قال وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن الاثنين إن بلاده تلاحظ في الفترة الأخيرة “زيادة في عدوانية الجيش الصيني”، مؤكدة أنها مستعدة للتعامل مع هذا “العدوانية المتزايدة”.
وأشار بلينكن إلى ضرورة الحصول على تفسير لزيادة نشاط الاعتراض العسكري للطائرات الذي تقوم به الصين، محذرا من إمكانية أن تؤدي حدثت في مجال جوي دولي، وقد لا يمر وقت طويل حتى يتأذى منها أحد”.
وأكد أيضا على أن الولايات المتحدة سوف تستمر في تسيير قطعها العسكرية في المجال الجوي والبحري الدوليين. كما حثت واشنطن بكين على أن “تتخذ قرارات أفضل”.
وفي مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية، قال بلينكن إن بكين تتصرف بطرق عدائية بشكل متزايد، لكنه شدد على أن المواجهة العسكرية تتعارض تماما مع مصالح البلدين.
وقال بلينكن إن الرئيس جو بايدن والزعيم الصيني، شي جين بينج، تناولا مجموعة واسعة من الموضوعات في محادثتهما الأولى، عبر مكالمة هاتفية استمرت ساعتين.
وأضاف: “أوضح الرئيس بايدن – في عدد من المجالات التي لدينا – مخاوف حقيقية بشأن الإجراءات التي اتخذتها الصين، والتي تشمل في المجال الاقتصادي سرقة حقوق الملكية الفكرية”.
ملامح الاقتصاد العالمي
كتب جدعون راتشمان، صحفي الفايننشال تايمز ، مقالا الاثنين تناول فيه أهم الملامح التي وضعتها الولايات لمنهجيتها الجديدة التي من المتوقع أن تتبناها في الفترة المقبلة في التعامل مع الاقتصاد الصيني.
ويرى الكات9ب أن ثمة فكر أمريكي جديد بدأ يتشكل على صعيد منهجية الولايات المتحدة تجاه الاقتصاد العالمي وكيفية التأثير فيه، وهو ما عكسته تصريحات مستشار الأمن الوطني في البيت الأبيض جايك سوليفان في إبريل/ نيسان الماضي.
وقال الكاتب: “تجاوز سوليفان في خطابه مجرد الحديث عن القضايا الجيوسياسية، ليصنع ببراعة نسيجا متكاملا من الأهداف العالمية والمحلية لإدارة بايدن تقع المنافسة الاستراتيجية مع الصين منها موقع القلب من الجسد”.
الصين في مركز الاهتمام الأمريكي
أِشار راتشمان إلى أن مستشار الأمن الوطني لبايدن لخص الأهداف الدولية والمحلية الأمريكية في عدة نقاط، أبرزها ازدهار الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة، ونشر الديمقراطية، ومحاربة التغير المناخي، علاوة على تحقيق التفوق الصين فيما يتعلق بقطاع التكنولوجيا والحفاظ عليه، وهي ملامح أساسية للمنهجية الأمريكية الجديدة لتشكيل الاقتصاد العالمي، والتي يخشى كثيرون أن تكون أسقطت مصالح الحلفاء الأوروبيين وغيرهم من حلفاء الولايات المتحدة من تلك الحسابات.
وبينما تقود الولايات المتحدة الحرب على التغير المناخي وتتقدم صفوف المطورين للتكنولوجيا الخضراء وتسعى للحفاظ على الريادة في الصناعات التكنولوجية على مستوى العالم، لا يزال هناك من يرى أن هناك خطر آخر من تلك المنهجية الجديدة على شركائها الأوروبيين على مستوى المنتجين والعمالة، إذ يتوقع أن تؤثر على قطاعات تعمل في مليارات الدولارات”.
وتطرق الكاتب أيضا إلى “استهداف الولايات المتحدة الصين وحلفائها بإجراءات تجعل بكين تحت ضغوط هائلة من أجل تبنيها” على مستوى التجارة العالمية ومحاربة التغير المناخي والتكنولوجيا الخضراء”.
كما كانت هناك محاولات مستميتة من قبل مستشار الأمن الوطني لبايدن للتأكيد على أن إجراءات الولايات المتحدة للتصدي للمخاطر التجارية التي تشكلها الصين لا تستهدف “وضع الصين في عزلة عن سلاسل الإمداد الدولية”، لكن – وفقا لتصريحات أدلى بها سوليفان لجدعون راتشمان الأسبوع الماضي: “لا نريد ألا تصنع الصين هواتف iPhone أو الخلايا الشمسية، لكن ينبغي أن تقوم دول أخرى بذلك أيضا”، في إشارة إلى عدم السماح لبكين باحتلال الصدارة في قطاع التكنولوجيا أو الانفراد بالتميز والبراعة في هذا القطاع.
رغم ذلك، لا تزال هناك مخاوف كبيرة لدى دول عدة، من بينها أسيوية وأخرى أوروبية، حيال أن تؤدي المبالغة الأمريكية في حماية اقتصادها من الممارسات الصينية إلى المزيد من التفتت والتفكك في هيكل الاقتصاد العالمي، وفقا لتصريحات نائب رئيس وزراء سنغافورة لورنس وونغ الذي حذر من ذلك في وقت سابق.