تصدر في وقت لاحق اليوم الجمعة بيانات التوظيف الأمريكية الأهم على مدار الشهر وسط توقعات بتراجع كبير في نمو الوظائف في الولايات المتحدة مع ثبات في معدل البطالة إضافة إلى تراجع في نمو الأجور،
وفي الجمعة الأولى من كل شهر تصدر بيانات التوظيف، في مقدمتها مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية، والذي يضبط إيقاع الأسواق على مدار الشهر بعد أن يلقي الضوء على أوضاع سوق العمل الأمريكي الذي يرسم صورة واضحة لأداء أكبر اقتصادات العالم.
وتكمن أهمية بيانات التوظيف الأمريكية أيضا في أنها ليست فقط البيانات التي تحدد مدى قوة أداء الاقتصاد الأمريكي، لكنها أيضا البيانات التي تلقي الضوء على واحدة من مهمتين أساسيتين ينطوي عليهما التكليف الرسمي المنوط ببنك الاحتياطي الفيدرالي القيام به بنجاح من أجل تعزيز أداء الاقتصاد الأمريكي؛ هما استقرار الأسعار وتحقيق الحد الأقصى للتوظيف في البلاد.
الفيدرالي وسوق العمل
تزداد أهمية بيانات التوظيف التي تصدر في الجمعة الأولى من شهر أغسطس الجاري لأنها تأتي بعد يومين فقط من إعلان الفيدرالي قرار الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير مع ظهور تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس محافظي البنك المركزي، التي أظهرت ميلًا واضحًا إلى خفض الفائدة في سبتمبر المقبل.
كما يزداد اهتمام المستثمرين في أسواق المال بتلك التصريحات نظرا لأن باول أفرد مساحة في حديثه، أثناء المؤتمر الصحفي الذي انعقد الأربعاء الماضي عقب إعلان قرارات الفيدرالي، للحديث عن أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة.
وأبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على معدل الفائدة دون تغيير في اجتماع 11-12 يوليو الماضي، متفاديًا خفضه وسط استمرار معركته ضد التضخم التي أعرب البنك المركزي ورئيسه عن حالة من الرضا عما أسفرت عنه جهود السلطات النقدية من خفض للتضخم في اتجاه الهدف الرسمي المحدد بـ2.00%.
بذلك يستمر العمل بمعدل الفائدة في نطاق 5.25% – 5.50%، وهو المعدل الذي يتبناه البنك المركزي منذ يوليو الماضي عندما رفع الفائدة إلى هذا المستوى، مما يشير إلى أعلى مستوى له في حوالي 23 سنة.
سيناريوهات بيانات التوظيف
نتوقع اثنين من السيناريوهات لبيانات التوظيف الأمريكية؛ أحدهما إيجابي بينما يشير الآخر إلى احتمالات سلبية البيانات الأمريكية الأهم على مدار الشهر.
وتستند تلك السيناريوهات إلى عدد من مؤشرات التوظيف الأولية التي من خلالها نستطيع رسم صورة واضحة لما قد تكون عليه بيانات التوظيف الأمريكية.
السيناريو الإيجابي
يدعم سيناريو تحسن بيانات التوظيف الأمريكية بعض المؤشرات الأولية التي نشير إليها فيما يلي
تراجع مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف في الولايات المتحدة إلى 25885 وظيفة تم إلغاؤها في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت إلغاء 48786 وظيفة الشهر السابق.
وتراجع مؤشر فرص العمل JOLTS إلى 8.184 مليون فرصة عمل في يونيو الماضي مقارنة بالقراءة السابقة التي سجلت 8.230 مليون فرصة عمل، وهو – رغم الانخفاض – ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 8.030 مليون فرصة عمل.
السيناريو السلبي
تعرض مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) لهبوط إلى122000 وظيفة في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 155000 وظيفة. وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 150000 وظيفة.
تراجع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الأمريكي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات إلى 46.1 نقطة في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 47.1 نقطة.
هبط مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات إلى 43.4 نقطة في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 49.3 نقطة.
تراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشيجان الأمريكية إلى 66.00 نقطة في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 68.2 نقطة، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أِشارت إلى 68.5 نقطة.
وارتفع مؤشر مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية إلى 249000 مطالبة الأسبوع المنتهي في 26 يوليو الماضي، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 235000 مطالبة.
وارتفع أيضاً إجمالي عدد المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية إلى 1.877 مليون مستفيدًا في الأسبوع المنتهي في 19 يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.844 مليون مستفيدًا.
كما ارتفع متوسط الأربع أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة إلى 238000 مطالبة في الأسبوع المنتهي في 26 يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 235000 مطالبة.
وبسيطرة السيناريو السلبي على المشهد، قد يؤدي التراجع في بيانات التوظيف الأمريكية الذي تشير إليه التوقعات إلى أن يرى الفيدرالي أنه نجح إلى حدٍ كبيرٍ في إحراز تقدم على صعيد المعركة ضد التضخم، مما قد يثير التفاؤل في الأسواق ويعمل لصالح أصول المخاطرة.
وحال مخالفة نمو الوظائف التوقعات بارتفاع يتجاوز مستوى التوقعات، قد نرى تعافيا للدولار الأمريكي على حساب الأسهم الأمريكية والذهب.