نور تريندز / التقارير الاقتصادية / بداية غير موفقة لمحادثات سقف الدين وانتقادات لطريقة بايدن في إدارة الأزمة

بداية غير موفقة لمحادثات سقف الدين وانتقادات لطريقة بايدن في إدارة الأزمة

انتقد رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن ماكارثي – الجمهوري – إدارة الرئيس الأمريكي – الديمقراطي – جو بايدن للأمور على صعيد مفاوضات سقف الدين الأمريكي بعد نهاية الجلسة الأولى من المحادثات المباشرة بين الرئيس الأمريكي وعدد من المشرعين الأمريكيين للمناقشة بشأن فع سقف الدين أو تعليق العمل به تجنبا للإغلاق الحكومة.

ويهدد فشل المفاوضات في هذا الشأن بتعرض الولايات المتحدة للتعثر في سداد الدين الفيدرالي للمرة الأولى في تاريخها، مما من شأنه أن يقوض الثقة في اقتصاد الولايات المتحدة والأصول الأمريكية المتداولة في أسواق المال.

وقال ماكارثي: “لم يوافق بايدن على بدء المحادثات إلا بعد أن أوشك الوقت أن ينفذ، وهذه ليست طريقة حكم جيدة. فالبيت الأبيض ليس لديه خطة بديلة”، وذلك في تصريحات لوسائل إعلام بعد الجلسة الأولى من هذه المحادثات المباشرة بين الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونجرس التي استمرت لحوالي ساعة.

رغم ذلك، أكد رئيس مجلس النواب – الذي تقوده أغلبية جمهورية – أن الزعيمان السياسيان اتفقا على أن يلتقي فريقيهما في وقت لاحق هذا الأسبوع وعلى اجتماعهما مرة ثانية الجمعة المقبلة لاستئناف المحادثات.

وقال ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي، لوسائل إعلام إنه لن تكون هناك زيادة لسقف الدين إلا إذا اتخذ القرار بخفض الإنفاق.

يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وعدد من كبار أعضاء الكونجرس قد وصلوا إلى طريق مسدود في نهاية جلسة المحادثات التي استهدفت مناقشة سبل التغلب على الأزمة المحتملة التي قد تنتج عن تجاوز الحكومة الفيدرالية سقف الدين.

وعلى الرغم من جلسة المحادثات المباشرة التي استمرت لحوالي ساعة، والتي تأتي قبل ثلاثة أسابيع من الموعد الذي قد تتعرض فيه البلاد لأول تعثر في تاريخها، لم تتوصل الإدارة الأمريكية إلى جديد مع المشرعين بخصوص رفع أو تعطيل العمل بسقف الدين تفاديا للإغلاق الحكومي.

وبعد ساعة أو أكثر من المحادثات، يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن – الديمقراطي – ورئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن ماكارثي – الجمهوري – لم يتوصلا إلى أي أسس مشتركة تسهم في إضفاء القدر المطلوب من المرونة في موقف الجانبين.

متى تنفذ أموال الحكومة الفيدرالية؟

 في العادة تعلن وزارة الخزانة الأمريكية “التاريخ المحدد” لنفاذ ما لديها من سيولة للإنفاق بحيث يكون في الربع الثالث أو الأخير من العام، لكن بعض العوامل قد تطرأ على المشهد من شأنها أن تؤدي إلى تبكير هذا الموعد.

وقال محللون في جولدمان ساكس إنه في حالة تراجع العائدات الضريبية بواقع 35% أو أكثر في إبريل الماضي على أساس سنوي، قد تعلن وزارة الخزانة نفاذ ما لديهما من سيولة في يونيو المقبل، وهو ما يطل قعليه وصول مبكر إلى سقف الدين.

لكنهم رجحوا أنه حال انخفاض العائدات الضريبية في إبريل المضي مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي بأقل من 30% قد يكون إعلان الوصول إلى سقف الدين الأمريكي في نهاية يوليو المقبل.

ورغم أن أغلب التوقعات التي ظهرت في الفترة الأخيرة كانت تشير إلى أن وزارة الخزانة لديها ما يكفي للإنفاق على مؤسستها وأنشطتها إلى أغسطس أو سبتمبر المقبلين، سيطرت على المشهد توقعات أحدث ترجح إمكانية الوصول إلى سقف الدين في يونيو أو قد يكون ذلك في أواخر مايو الجاري.

مخاطر الوصول إلى سقف الدين

حال استنفاذ الحكومة الفيدرالية، ممثلة في وزارة الخزانة الأمريكية، فشل القيادات السياسية في الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق على تشريع لزيادة سقف الدين أو تعليق العمل به، هناك مخاطر قد تواجه الاقتصاد الأمريكي.

حال إعلان الفشل في التوصل إلى اتفاق يجنب الولايات المتحدة التعثر الأول في تاريخها، قد يبدأ المستثمرون رحلات برؤوس الأموال إلى أسهم عالمية بخلاف الأسهم الأمريكية أو ضخها في استثمارات في سندات حكومية أجنبية.

كما يمكن أن يقوض التعثر الثقة في سندات الخزانة الأمريكية نظرا لحالة القلق التي من المتوقع، حال إعلان التعثر، أن تسيطر على المستثمرين حيال الأصول الأمريكية واللجوء إلى الأصول الأكثر أمانا، وهي أصول الملاذ الآمن في مقدمتها سندات الخزانة الأمريكية.

في هذه الحالة قد تزداد الأعباء المالية الواقعة على كاهل وزارة الخزانة، إذ توجد علاقة عكسية بين سندات الخزانة الأمريكية والعائدات عليها، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تراجع العائدات على السندات السيادية الأمريكية حال الإقبال عليها الذي يؤدي دون شك إلى ارتفاع قيمتها.

وقد يؤدي التعثر إلى أن تفقد الولايات المتحدة تصنيفا ائتمانيا جيدا مثلما حدث في 2011 عندما كانت البلاد على شفا التعثر وتراجعت الأسهم الأمريكية إلى حدٍ كبير، مما أدى إلى أن فقدت واشنطن التصنيف الائتماني (AAA).

وعلى مستوى العالم، قد يؤدي تعثر الولايات المتحدة إلى تقويض الثقة في سندات الخزانة الأمريكية ويثير شكوكا في قدرة وزارة الخزانة على سداد عائدات سندات الخزانة الأمريكية والعائدات عليها، وهو ما قد يعرض أسواق المال العالمية لصدمة شديدة.    

تحقق أيضا

الفيدرالي

هل يفاجئ الفيدرالي الأسواق أثناء الحديث عن مستقبل السياسة النقدية؟

الأسواق تتوقع خفضًا للفائدة بـ25 نقطة أهمية تصريحات باول تتجاوز أهمية قرار الفائدة بيانات نفقات …