ما الذي يدفع الذهب والفضة في الاتجاه الهابط؟

تشهد أسواق المعادن النفيسة تراجعًا حادًا مع منتصف تداولات الاثنين، إذ سجل الذهب والفضة واحدة من أكبر الخسائر اليومية في تاريخهما، وذلك بعد أن لامسا مستويات قياسية جديدة قبل بدء موجة بيع مكثفة.

وكانت عمليات جني الأرباح على نطاق واسع وعمليات تصفية مراكز الشراء التي نفذها المتداولون قصيري الأجل هي السمة الأبرز في الجلسة الأولى من أسبوع التداول الجديد.

وتراجع الذهب والفضة بقوة بعد أن سجلا مستويات غير مسبوقة خلال التداولات الليلية، لكن الأسواق تراجعت بانتصاف التعاملات في وول ستريت.

وجاء هذا الانخفاض مباشرة بعد موجة ارتفاع قوية دفعت الذهب والفضة إلى مستويات غير مسبوقة، ما جعل الأسواق عرضة لعمليات بيع مكثفة بهدف جني الأرباح قبل نهاية العام.

جني الأرباح

ويرجح أن السبب الأساسي وراء هذا التراجع هو جني الأرباح من قبل المستثمرين الذين استفادوا من الارتفاعات القياسية الأخيرة. كما لعبت عمليات تصفية مراكز الشراء قصيرة الأجل دورًا في زيادة الضغط على الأسعار.

وتتكرر هذه الظاهرة في الأسواق عندما ترتفع الأسعار بسرعة كبيرة، إذ يسعى المستثمرون إلى تأمين مكاسبهم قبل حدوث أي انعكاس محتمل في حركة السعر.

المزيد من عوامل الهبوط

إضافة إلى العامليْن السابقيْن، هناك عوامل أخرى ربما شاركت في التراجع الحاد في أسعار الذهب والفضة، والتي تتضمن تقلبات في أسواق الأسهم العالمية، وانعدام اليقين حيال السياسة النقدية، وضغوط نهاية العام التي تدفع المستثمرين إلى إعادة موازنة محافظهم وتنويع محتوياتها.

ويُرجح أن هذه العوامل مجتمعة كانت وراء قدر كبير من الحساسية في أسواق المعادن النفيسة جعلتها تتأثر سلبًا بأي موجة بيع مفاجئة.

متى تنتهي موجة الهبوط؟

ما يحدث الآن يرجح إلى حدٍ كبيرٍ أنه تصحيح طبيعي بعد ارتفاعات قوية. وغالبًا ما تُعتبر مثل هذه التراجعات “متنفسًا للسوق” قبل تحديد اتجاه جديد.

ومع بقاء الذهب والفضة عند مستويات مرتفعة تاريخيًا، فإن أي حركة تصحيحية قد تكون جزءً من دورة طبيعية في سوق المعادن النفيسة.

وتراجع الذهب والفضة بسبب ضغوط قوية نتيجة جني الأرباح والتصفية من قبل المتداولين قصيري الأجل، مما أدى إلى خسائر يومية عل نطاقٍ واسعٍ قد تكون من بين أكبر التراجعات في أسواق المعادن النفيس.

ورغم الهبوط، يبقى السياق العام مرتبطًا بارتفاعات قياسية سبقت هذا التراجع، ما يجعل الحركة الحالية جزءًا من ديناميكية السوق الطبيعية.

مستويات تاريخية

وصل الذهب إلى مستويات قياسية غير مسبوقة في تاريخه هذا العام، وهو ما جاء نتيجة عوامل متعددة تتضمن التعريفة الجمركية، والإغلاق الحكومي.

كما أسهمت التوترات الجيوسياسية، وزيادة الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزي من أهم العوامل التي أسهمت في صعود الذهب على مدار العام.

تشهد أسعار الفضة ارتفاعًا حادًا خلال عام 2025، حيث قفز مؤشر الفضة النقدي إلى مستويات قاربت 80 دولارًا خلال موجة شراء قوية يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى له منذ سنوات.

وأثار هذا الارتفاع السريع تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراءه، خصوصًا مع تزامن ذلك مع زيادة الطلب العالمي على الإلكترونيات المتقدمة والطفرة الهائلة في الذكاء الاصطناعي.

وبالفعل يمكن القول إن زيادة الطلب الصناعي من قبل شركات البُنى التحتية للذكاء الاصطناعي كان من أهم محركات الصعود للمعدن الأبيض.