أسباب أدت إلى تراجع الدولار الأمريكي

تراجع الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي الأربعاء بعد أن تلقى صدمة تراجع نمو أسعار المستهلك في الولايات المتحدة الشهر الماضي، وهو ما أدى إلى تصاعد في توقعات خفض الفائدة في 2025.

وكان السبب الثاني وراء هبوط العملة الأمريكية هو ارتفاع الوون، عملة كوريا الجنوبية، إلى مستويات قياسية عقب الإعلان عن بدء محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حول سوق العملات وسعر الصرف.

وذكرت هذه المحادثات المستثمرين في أسواق المال بما تعرضت له العملة الأمريكية من هبوط في وقتٍ سابقٍ بسبب ارتفاع حاد للدولار التايواني.

وكان انطلاق هذه المحادثات وراء تصاعد تكهنات بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفضل تراجع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية بهدف دعم الصادرات الأمريكية.

وكان ذلك وراء هبوط حاد لمؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، الذي تراجع إلى 100.87 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 101.00 نقطة.

وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الأربعاء عند 101.02 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 100.27 نقطة.

وبدأ هذا التحرك في الاتجاه الهابط قبل يوم واحد عندما ألقت البيانات الاقتصادية الضوء على تراجع في معدل التضخم على مستوى أسعار المستهلك، مما يعزز توقعات بأن الفيدرالي قد يخفض الفائدة هذا العام.

وأشارت أحدث توقعات الفائدة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض الفائدة بواقع 55 نقطة أساس، وهو ما يشير إلى إمكانية خفضها مرتين قبل نهاية 2025.

البيانات الاقتصادية

وسجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ارتفاعًا بـ0.2% في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.1-%، وفقًا للقراءة الشهرية للمؤشر. وجاءت هذه القراءة أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.3%.

كما ارتفع التضخم السنوي بـ2.3% الشهر الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي عند 2.4%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 2.4%. 

وسجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة ارتفاعًا بـ0.2% في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.1%، وفقًا للقراءة الشهرية للمؤشر. وجاءت هذه القراءة أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.3%.

كما ارتفع التضخم السنوي بـ2.8% الشهر الماضي، مما يعكس عدم تغير أي شيء مقارنة بالقراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي والتوقعات. 

تحسن شهية المخاطرة

وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية أن يحضر بنفسه الجولة المقبلة من مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا الخميس المقبل رغم أنه لم يتضح بعد إذا ما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يحضر تلك الجولة أم لا، وهو ما يعطي المزيد من الأمل في التوصل إلى اتفاق ويؤثر سلبًا على العملة الأمريكية.

كما أعلن ترامب استعداده لإبرام اتفاق مع إيران شريطة أن تتخلى طهران عن برنامجها النووي.

وأسهم ارتفاع الأسهم الأمريكية فيما تعرض له الدولار من هبوط، إذ وجه المستثمرون القدر الأكبر المتوافر من السيولة إلى أسواق الأسهم استغلال للمعنويات الإيجابية التي تسيطر على الأسواق.

مخاوف التعريفة الجمركية

قال فيليب جيفرسون، نائب رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء: “إذا استمر العمل بالزيادة التي أُعلنت في التعريفة الجمركية، فقد يؤدي ذلك إلى تبدد الجهود التي أدت إلى خفض التضخم مع إمكانية ارتفاع معدلات التضخم بشكل مؤقت”.

وأوضح أنه بينما “تراجع التضخم باستثناء أسعار الغذاء والطاقة تدريجيًا – بفضل تراجع أسعار الإسكان – قد تؤدي القيود التجارية الحمائية إلى أن ينعكس هذا الاتجاه، مما قد يتسبب في ارتفاع قصير الأجل على الأقل في الأسعار”.

وأضاف: “هناك قدر كبير من انعدام اليقين حول المسار المستقبلي للتضخم”.

وفي الفترة الأخيرة، أصبح لدى الدولار الأمريكي قدر كبير من الحساسية تجاه التعريفة الجمركية وما قد تشهده الساحة من تطورات في هذا الشأن. وكان ذلك هو السبب وراء هبوط اليورو بعد تصريحات نائب رئيس الفيدرالي.

وتنتظر الأسواق الخميس بيانات تضخم أسعار المنتجين الأمريكيين التي تأتي وسط توقعات بالتراجع إلى مستويات أقل في إبريل الماضي مقارنة بالقراءات المسجلة الشهر السابق.

وتشير التوقعات أيضًا إلى إمكانية هبوط مبيعات التجزئة إلى مستوى الصفر مقابل القراءة الشهرية السابقة التي سجلت 1.5%.

وحال تحقق تلك التوقعات قد نرى المزيد من هبوط العملة الأمريكية مقابل أغلب العملات الرئيسية.