أنهى الدولار الأمريكي تعاملات الأربعاء في الاتجاه الصاعد، استمرارًا لمسلسل صعود العملة في الفترة الأخيرة.
وجاء هذا الارتفاع بدفعة من بيانات اقتصادية إيجابية أثارت تكهنات بإمكانية توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
وأظهرت بيانات التوظيف الصادرة عن مؤسسة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) أن القطاع الخاص أضاف 42000 وظيفة في أكتوبر الماضي، متجاوزًا التوقعات البالغة 30000 وظيفة.
كما ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخدمي الأمريكي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات إلى 52.4 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ 8 أشهر، مما يعكس توسعًا في النشاط الاقتصادي.
كما ارتفع مؤشر الأسعار المدفوعة في قطاع الخدمات بشكل غير متوقع إلى 70.0، وهو أعلى مستوى له منذ 3 سنوات، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاضه إلى 68.0. هذه المؤشرات تعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل في ديسمبر.
في سياق آخر، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن طرح سندات بقيمة 125 مليار دولار الأسبوع المقبل، لكنها أشارت إلى أنها لن تزيد من إصدار السندات طويلة الأجل حتى العام المقبل، وستعتمد بشكل أكبر على أدوات الدين قصيرة الأجل لتمويل العجز.
ومن شأن هذه الإجراءات أن تزيد من المعروض من هذه الأدوات المالية، من ثم تتراجع أسعارها وتراجع العائدات عليها لوجود علاقة عكسية بينها.
كما ظهرت تصريحات على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول ضرورة إنهاء الإغلاق الحكومي، الذي دخل يومه السادس والثلاثين، ليصبح الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
الإغلاق الحكومي
أسهمت التطورات السياسية أيضًا في دعم الدولار، إذ يضغط الرئيس ترامب على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين خلال اجتماع في البيت الأبيض، مؤكدًا أن استمرار الإغلاق يضر بالحزب سياسيًا، وقال: “يجب أن نعيد فتح الحكومة قريبًا، بل فورًا”.
وجاءت هذه التصريحات بعد فوز الديمقراطيين في انتخابات محلية مهمة، مما زاد من الضغط على الجمهوريين للتوصل إلى تسوية.
غياب البيانات الرسمية
يستدعي البيانات الرسمية الحذر رغم قوة بيانات ADP، إذ يرجح أن هناك ضرورة لتوخي الحذر أثناء تحليل هذه البيانات والاعتماد الكامل عليها، نظرًا لأنها لا تشمل سوى الوظائف في الشركات الخاصة التي تستخدم خدمات شركة ADP، ولا تعكس الصورة الكاملة لسوق العمل كما يفعل تقرير الوظائف غير الزراعية الرسمي.
وأكدت وزيرة العمل الأمريكية مساء الثلاثاء الماضي أن أي بيانات اقتصادية رسمية لن تُنشر حتى يتم إنهاء الإغلاق الحكومي، مما يعني أن تقرير الوظائف لهذا الأسبوع لا يزال معلّقًا.
وتجري مفاوضات مكثفة حاليًا لإنهاء الإغلاق، إذ يحاول الديمقراطيون استغلال مكاسبهم الانتخابية للضغط على الجمهوريين لقبول تسوية.
وخلال اجتماع مع نواب الحزب الجمهوري، حذّر ترامب من أن الحزب يتعرض لخسائر سياسية بسبب الجمود، واقترح إلغاء آلية التعطيل في مجلس الشيوخ كحل لإعادة فتح الحكومة، وهو اقتراح لا يزال يواجه معارضة من قيادة الحزب.
وفي حال تم التوصل إلى اتفاق سياسي فعلي لتمويل الحكومة، سواء بشكل دائم أو مؤقت، فقد يتم رفع الحظر عن البيانات الاقتصادية، مما يتيح نشر تقارير مهمة مثل الوظائف غير الزراعية، البطالة، نمو الأجور، والإنتاجية، وهو ما قد يمنح الدولار دفعة إضافية في الأسواق.
في ظل هذه المعطيات، يظل الدولار مدعومًا من البيانات الاقتصادية القوية والتطورات السياسية، لكن الحذر يبقى مطلوبًا في تفسير المؤشرات، خاصة في ظل غياب البيانات الرسمية الكاملة.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، بأقل من 0.1%، مدعومًا بسلسلة من البيانات الاقتصادية الإيجابية التي عززت التوقعات بتشديد السياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات