شهدت أسواق المالي الأمريكية الاثنين 29 سبتمبر 2025 جلسة تداول اتسمت بالسيولة العالية، وتوجهات حذرة من قبل المستثمرين، إلى جانب حالة من عدم اليقين المالي مع اقتراب بداية السنة المالية الجديدة.
وتفاعل المتداولون مع مزيج من تقلبات العملات، وتغيرات في عائدات السندات، وعمليات شراء انتقائية للأسهم، في ظل بيئة تداول مدعومة بسيولة قوية.
السيولة المستقرة تحافظ على انسيابية السوق
ظلت ظروف السيولة داعمة بشكل كبير، مما سمح للأسواق بامتصاص الأخبار والبيانات دون اضطرابات تُذكر.
وألقت مؤشرات الأوضاع المالية في الولايات المتحدة الضوء على بيئة نقدية مرنة ومستقرة، حيث لا يزال المعروض النقدي قويًا، وتتوفر احتياطيات وفيرة داخل النظام المالي.
وقد ساهم هذا الفائض في السيولة في الحفاظ على تداولات منظمة، وفروق أسعار بيع وشراء ضيقة، وأحجام تداول قوية في أسواق الأسهم والسندات على حد سواء.
تراجع الدولار وسط مخاوف اقتصادية ومالية
أنهى مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) جلسة الاثنين عند مستوى 97.964، منخفضًا بمقدار 0.218 نقطة أو بنسبة 0.22% مقارنة بالإغلاق السابق.
ويعكس هذا التراجع الحذر الذي يسود أوساط المستثمرين قبيل الأول من أكتوبر، وهو موعد بداية السنة المالية الجديدة، إلى جانب ترقب صدور بيانات اقتصادية مهمة مثل تقرير الوظائف والإنفاق الاستهلاكي.
ورغم هذا التراجع الطفيف، لا يزال المؤشر يحتفظ بمكاسب أسبوعية معتدلة، مما يشير إلى أن قوة الدولار الأساسية لا تزال قائمة، رغم الضغوط قصيرة الأجل. وقد سجل الدولار أداءً أضعف نسبيًا أمام الين واليورو والجنيه الإسترليني، في ظل توجه المستثمرين نحو عملات الملاذ الآمن.
تراجع عائدات السندات الأمريكية
انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.15%، بتراجع قدره 3 نقاط أساس عن الجلسة السابقة.
ويعكس هذا الانخفاض توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة، في ظل حالة انعدام اليقين المالي، خاصة مع اقتراب احتمال حدوث إغلاق حكومي.
وارتفعت أسعار السندات بالتوازي مع هذا التوجه، مما يدل على زيادة الطلب على مصادر دخل آمنة، ويعكس في الوقت ذاته حذرًا بشأن آفاق النمو الاقتصادي على المدى القريب.
الأسهم الأمريكية تُظهر مرونة
رغم ضعف الدولار وتراجع العائدات، أظهرت الأسهم الأمريكية قدرة على الصمود، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية أداءً إيجابيًا:
- صندوق مؤشر S&P 500 (SPY): بلغ سعره 663.63 دولار، مع حجم تداول قوي خلال الجلسة.
- مؤشر ناسداك 100: ارتفع إلى 24,611.35 نقطة (+0.44%).
- مؤشر داو جونز الصناعي: صعد إلى 46,316.08 نقطة (+0.15%).
وجاء هذا الأداء المدعوم من السيولة الوفيرة، إلى جانب اهتمام متوازن من المستثمرين بين القطاعات الدورية والدفاعية، مما يعكس حالة من التفاؤل الحذر في السوق.
أبرز محركات السوق
- الانتقال المالي السنوي: مع اقتراب الأول من أكتوبر، يراقب المستثمرون عن كثب احتمالات حدوث إغلاق حكومي نتيجة عدم التوافق بين الكونغرس والإدارة الأمريكية حول الميزانية.
- البيانات الاقتصادية المرتقبة: شكل ترقب بيانات الوظائف، والإنفاق الاستهلاكي، والسلع المعمرة عاملًا رئيسيًا في تحديد توجهات السوق خلال الأيام المقبلة.
- تحركات عائدات السندات: التراجع الطفيف في العائدات يعكس تزايد الطلب على الأصول الآمنة، ويشير إلى حذر المستثمرين تجاه النمو الاقتصادي.
- ديناميكيات العملات: تراجع الدولار يُظهر مدى حساسية السوق للتطورات المحلية والعالمية، خاصة في ظل التوترات المالية والسياسية.
- السيولة الوفيرة: استمرار توفر الاحتياطيات النقدية والمعروض النقدي يدعم استقرار الأسواق، ويسهم في الحفاظ على تداولات منظمة.
نظرة مستقبلية
تُبرز جلسة الاثنين أهمية السيولة كعامل رئيسي في توجيه سلوك الأسواق. فرغم التراجع الطفيف في الدولار وتخفيف عائدات السندات، حافظت الأسهم على استقرارها، مدعومة بثقة محسوبة من المستثمرين.