نور تريندز / التقارير الاقتصادية / بايدن وراء رد الفعل الغريب للأسواق بعد بيانات التضخم
الأسهم الأمريكية
الأسهم الأمريكية

بايدن وراء رد الفعل الغريب للأسواق بعد بيانات التضخم

على النقيض مما كانت تتوقع الأسواق، ارتفعت الأسهم الأمريكية بعد ظهور بيانات أشارت إلى استمرار ارتفاع تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة إلى حدود تثير القلق.

وجاء تحسن شهية المخاطرة في أسواق المال العالمية، الذي أدى إلى ارتفاع أصول المخاطرة تتقدمها أسهم وول ستريت، نتيجة لتركيز المستثمرين في أسواق المال على مدار الفترة الأمريكية للتعاملات على بعض الإيجابيات، مما أدى إلى تخفيف الأثر السلبي الحاد الذي كان متوقعا لارتفاع قراءات أسعار المستهلك.

كما كان رد فعل الدولار الأمريكي معاكسا للاتجاه الطبيعي في حالات ارتفاع قراءات التضخم، إذ تراجعت العملة الأمريكية نتيجة لتحسن شهية المخاطرة أيضا.

وجاء الارتفاع بدفعة من استيعاب الأسواق صدمة استمرار الارتفاع الحاد لأسعار المستهلك علاوة على تركيز المستثمرين على توقعات بنمو أكبر في أرباح الشركات في الربع الثالث من العام الجاري، وهي التوقعات التي قد نشاهدها تتحقق على مدار الأيام القليلة المقبلة مع انطلاق موسم أرباح جديد.

كما أشاعت أنباء عن ملتقى أعمال موسع ينعقد في نونج كونج بحضور العشرات من رؤساء شركات القطاع المالي العملاقة في هونج كونج، والذي يلقي بظلال إيجابية على العلاقات بين واشنطن وبكين.

جو بايدن

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، تعليقا على البيانات الصادرة الخميس، إن “مؤشرات أسعار المستهلك تظهر بعض التقدم في الحرب على التضخم، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به في الفترة المقبلة”، وذلك في بيان أصدره البيت الأبيض من واقع تصريحات للرئيس الأمريكي.

وأضاف: “الأمريكيون يعانون ضغوطا حادة بسبب تكلفة المعيشة، وهو الوضع القائم منذ سنوات، ولم يكونوا في حاجة إلى التقارير الصادرة اليوم ليعرفوا ذلك”.

وقال البيت الأبيض إن متوسط قراءات التضخم في الأشهر الثلاثة الماضية سجل 2.00% على أساس سنوي مقابل المتوسط المسجل في الأشهر الثلاثة السابقة عند 11.00%.

وتابع بايدن في البيان الصادر بشأن التضخم: “لكن مع هذا التقدم، لا تزال الأسعار مرتفعة للغاية. وأؤكد أن محاربة التضخم العالمي، الذي يؤثر على الدول حول العالم، وعلى الأسر العاملة في بلادنا، على رأس أولوياتي”.

وارتفعت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي في سبتمبر الماضي بواقع 0.4% مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا أقل بـ 0.1%، هو ما أشارت القراءة الشهرية للمؤشر إلى أنه تجاوز توقعات السوق التي أشارت إلى إمكانية إضافة 0.2% إلى أسعار المستهلك الشهر الماضي.

وكما ارتفعت القراءة السنوية إلى ارتفاع أقل في أسعار المستهلك بواقع 8.2% مقابل ارتفاع القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام لماضي بواقع 8.3%. رغم ذلك، تجاوز التضخم السنوي في الولايات المتحدة توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع بواقع 8.1%.

ولم تشهد القراءة الشهرية لمؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، أي تغيير مقابل القراءة السابقة لتسجل ارتفاعا بوقع 0.6%، وهو ما جاء أعلى من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع أقل بواقع 0.5%.

لكن القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، سجلت ارتفاعا بواقع 6.6% مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي عند 6.3% متجاوزا التوقعات التي أشارت إلى 6.5%.

وجاء ارتفاع التضخم رغم ما تقوم به الإدارة الأمريكية على مدار الساعة من إسراع من وتيرة العمل في الموانئ الأمريكية للسماح بدخول المزيد من سلع المستهلك إلى البلاد علاوة على فتح صنابير النفط في مستودعات الاحتياطيات الاستراتيجية من الخام الأسود بهدف زيادة المعروض من النفط ومنتجاته ومشتقاته في الأسواق لخفض أسعار الوقود.

وقال براين ديز، كبير المستشارين الاقتصاديين في رئيس المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، في مقابلة صحفية أجرتها معه شبكة سي إن إن: “لدينا سياسات سوف تحدث فارقا. ولدينا سياسات أحدثت فارقا بالفعل. المهم فقط هو أن نستمر على نفس المسار”.

تراجع الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية رغم تصاعد توقعات المزيد من رفغ الفائدة بنفس الوتيرة الحالية لرفعها على الأقل أو بوتيرة أٍرع منها بعد ظهور بيانات التضخم الأمريكية الخميس.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يرسم صورة واضحة لأداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 112.50 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 113.32 نقطة.

وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 113.92 بعد ظهور قراءات أسعار المستهلك الأمريكي التي ألقت الضوء على استمرار ارتفاع التضخم السنوي رغم الجهود المبذولة على مستوى رفع الفائجة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وحققت عائدات سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعا الخميس بدفعة من قراءات التضخم التي ألقت الضوء على استمرار ارتفاع أسعار المستهلك في الولايات المتحدة إلى مستويات هي الأعلى في أكثر من 40 سنة.

وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية إلى 3.937% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.900%. وهبطت العائدات على هذا النوع من الأوراق المالية السيادية إلى أدنى المستويات الذي سجل 3.843% مقابل أعلى المستويات الذي سجل 4.073%.

وألقت بيانات التضخم الأمريكية الصادرة الخميس الضوء على استمرار وجود أسعار المستهلك الأمريكي بالقرب من أعلى المستويات في أكثر من 40 سنة رغم الهبوط المحدود الذي عكسته المؤشرات.

وكان رد فعل وول ستريت تجاه البيانات متباينا يميل إلى السلبية، لكن مؤشرات بورصة نيويورك سرعان ما غيرت اتجاهها لتحقق أعلى تعافي لها منذ 20 مايو الماضي.

تحقق أيضا

انتخابات الرئاسة الأمريكية

ملخص الأسبوع: قوة الدولار تهيمن على أداء أبرز الأصول

من المتوقع أن تشجع ظروف سوق العمل الراهنة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على إجراء خفض ثالث …