شهدت الفترة الأخيرة بدء بعض سلاسل السوبرماركت المشهورة حول العالم عربات التسوق التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، من بينها وولمارت في تشيلي، وسنترال فود ريتايل في تايلاند التي تستخدم مساعد يعمل الذكاء الاصطناعي الذي يسمى “توبس تشيف بوت”، وهو ما يظهر اتجاهًا يتزايد بشكل ملحوظ إلى استخدام هذه التكنولوجيا في مجال التجزئة علاوة على تفاؤل المستهلكين في عدد من دول العالم حيال استخداما رغم أن أغلبهم قد لا يكون على علم بأنها يستخدمونها بالفعل أثناء التسوق.
وبدأت سلسلة متاجر السوبرماركت سوولمارت في تشيلي استخدام عربات تسوق ذكية تعتمد على نظام رؤية مدعوم بالكمبيوتر لمرة الأولى في البلاد، وهو النظام المعروف بـ”أيه آي كارو دو لايدر” الذي يعمل من خلال وحدة قابلة للانفصال تتكون من اثنين من الكاميرات مثبتة في عربات التسوق التقليدية يمكنها التعرف على آلاف المنتجات بدقة تصل إلى 95%ن وفقا لشركة “شوبك” المطورة لهذه التكنولوجيا.
وتوفر عربات التسوق الذكية للزبائن عددًا من الميزات التي تتضمن مسح المنتجات وأسعارها وحساب إجمالي سعرها علاوة على إمكانية تفادي الوقوف لوقت طويل في طوابير الدفع. وتقول الشركة المطورة لهذه التكنولوجيا إن عملية حساب إجمالي قيمة المنتجات والدفع بالعربات الذكية قد يستغرق دقيقة واحدة للانتهاء من حساب الأسعار والدفع مقارنة بتسع دقائق تستغرقها هذه العملية عند إجرائها بالطرق التقليدية.
“بدون علم”
أشارت دراسة أجرتها شركة “باين آند كومباني” للخدمات الاستشارية في مجال الإدارة إلى أن أغلب زبائن السوبرماركت الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي استفادوا من هذه التكنولوجيا دون أن يعلموا أنها موجودة في متاجر التجزئة التي تسوقوا منها السلع التي اشتروها. وأكدت الدراسة أن 71% من إجمالي 700 متسوقًا لم يعلموا أصلًا أن عربات التسوق مزودة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تستخدمها بعض سلاسل السوبرماركت الكبرى.
وأعرب 41% من المشاركين في المسح الذي أجرته هذه الدراسة عن ارتياحهم لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي من ماركة موثوقة، في حين أعرب أغلب المشاركين عن تفاؤلهم حيال الأثر الإيجابي المحتمل الذي قد يخلفه استخدام هذه التكنولوجيا على تجربة التسوق، مؤكدين استعدادهم لإمداد هذه الأدوات ببياناتهم الشخصية مقابل الحصول على تجربة ذكاء اصطناعي مهيئة خصيصًا لكل واحد منهم، وفقا للبيانات التي أدخلها.
ورأى حوالي 50% من عينة الدراسة أن الأثر السلبي الأكبر لهذه التجربة يتمثل في عدم الدقة في المعلومات التي توفرها أدوات الذكاء الاصطناعي عن المنتجات علاوة على الأخطاء التي قد تحدث أثناء استخدامها. وكشف حوالي 47% من المشاركين في المسح عن ارتياحهم لأدوات التسوق التقليدية الحالية بينما رأى 39% منهم أنه لا حاجة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في التسوق في حين عبر 22% منهم عن عدم ثقتهم في الأدوات التي تعمل بهذه التكنولوجيا.
طريقة لجمع البيانات
رجحت الدراسة أن الزبائن يتفهمون أهمية إمداد أدوات الذكاء الاصطناعي ببياناتهم الشخصية من أجل الحصول على تجربة تسوق شخصية فريدة مهيئة خصيصًا وفقا لما وفروه من بيانات، لذلك يبدي هؤلاء استعدادًا لإمداد هذه الأدوات بالبيانات الشخصية إلى حدٍ يفوق استعدادهم بالإدلاء بالكشف عن بياناتهم الشخصية لأي غرض آخر.
وأكد المتسوقون أيضًا أنهم على استعداد للكشف عن اهتماماتهم الشخصية أيضًا مثل الهويات، والمنتجات المفضلة، وتفاصيل ديمغرافية أخرى مقابل الحصول على المساعدة من الذكاء الاصطناعي التوليدي على اكتشاف ما يمكنهم شراؤه ومساعدتهم على اتخذ قرار الشراء. كما يفضل أغلب المتسوقين الذين شاركوا في المسح أن تقدم لهم هذه التكنولوجيا تجربة أكثر راحة تقوم على أساس اختيار المنتجات التي تتوافق مع توقيت الشراء، والسياق الذي تتم فيه عملية التسوق، والمشتريات السابقة، والتفضيلات التي تحتوي عليها البيانات التي شاركها هؤلاء الزبائن مع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ورغم الفوائد التي يمكن تحقيقها من استخدام الذكاء الاصطناعي في التسوق، لا يزال هناك هامش خطأ كبير يمكن أن تحتوي عليه نتائج استخدام هذه التكنولوجيا، وهو ما قد يقوض الثقة في استخدام هذه الأدوات. ورأى حوالي 57% من المشاركين في المسح أن هناك أخطاء واضحة تقع فيها أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التسوق.
وقد تؤدي هذه الأخطاء إلى تقويض الثقة في أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التسوق بل قد يتجاوز ذلك إلى التأثير على علاقة الزبائن بسلاسل متاجر التجزئة.