نجح الدولار الأمريكي في الوصول إلى أعلى المستويات في عشرة أشهر مقابل أغلب العملات الرئيسية الأربعاء، مما أدى إلى وقوع الكثير من الضغوط على اليورو الذي هبط بدوره إلى أدنى المستويات في ستة أشهر.
وفقد اليورو حوالي 0.1% مقابل العملة الأمريكية في ختام التعاملات اليومية، مستقرا عند مستوى 1.0505. بذلك تكون العملة الأوروبية الموحدة قد خسرت حوالي 3.00% على مدار الربع الثالث من 2023، مما يشير إلى أسوأ أداء ربع سنوي في العام الجاري.
ومن المرجح أن اليورو تراجع بسبب اتساع فارق الفائدة مع الدولار الأمريكي بعد ظهور تكهنات في الأسواق بأن العائدات المرتفعة على أصول الدولار قد يتم العمل بها لفترة أطول مقارنة بالفترة المتوقعة للعائدات على الأصول الأوروبية.
ومنذ الأربعاء الماضي – عندما أظهر الفيدرالي ميلا إلى المزيد من رفع الفائدة قبل نهاية العام الماضي – يستمد الدولار الأمريكي قوة مكنته من التفوق على أغلب العملات الرئيسية، في مقدمتها اليورو.
كما توالت تصريحات في الخروج من أروقة الفيدرالي على لسان أعضاء في لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة ترجح كفة الحاجة إلى المزيد من رفع الفائدة بعد اجتماع اتخذ فيه البنك المركزي القرار بالإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير في اجتماع سبتمبر.
سوق السندات
تستمر عائدات سندات الخزانة الأمريكية في تسجيل المزيد من الصعود الذي بدأته الأربعاء الماضي منذ أظهر بنك الاحتياطي الفيدرالي ميلا واضحا إلى المزيد من رفع الفائدة والإبقاء على معدلات الفائدة عند مستوياتها المرتفعة الحالية لفترة قد تطول.
وجاء تصاعد مخاوف المزيد من رفع الفائدة وامتداد العمل بمعدلات فائدة مرتفعة للغاية لفترة قد تطول بعد توقف العائدات على السندات السيادية الأمريكية عن الصعود الحاد لفترة قصيرة بسبب التوقعات باقتراب البنوك المركزية الرئيسية من تغيير اتجاه السياسة النقدية إلى خفض الفائدة.
لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي فجر مفاجأة باستخدام لغة “صقور” البنك المركزي اتي عكست ميلا كبيرا إلى الاستمرار في رفع الفائدة في الفترة المقبلة علاوة على إثارة تكهنات بإمكانية العمل بمعدلات الفائدة الفيدرالية المرتفعة لفترة طويلة.
كما ن هناك علاقة طردية مستقرة بين عائدات سندات الخزانة الأمريكية وتوقعات رفع الفائدة أو تصاعد التوقعات باستمرار أي شكل من أشكال التشديد الكمي، وهو ما يصب مباشرة في صالح تلك العائدات.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، وهي الأوراق المالية السيادية المعيارية في الولايات المتحدة، إلى 4.622% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 4.540%.
وهبطت العائدات على هذا النوع من الأوراق المالية إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الأربعاء عند 4.489% مقابل أعلى المستويات الذي سجل 4.636%.
وعلى صعيد السندات السيادية الأوروبية، تواصل عائدات سندات الخزانة الألمانية إلى 2.851% في ختام تعاملات الأربعاء مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 2.844%.
وهبطت هذه العائدات إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول المنقضي عند 2.775% مقابل أعلى المستويات الذي سجل نفس مستوى الإغلاق.
ولم ينج الإسترليني أيضا من الضغوط التي شكلتها ارتفاعات الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية الحادة، إذ تراجعت العملة البريطانية إلى أدنى مستوى لها في حوالي ستة أشهر، وهو ما وصل بخسائر العملة مقابل الدولار الأمريكي إلى 4.00% في الربع الثالث من العام الجاري.
ورغم الهبوط الحالي للعملة الأوروبية الموحدة، ربما يجد اليورو بعض الدعم في عوامل قد تتوافر في المشهد الاقتصادي والمشهد على صعيد السياسة النقدية في منطقة اليورو في الفترة المقبلة.
ويترقب المستثمرون في الأصول الأوروبية بيانات التضخم الأولية لمنطقة اليورو عن سبتمبر الجاري وسط توقعات بارتفاع أقل بحوالي 4.5% هذا الشهر مقابل ارتفاع أكبر حققته الأسعار الشهر الماضي بنسبة 5.2%، وهي البيانات التي تظهر الجمعة المقبلة.
وشددت كريستين لاجارد الاثنين الماضي على أن معدلات الفائدة الأوروبية قد تظل مرتفعة لفترة قد تطول حسبما تقتضي الضرورة ذلك وحتى إعادة التضخم إلى هدف البنك المركزي المحدد بـ2.00%.