تصدر في وقت لاحق اليوم الجمعة بيانات التوظيف الأمريكية الأهم على مدار الشهر وسط توقعات بتراجع كبير في نمو الوظائف في الولايات المتحدة مع ثبات في معدل البطالة إضافة إلى تراجع في نمو الأجور،
وفي الجمعة الأولى من كل شهر تصدر بيانات التوظيف، في مقدمتها مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية، والذي يضبط إيقاع الأسواق على مدار الشهر بعد أن يلقي الضوء على أوضاع سوق العمل الأمريكي الذي يرسم صورة واضحة لأداء أكبر اقتصادات العالم.
وتكمن أهمية بيانات التوظيف الأمريكية أيضا في أنها ليست فقط البيانات التي تحدد مدى قوة أداء الاقتصاد الأمريكي، لكنها أيضا البيانات التي تلقي الضوء على واحدة من مهمتين أساسيتين ينطوي عليهما التكليف الرسمي المنوط ببنك الاحتياطي الفيدرالي القيام به بنجاح من أجل تعزيز أداء الاقتصاد الأمريكي؛ هما استقرار الأسعار وتحقيق الحد الأقصى للتوظيف في البلاد.
وتأتي بيانات التوظيف في مايو الجاري لتلقي الضوء على أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة الشهر الماضي بعد أن بدأ العالم يتأثر سلبًا بتوقعات التبعات الخطيرة التي قد تترتب على التغييرات في السياسات التجارية للإدارة الأمريكية، وما يمكن أن يسببه ذلك من تراجع في أوضاع سوق العمل.
وقد تتدخل مخاوف التعريفة الجمركية وما أثارته من مخاوف الركود التضخمي منذ إعلان ترامب العمل بها أوائل الشهر الماضي في اتجاهات التوظيف في الولايات المتحدة على الرغم من تعليق العمل بأغلب هذه الرسوم الجمركية لتسعين يومًا.
وظهرت مجموعة من مؤشرات التوظيف الأولية، ألقت الضوء في مجملها على تدهور أوضاع سوق العمل الأمريكي.
وتتوقع الأسواق ارتفاع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة في فبراير الماضي إلى 130000 وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 228000 وظيفة في إبريل الماضي. رغم ذلك، هناك سيناريوهات متوقعة للمؤشرات الهامة التي تصدر خلال ساعات يمكننا أن نتناول أبرزها فيما يلي.
سيناريوهات بيانات التوظيف
نتوقع اثنين من السيناريوهات لبيانات التوظيف الأمريكية؛ أحدهما إيجابي بينما يشير الآخر إلى احتمالات سلبية البيانات الأمريكية الأهم على مدار الشهر.
وتستند تلك السيناريوهات إلى عدد من مؤشرات التوظيف الأولية التي من خلالها نستطيع رسم صورة واضحة لما قد تكون عليه بيانات التوظيف الأمريكية.
السيناريو الإيجابي
يدعم سيناريو تحسن بيانات التوظيف الأمريكية بعض المؤشرات الأولية التي نشير إليها فيما يلي
ارتفع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات إلى 47.2 نقطة في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 45.2 نقطة.
هبط مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف في الولايات المتحدة إلى 105441 وظيفة تم إلغاؤها في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت إلغاء 275024 وظيفة الشهر السابق.
وارتفع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشيجان الأمريكية إلى 52.2 نقطة في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 50.8 نقطة، وهو نفش الرقم الذي أشارت إليه التوقعات.
السيناريو السلبي
ارتفع مؤشر مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية إلى 222000 مطالبة، وفقًا لحسابات الأسبوع الأخير من إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 216000 مطالبة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 221000 مطالبة.
تراجع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة إلى 62000 وظيفة في إبريل الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 147000 وظيفة بعد المراجعة، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 114000 وظيفة.
وهبط مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الأمريكي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات إلى 46.2 نقطة في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 53.9 نقطة.
وارتفع إجمالي عدد المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية إلى 1.916 مليون مستفيدًا، وفقًا للقراءة المسجل في الأسبوع الأخير من إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.833 مليون مستفيدًا.
كما ارتفع متوسط الأربع أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة إلى 226000 مطالبة في الأسبوع الأخير من إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 220000 مطالبة.
وبسيطرة السيناريو السلبي على المشهد، قد يؤدي التراجع في بيانات التوظيف الأمريكية الذي تشير إليه التوقعات إلى تراجع في الأسهم الأمريكية لأن التراجع في نمو الوظائف ونمو الأجور من شأنه أن يلقي الضوء على الاقتصاد الأمريكي يمر بحالة من الضعف، مما من شأنه أن يؤثر سلبًا على الأسهم الأمريكية وأصول المخاطرة بصفة عامة.
في المقابل، قد يستفيد الدولار الأمريكي كثيرًا من أي تطور سلبي في أوضاع سوق العمل نظرًا لأن تدهور أوضاع سوق العمل قد يدفع الفيدرالي إلى التمسك بمنهجية “الانتظار لمشاهدة المزيد من التطورات” وعدم خفض الفائدة في الفترة المقبلة.
وحال مخالفة نمو الوظائف التوقعات بارتفاع يخالف التوقعات، قد نرى تعافيا للأسهم في وول ستريت والذهب على حساب الدولار الأمريكي.