نور تريندز / التقارير الاقتصادية / تناقض بين تقييم البيت الأبيض والفيدرالي للأوضاع الاقتصادية

تناقض بين تقييم البيت الأبيض والفيدرالي للأوضاع الاقتصادية

ختمت أسواق المال الأمريكية تعاملاتها في بسلبية شديدة سادت حركة سعر الأسهم في وول ستريت والدولار الأمريكي، وحتى عائدات سندات الخزانة الأمريكية لم تسلم من السلبية لتتراجع في نهاية جلسة التداول الأربعاء.

وكان المصدر الأساسي للسلبية في الأسواق هو بيانات التضخم ألقت الضوء على استمرار ارتفاع أسعار المستهلك في الولايات المتحدة إلى مستويات تجعلها الأعلى منذ عام 1981.

وأشارت البيانات بكافة أنواعها إلى عمليات القياس الشهرية والسنوية للتضخم في الأسعار أغلبها يرجح أن التضخم لم يصل بعد إلى ذروته وأن البلاد قد تشهد المزيد منه في الفترة المقبل.

البيت الأبيض

أصدر البيت الأبيض مذكرة الثلاثاء الماضي فيما يبدو أنها محاولة للتهدئة من روع الأسواق والمستهلكين، إذ رجح المسؤولون في الإدارة الأمريكية أن التضخم الأمريكي ربما لم يرتفع في يونيو الماضي، وهو ما جاء مخالفا لأغلب توقعات الأسواق التي سيطرت على المشهد قبل ظهور البيانات الفعلية.

ورجحت مذكرة صدرت الثلاثاء عن البيت الأبيض الثلاثاء الماضي أن البيانات الاقتصادية الأمريكية الصادرة في الفترة الأخيرة “لا تعزز سيناريو الركود في الربع الأول من العام الجاري”.

وأِشارت إلى أن جميع البيانات الاقتصادية التي توالى ظهورها منذ بداية العام الجاري وحتى نشر بيانات توظيف يونيو الجمعة الماضية لا ترجح دخول الاقتصاد الأمريكي في الركود. 

وقال البيت الأبيض أن أوضاع سوق العمل الأمريكي تستمر في إظهار المزيد من القوة، مما يعزز موقف اقتصاد الولايات المتحدة بين غيرها من الدول فيما يتعلق بالانتقال إلى تضخم أقل ونمو يسير بخطى ثابتة. 

لكنه حذر من أن أثر ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، المكونات الأكثر تذبذبا بين أسعار المستهلك، قد يتجاوز توقعات الأسواق بحوالي 40% مقارنة بالتوقعات السائدة في الأسواق في الوقت الحالي. 

وأشارت المذكرة إلى أن هناك تراجع في أسعار منتجات الطاقة منذ البدء في عملية قياس أسعار المستهلك ليونيو الماضي.  ورجحت أن أسعار الجازولين في الولايات المتحدة قد تبدأ في التراجع في الأسابيع القليلة المقبلة. وقالت إن أسعار الجازولين قد تكون وراء 100% من الزيادة المتوقعة في التضخم السنوي لأسعار المستهلك الأمريكي لشهر يونيو الماضي، والتي تظهر الأربعاء المقبل.

وأضافت أن الاقتصاد الأمريكي قد يكون في مرحلة انتقالية قد تشهد تباطؤ في نمو الوظائف والنمو الاقتصادي بصفة هامة.  وتكمن أهمية تلك المذكرة في أنها أصدرت قبل يوم واحد من ظهور بيانات التضخم الأمريكية، والتي تتضمن مؤشرات أسعار المستهلك على أساس شهري وسنوي وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة أيضا.  

الفيدرالي

قالت لوريتا ميستر، عضوة مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء إن “التضخم مرتفع للغاية، لكن الأمر لا زال لا يحتاج إلى اتخاذ القرار برفع الفائدة بعد”.

وأضافت أن “تقرير أسعار المستهلك جاء سلبيا للغاية، لكننا لا نحتاج إلى أن نقرر رفع الفائدة اليوم”، في إشارة إلى إمكانية حدوث تطورات إيجابية على صعيد ارتفاع الأسعار قبيل اجتماع الفيدرالي المقبل.

وأشارت إلى أنه لم تر بعد أي أدلة مقنعة على أن التضخم وصل إلى ذروته التي يمكن بعدها توقع الهبوط إلى مستويات أقل، مؤكدة أن الحديث عن مسار السياسة النقدية سوف يكون في اجتماع يوليو.

وشددت على أن أي تقييد، رفع الفائدة، لابد أن يكون “بحرص ولأغراض محددة”، مرجحة أن الفيدرالي “سوف يحتاج إلى رفع الفائدة فوق مستوى المعدل المحايد”.

وتوقعات “بيانات أسعار المستهلك لا ترجح إمكانية رفع الفائدة في يوليو بنسبة بأقل مما تم بها رفعها في يونيو الماضي”.

ومن الواضح أن ما صرحت به عضوة الفيدرالي يتعارض مع النظرة المتفائلة للأوضاع الاقتصادية التي يتبناها البيت الأبيض الذي يرى أن الاقتصاد في مرحلة انتقالية يتحول خلالها إلى معدلات تضخم أقل.

لكن البيانات الاقتصادية ترجح كفة رؤية الفيدرالي للأوضاع الاقتصادية، إذ سجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة ارتفاعا بواقع 1.3% في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.00%، وفقا للمستويات الشهرية.

وشهد التضخم السنوي لأسعار المستهلك الأمريكي أيضا ارتفاعا بنسبة 9.1% في يونيو مقابل قراءة نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت 8.6%، وفقا للقراءة السنوية التي فاقت توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع لا يتجاوز 8.%.

وارتفعت مؤشر أسعار المستهلك باستثناء أسعار الغذاء والطاقة بـ 0.7% الشهر الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 0.6%. وعلى أساس سنوي، شهدت قراءة المؤشر هبوطا هامشيا بواقع 5.9% مقابل قراءة مايو الماضي التي سجلت 6.00%.

وتضمنت حركة السعر في أسواق المال العالمية في نهاية الفترة الأمريكية الأربعاء هبوط الأسهم الأمريكية، وتراجع الدولار الأمريكية، وتدهور مستويات عائدات سندات الخزانة الأمريكية مقابل ارتفاع العقود الآجلة للذهب بعد قراءات التضخم.

تحقق أيضا

بنك إنجلترا

إلى متى قد يتوقف بنك إنجلترا عن خفض الفائدة؟

يصدر بنك إنجلترا قرار الفائدة الخميس وسط توقعات بأن يبقي البنك المركزي على معدل الفائدة …