تقارير الأرباح تسيطر على الأسواق وتنشر التفاؤل بين المستثمرين

لليوم الثالث على التوالي تنتصر شهية المخاطرة على السلبية في أسواق المال بدفعة من تقارير الأرباح التي ظهر أغلبها اليوم، معلنا تقدم الأداء المالي لشركات كبرى مدرجة في مؤشرات البورصة الأمريكية.

وأعلنت شركات كوكاكولا، وجنرال موتورز، وميكروسوفت، وألفابيت (المالكة لجوجل) نتائج الأداء المالي في الربع قبل الأخير من العام الجاري، والتي ألقت الضوء على أداء جيد وإيجابي في تلك الفترة.

ونشرت تلك التقارير حالة من التفاؤل في الأسواق رغم ظهور بيانات أمريكية إيجابية عكست حالة من التدهور في سوق الإسكان وقطاع التصنيع في الولايات المتحدة.

وهبط مؤشر أسعار الإسكان الأمريكي بواقع 0.7-% في أغسطس الماضي مقابل القراءة المسجلة في الشهر السابق التي سجلت تراجعا أقل حدة بـ 0.6-%، وهو ما جاء أسوأ من توقعات السوق التي أشارت إلى إمكانية التحسن بانخفاض أقل بـ 0.3-%.

وتراجع مؤشر أسعار المنازل الأمريكية الصادر عن ستاندردز آند بورس/ كايسشيللر بواقع 13.1% في أغسطس الماضي، وفقا للقراءة السنوية. وكانت القراءة السابقة قد سجلت 16%، لذا جاءت القراءة الفعلية أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع بواقع 14.4%.

في نفس الوقت، سجلت قراءة مؤشر ريتشموند الصناعي إلى عشر نقاط في أكتوبر الجاري مقابل القراءة السابقة التي ارتفعت إلى 0.0%، وهو ما جاء أفضل بقليل من توقعات السوق التي أشارت إلى 7.00-%.  

وتحدت وول ستريت البيانات السلبية، مظهرة ارتفاعات جديدة لليوم الثالث على التوالي بدفعة من تقارير الأرباح بعد الدفعة التي تلقتها نهاية الأسبوع الماضي من تصاعد توقعات لإبطاء الفيدرالي من وتيرة رفع الفائدة.

وكما أسهمت حالة ترقب تقارير أرباح عمالقة التكنولوجيا التي تبدأ في الظهور تباعا على مدار الفترة المتبقية من أسبوع التداول الجاري.

وارتفع داو جونز الصناعي إلى 31758 نقطة بعد إضافة حوالي 0.9% مع ارتفاع ستاندردز آند بورس500 إلى 3845 نقطة، وهو ما يشير إلى تقدم بحوالي 47 نقطة أو 1.3%.

كما ارتفع ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 11161 نقطة بعد أن حقق مكاسب بحوالي 210 أو 0.2%.

في المقابل، يواجه الدولار الأمريكي قوية في الاتجاه الهابط نتيجة لاستمرار التحسن في شهية المخاطرة في أسواق المال العالمية، وهو التحسن الذي تقوده تقارير أرباح إيجابية لعدد من الشركات الكبرى المدرجة في مؤشرات البورصة العالمية.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 110.99 نقطة مقابل الإغلااليومي الماضي الذي سجل 111.99 نقطة.

وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الثلاثاء عند 112.13 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 110.76 نقطة.

تقارير الأرباح

وذكر تقرير نشرته مجموعة جولدمان ساكس المالية العملاقة أن الاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية في بنك كندا سوف يكون “نجاة من خطر محقق وسط حالة من الانقسام بين أعضاء اللجنة حول ما إذا كان من الضروري لصناع السياسة النقدية التراجع بخطوة على صعيد وتيرة رفع الفائدة بعد ظهور دفعات من البيانات المتباينة وضعف النظرة المستقبلية للشركات ومؤسسات الأعمال في البلاد. ومع ذلك لا يزال التضخم مرتفعا”.

وأضاف التقرير أن “هذا قد يكون له تداعيات على الدولار الكندي، إذ تركز الأسواق بشدة على ما إذا كان البنك المركزي قد يرتكز على الوتيرة التي يسير عليها بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفائدة في قراراته المقبلة أم أنه قد يتخلف عن تلك الوتيرة. فحتى الآن، لا يزال الدولار الكندي يتفوق على نطيره الأمريكي هذا العام بسبب الإجراءات العنيفة التي اتخذها بنك كندا والعلاقة الوثيقة بين العملتين”.

وتابع: “رغم ذلك، وكما يوضح الهبوط الذي تعرض له الدولار الأسترالي في الفترة الأخيرة، إذا أعطى بنك كندا في خطابه في اجتماع الأربعاء المقبل انطباعا بأنه سوف يبدأ اتباع منهج متوازن، فربما نشاهد نهاية لتفوق الدولار الكندي”.

وأعلنت شركة ميكروسوفت نتائج الأداء المالي للربع الثالث من 2022 الثلاثاء، والتي أشارت إلى أرقام فاقت توقعات السوق على مستوى الأرباح والإيرادات.

وحققت شركة ميكروسوفت، عملاق البرمجيات الأمريكي، أرباحا بلغت 2.35 دولار للسهم مقابل التوقعات التي أشارت إلى 2.30 دولار للسهم في الربع الثالث من العام الجاري.

كما ارتفعت إيرادات الشركة في نفس الفترة إلى 50.12 مليار دولار مقابل القيمة التي أشارت إليها توقعات السوق عند 49.61 دولار.

ودمجت الشركة أرباح نظارات الواقع الافتراضي التي تنتجها وتشغلها، المعروفة باسم “هولولينس”، في شريحة أرباح نظام التشغيل ويندوز، وهو ما نتج عنه تسجيل تلك الشريحة أرباحا بواقع 100 مليون دولار.

رغم ذلك، تراجع سهم الشركة بحوالي 3.00% في ختام تعاملات وول ستريت الثلاثاء بسبب تراجع أرباح التخزين السحابي الذي تشغله الشركة.

لكن شركة ألفابيت، الشركة المالكة لجوجل، لم تتمكن من تحقيق الأرباح التي أشارت إليها توقعات الأسواق في الربع الثالث من 2022، وفقا لتقارير الأرباح الصادرة الأربعاء,

وتراجعت أرباح الشركة العملاقة للتكنولوجيا إلى 1.06 دولار للسهم مقابل التوقعات التي أشارت إلى 1.25 دولار للسهم.

كما هبطت الإيرادات إلى 69.09 مليار دولار في الربع الثالث من العام الجاري مقابل التوقعات التي أشارت إلى 70.58 مليار دولار.

وشهدت إيرادات إعلانات موقع التواصل الاجتماعي عبر الفيديو يوتيوب هبوطا إلى 7.07 مليار دولار، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 7.24 مليار دولار.

وانخفضت تكلفة الاستحواذ على زيارات المواقع التي تمتلكها وتشغلها الشركة إلى 11.83 مليار دولار مقابل التوقعات التي أشارت إلى 12.38 مليار دولار.