحالة ترقب قرارات الفيدرالي التي بعد يوم واحد من ظهور بيانات سلبية على مستوى قطاعات اقتصادية هامة في الولايات المتحدة، وهو ما يسمح لمخاوف الركود بأن تلقي بظلالها السلبية على الأسواق مع إمكانية تأثرها في اللغة التي يتبناها البنك المركزي وما إذا كانت ستميل إلى إلى المزيد من رفع الفائدة بوتيرة أسرع.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يوفر تقييما دقيقا لأداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، الاثنين إلى 106.42 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 106.48 نقطة.
وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول المنقضي عند 106.45 مقبل أدنى المستويات الذي سجل 106.43، مما يشير إلى نطاق تداول ضيق للغاية.
ومن المتوقع أن يرفع الفيدرالي الفائدة بـ 75 نقطة أساس ليعود بها إلى منطقة ما قبل الأزمة 2.25% – 2.5%، وهو ما يُعد انتهاء من دورة اقتصادية شهدت الكثير من التيسير الكمي وضخ السيولة والإجراءات المالية والنقدية الاستثنائية.
وتترقب الأسواق الاختبار الذي يضع فيه الفيدرالي الاقتصاد الأمريكي الذي من شأنه أن يكشف ماذا إذا كان بإمكان النشاط الاقتصاد الأمريكي أن يظهر أداء جيدا بدون دعم مالي ونقدي من البنك المركزي.