نور تريندز / التقارير الاقتصادية / كيف تعاملت الأسواق مع بيانات التوظيف الأولية؟
بيانات التوظيف الأولية
بيانات التوظيف الأولية

كيف تعاملت الأسواق مع بيانات التوظيف الأولية؟

ظهرت دفعة من بيانات التوظيف الأولية التي ألقت الضوء على تدهور في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة كان من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسهم وول ستريت وغيرها من أصول المخاطرة والعقود الآجلة للذهب على حساب الدولار الأمريكي، لكن ذلك لم يحدث. لذلك، قررنا الإجابة على سؤال هام أثارته حركة السعي في أسواق المال العالمية بعد ظهور الدفعة الأولى من مؤشرات التوظيف الأولية؛ وهو: “لماذا لم ترتفع الأسهم الأمريكية رغم تدهور بيانات التوظيف؟

من المعلوم للمهتمين بأسواق المال وما تشهده من تحركات في الفترة الأخيرة أن أي تدهور في أوضاع سوق المال من شأنه أن يصب في صالح الأسهم الأمريكية نظرًا لأن هذا التدهور يسهل مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة ارتفاع التضخم، إذ يُعد تحسن أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة – الذي يتضمن زيادة في نمو الأجور – من أهم العوامل التي تضيف إلى نمو الأسعار ومن ثم ترفع معدلات التضخم، وهو ما يسير بالاقتصاد الأمريكي في الاتجاه الذي لا يفضله الفيدرالي.

وهبط مؤشر فرص العمل JOLTS إلى 7.673 مليون فرصة عمل في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 7.910 مليون فرصة عمل، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 8.100 مليون فرصة عمل.

وكان من المفترض أن ترتفع الأسهم الأمريكية بعد صدور هذه البيانات، لكن ذلك لم يحدث نظرًا لأن استفادة الأسهم في وول ستريت من تدهور أوضاع سوق العمل يتطلب ألا يتجاوز هذا التدهور الحدود الآمنة. بمعنى أن يكون التدهور حتى أرقام بعينها، إلا بلغ السوء مداه وظهرت مخاوف حيال إمكانية سقوط الاقتصاد الأمريكي في هوة الركود.

وبالفعل تحقق هذا السيناريو بعد ظهور دفعة سلبية من بيانات التوظيف الأولية، خاصة وأنها هذه البيانات جاءت بعد يومين من بداية أسبوع شهد الكثير من التطورات السلبية على صعيد البيانات أيضًا، مما جعلها محفزًا للمزيد من تدهور حركة سعر الأسهم في بورصة نيويورك.

وهبط مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 5520 نقطة بعد أن فقد حوالي ثماني نقاط أو 0.2%. كما هبط مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 17084 نقطة بعد أن خسر حوالي 52 نقطة أو 0.3%. لكن مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع إلى 40974 نقطة بعد إضافة حوالي 40 نقطة أو أقل من 0.1% مقارنة بالإغلاق المسجل في الجلسة الماضية.

الدولار الأمريكي والذهب

تأثر الدولار الأمريكي سلبًا بالبيانات الاقتصادية التي صدرت الأربعاء لتلقي الضوء على حالة من تباطؤ الاقتصاد تعكسها أوضاع سوق العمل، وهو ما جاء بعد ظهور مؤشرات توظيف أولية قبل وقت قليل من إصدار بيانات التوظيف الأهم والأكثر تأثيرًا في الأسواق على مدار الشهر.

وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 101.27 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 101.36، مما يشير إلى نطاق تداول ضيق للمؤشر الذي بلغ أعلى مستوياته على مدار يوم التداول الأربعاء 101.34 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 101.23.

وألقت هذه البيانات الضوء على تدهور في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة نظرا لأن أي تدهور في سوق العمل يصب في صالح توقعات خفض الفيدرالي معدل الفائدة للمرة الأولى منذ بدء دورة التشديد الكمي الحالية في 2022.

وتقع بيانات التوظيف على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لتوقعات المسار المستقبلي للفائدة الفيدرالية، إذ يمثل ضبط أوضاع سوق العمل أحد مهمتين أساسيتين يتكون منهما التكليف الرسمي للبنك المركزي الذي يُعد الوظيفة الأساسية التي على الفيدرالي القيام بها.

أنهى الذهب تعاملات الأربعاء في الاتجاه الهابط بعد أن تراجع الدولار الأمريكي متأثرًا بمخاوف النمو التي تجددت مع ظهور دفعة من مؤشرات التوظيف الأولية ألقت الضوء على تدهور في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة في أغسطس الماضي.

وهناك علاقة عكسية بين الذهب والدولار الأمريكي 2526 دولار للأونصة مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 2523 دولار للأونصة. وسجل المعدن النفيس أدنى مستوى له في جلسة الأربعاء عند 2502 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 2531 دولار.

كما تعرضت عائدات سندات الخزانة الأمريكية من ضغوط في الاتجاه الهابط منذ مستهل التعاملات اليومية الأربعاء، وهو ما أدى إلى إغلاق سلبي لم تتمكن يه العائدات على هذا النوع من السندات الحكومية من تحقيق أي تغيير يُعتد به في ختام يوم التداول.

وسيطرت مخاوف الركود على الأسواق إلى حدٍ دفع المستثمرين إلى الإقبال على شراء سندات الخزانة الأمريكية. وهناك علاقة عكسية بين قيمة هذه السندات السيادية والعائدات عليها، وهو ما أدى إلى هبوط العائدات بسبب ارتفاع القيمة الناتج عن عمليات الشراء المكثف.

وسجلت عائدات السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات ارتفاعًا هامشيًا إلى 3.769% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.759%، مما يشير إلى ارتفاع بأقل من 0.1%.

تحقق أيضا

الفيدرالي

ماذا قال الفيدرالي في بيان الفائدة الأخير هذا العام؟ (ديسمبر 2024)

قال الفيدرالي في بيان الفائدة إن “الدفعات الأخيرة من البيانات ألقت الضوء على استمرار النشاط …