شهدت المخزونات الأمريكية من النفط الخام ارتفاعا كبيرا كان من شأنه أن يؤدي إلى إثارة السلبية في أسواق النفط العالمية والهبوط بالأسعار إلى مستويات أقل، لكن ذلك لم يتحقق لعدة عوامل توافرت في الأسواق.
وتتضمن العوامل التي دفعت بالنفط في الاتجاه الصاعد تراجعا كبيرا في مخزونات الجازولين، مما ألقى الضوء على أن هناك ارتفاع كبير في الطلب على الوقود الأكثر استخداما لدى أكبر اقتصاد على مستوى العالم. ويلقي هذا الارتفاع في الطلب بظلال إيجابية على أداء النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وهناك أيضا التفاؤل الذي ساد الأسواق منذ توالي تصريحات متفائلة حول محادثات سقف الدين، أبرزها تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وظهرت بيانات أمريكية الأربعاء أيضا رجحت أن الاقتصاد قد يتفادى صدمة كبيرة في الفترة المقبلة، وأنه يقترب من “هبوط مرن”، وهو ما يستهدفه الفيدرالي منذ فترة طويلة.
وظهرت تكهنات في الأسواق ساعدت على ارتفاع النفط، والتي تصاعدت عقب تقرير أصدره رويال بانك أو كندا الذي أشار إلى إمكانية أن أن تتمسك أوبك+ بسياستها الإنتاجية الحالية.
المخزونات الأمريكية
ارتفعت المخزونات الأمريكية للنفط إلى حدٍ كبير في الأسبوع المنتهي في 12 مايو الجاري، وفقا للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وارتفعت مخزونات النفط الأمريكية بأكثر من خمسة ملايين برميل في الفترة المشار إليها أعلاه مقابل التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع أقل حدة بـ2.951- مليون برميل.
وتراجعت مخزونات الجازولين، الوقود الأكثر استخداما في الولايات المتحدة، بـ1.381- مليون برميل، مما يشير إلى ارتفاع في الطلب ويلقي بظلال إيجابية على حركة النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة. وجاءت هذا التراجع أعنف مما أشارت إليه التوقعات بـ1.060- مليون برميل.
وجاء ارتفاع منتجات ومشتقات النفط الأمريكية أقل حدة من المتوقع بـ80 ألف برميل مقابل المتوقع من قبل محللي الأسواق التي أشارت إلى إمكانية الارتفاع بـ57 ألف برميل.
و ارتفع معدل استغلال قدرات معامل تكرير النفط في الولايات المتحدة بـ 1.00% مقابل التوقعات التي أِشارت إلى ارتع أقل بـ0.5%.
سياسات أوبك+
ظهرت في الأسواق تكهنات بأن أوبك+ قد تفي بتعهداتها باستكمال خفض إنتاج النفط في دول المجموعة، مما انعكس إيجابيا على الأسواق على مدار تعاملات الأربعاء.
وأخذ الخفض المتفق عليه بين دول المجموعة حيز التنفيذ منذ الأول من مايو الجاري، وهو ما كان يتوقع أن يتبدد بسبب زيادة الإنتاج من قبل روسيا ودول أخرى.
لكن مؤشرات ظهرت في الفترة الأخيرة أشارت إلى أن روسيا والدول التي تزيد من إنتاجها لن تتمكن من الاستمرار في ذلك، أبرزها تصريحات نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك التي أكد خلالها أن موسكو خفضت الإنتاج.
وقال تقرير صادر عن رويال بانك أوف كندا إن “الإنتاج السعودي من النفط الخام تجاوز حدود 10.8 مليون برميل يوميا بعد الانخفاض دون مستوى 10 مليون برميل يوميا في أول شهرين من العام الجاري. بذلك يظل متوسط خفض الإنتاج السعودي عند 400 ألف برميل يوميا منذ نوفمبر الماضي.
يشير ما سبق إلى أن الأثر المادي الحقيقي للسياسات الإنتاجية السعودية الذي نراه في مايو الجاري يتمثل في أن الرياض تسهم بأكثر من 500 ألف برميل يوميا في خفض الإنتاج، وهو ما يتجاوز حصة الخفض الخاصة بها المتفق عليها.
وسجل التغير في تصاريح البناء الأمريكية الشهر الماضي ارتفاعا بـ1.416 مليون تصريحا مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 1.437 مليون تصريحا. ومن المرجح أن وضع هذه البيانات جنبا إلى جنب مع الأرقام التي سجلتها مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي قد يلقي المزيد من الضوء يلقي مزيدا من الضوء على أن الاقتصاد الأمريكي قد يكون قريبا من تفادي صدمة كبيرة وأنه مقبل على “هبوط مرن”.