الدولار هو الرابح الأكبر بدعم من الفيدرالي وبيانات التوظيف

كان الرابح الأكبر على مدار يوم التداول الجاري هو الدولار الأمريكي الذي استفاد من تدهور في البيانات الأولية للتوظيف في الولايات المتحدة والحديث عن اقتراب الفيدرالي من التقييد النقدي من خلال وقف مشتريات الأصول ورفع الفائدة.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يرسم صورة واضحة لأداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 92.28 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 92.08 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له على مدار يوم التداول الجاري عند 91.82 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 92.31 نقطة.

وهبط مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات في الولايات المتحدة إلى 330 ألف وظيفة في يوليو مقابل القراءة السابقة التي سجلت 680 ألف وظيفة، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 695 ألف وظيفة.

ورغم ظهور بيانات أمريكية أخرى إيجابية على مدار اليوم، كانت البيانات السلبية لسوق العمل هي الأقوى أثرا على الأسواق، مما أدى إلى استفادة الدولار الأمريكي من تدهور شهية المخاطرة في الأسواق.

تصريحات الفيدرالي

وأعرب ريتشارد كلاريدا، نائب رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، عن قلقه حيال المستويات المرتفعة الحالة للتضخم في الولايات المتحدة. ورجح كلاريدا أيضا رفع الفائدة في 2023 يتسق مع الإطار المتبع في الفيدرالي.

كما رجح روبرت كابلان، عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء أن التقليل من حجم مشتريات الأصول أو ووقف هذه المشتريات في وقت قريب من شأنه أن يساعد الفيدرالي على الحصول على قدر أكبر من المرونة فيما يتعلق برفع الفائدة.

وشدد رئيس الفيدرالي في دالاس على ضرورة تقليل مشتريات الأصول الخاصة بالفيدرالي في أقرب وقت ممكن وبالتدريج.

وقال كابلان: “وقف مشتريات الأصول قد يستغرق ثمانية أشهر”، متسائلا عن مدى كفاءة برنامج الفيدرالي لشراء الأصول في المرحلة الراهنة.

واستبعد عضو مجلس محافظي الفيدرالي أن ينجح شراء الأصول في الإسراع من وتيرة التقدم الذي يحرزه سوق العمل الأمريكي، مرجحا أن “وقف مشتريات الأصول بسرعة اكبر لا يعني بالضرورة رفع الفائدة بنفس السرعة”.

لكنه أشار إلى أن هناك قدر كبير من الصعوبة في الفصل بين إجراءات وقف مشتريات الأصول وإجراءات رفع الفائدة. ورأى كابلان أن تقليل مشتريات سندات الخزانة الأمريكية يمكن أن يكون بواقع 10 مليار دولار شهريا مع تقليل مشتريات السندات المدعومة عقاريا بواقع 5 مليار دولار شهريا.

اتجاه معاكس

تمثل العوامل التي دعمت العملة الأمريكية الأربعاء الاتجاه المعاكس للأسباب التي أدت إلى تدهور الدولار في الفترة الأخيرة، مما يشير إلى تحول في الأوضاع استتبع تحولا في اتجاه العملة من الهبوط إلى الصعود

وجاء هذا الارتفاع بعد يومين فشلت فيهما العملة الأمريكية في تحديد اتجاه واضح بسبب خطاب الفيدرالي في بيان الفائدة وتصريحات رئيسه جيروم باول الأربعاء الماضي الذي رجح أن البنك المركزي لايزال أمامه طريق طويل حتى يصل إلى مرحلة يمكنه فيها تقليل مشتريات الأصول ورفع الفائدة.

كما سيطر على الدولار أيضا التحسن الكبير في الأداء المالي للشركات المدرجة في مؤشرات بورصة نيويورك الذي عكسته تقارير الأرباح التي ظهرت على مدار الفترة الماضية.

وتأثر الدولار الأمريكي سلبا بارتفاع معدل انتشار السلالة المتحورة دلتا من فيروس كورونا، إذ قدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة نسبة انتشار دلتا بحوالي 84% من إجمالي الحالات الجديدة التي تكتشف في الولايات المتحدة.

وكما تأثر الدولار الأمريكي، جاء تدهور بيانات التوظيف الأولية في الولايات المتحدة ليلقي بظلال سلبية للغاية على حركة السعر في بورصة نيوروك التي أغلقت أهم مؤشراتها جلسة الأربعاء في الاتجاه الهابط.

وزاد من سلبية تحركات الأسهم في وول ستريت التصريحات التي خرجت اليوم من أروقة الفيدرالي التي أثارت تكهنات باقتراب وقف شراء الأصول ورفع الفائدة، وهي العوامل التي توفر بيئة غير صحية في أسواق الأسهم بسبب ارتفاع تكلفة الاقتراض التي تنتج عن تلك الإجراءات، مما يصعب مهمة الشركات الأمريكية في النمو والتوسع بسبب ارتفاع تكلفة الاقتراض الذي يحدث مع رفع الفائدة علما بأن أغلب تلك الشركات تعتمد على القروض في تحقيق أداء مالي جيد ونمو وتوسع بخطى ثابتة.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي إلى 34829 نقطة بعد خسائر بحوالي 280 نقطة أو 0.8%. كما تراجع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 4411 نقطة بعد أن خسر حوالي 12 نقطة أو 0.3%.

لكن ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة تمكن من الصعود إلى 14794 نقطة بعد مكاسب بحوالي 34 نقطة أو 0.3%.