نور تريندز / التقارير الاقتصادية / أحداث قد تؤدي بالدولار الأمريكي إلى المزيد من الضعف
الدولار الأمريكي

أحداث قد تؤدي بالدولار الأمريكي إلى المزيد من الضعف

تمكن الدولار الأمريكي من تحقيق بعض المكاسب في أوائل التعاملات الأربعاء بدفعة من تراجع مؤقت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بدء العمل بالتعريفة الجمركية المتبادلة وإرجاء ذلك لحوالي ثلاثة أشهر مع استثناء الصين التي أصبحت صاحبة النصيب الأكبر من القيود التجارية الأمريكية على مستوى العالم.

لكن سرعان ما تلاشى التفاؤل حيال مستقبل التجارة الحرة على مستوى العالم بعد أن ركزت الأسواق على الوجه السلبي من قرارات ترامب الذي تضمن زيادة التعريفة الجمركية على الواردات الأمريكية من الصين إلى 125% مع البدء الفوري في تطبيقها في إطار التصعيد التجاري المتبادل بين واشنطن وبكين.

ونفذ الرئيس الأمريكي تهديده بزيادة التعريفة الجمركية على واردات بلاده من الصين بنسبة 50% ليصل إجمالي التعريفة الجمركية التي تخضع لها الصين من قبل الولايات المتحدة إلى 104%.

وفتح ذلك الباب على مصراعيه أمام حرب تجارية بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم، وهو ما قابلته بكين بزيادة التعريفة الجمركية التي تفرضها الصين على وارداتها من الولايات المتحدة إلى 84%.

وجاءت الزيادة التي اتخذ الرئيس الأمريكي القرار بشأنها بعد فرض الإدارة الأمريكية تعريفة جمركية عقابية على الصين بسبب تدفقات مخدر الفنتانيل بنسبة 10% في فبراير الماضي، وهو ما تبعه ترامب بتعريفة جمركية بنفس القيمة – 10% – في مارس الماضي، علاوة على فرض تعريفة جمركية “متبادلة” على بكين بقيمة 34% في الثاني من إبريل الجاري.

بذلك يرتفع حجم الرسوم الجمركية التي تخضع لها الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة إلى 104%، وهو ما يُعد ضربة قاصمة لنصيب الصين من السوق الأمريكي. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى أضرار بالغة بالصادرات الصينية، إذ يبلغ العجز التجاري الأمريكي مقابل الصين 295 مليار دولار لصالح الصين.

جبهة جديدة

لم يتوقف التصعيد التجاري عند هذا الحد، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي فرض تعريفة جمركية مضادة على الواردات التي تدخل إلى بلاده من الولايات المتحدة، ردًا على التعريفة المتبادلة التي أعلنها ترامب في الثاني من إبريل الجاري بواقع 20% على الصادرات الأوروبية إلى بلاده.

وقالت المفوضية الأوروبية إن “هذه الإجراءات المضادة من الممكن تعليقها إذا وافقت الولايات المتحدة على ما قد ينتج من قرارات من خلال دخول في مفاوضات عادلة ومتوازنة”.

وواصل الدولار الأمريكي الصعود الأربعاء بدفعة من وقف مؤقت للعمل بالتعريفة الجمركية المتبادلة أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علاوة على استفادة العملة الأمريكية من نتائج اجتماع الفيدرالي التي أشارت في مجملها إلى ميل داخل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير في الفترة المقبلة في ضوء الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يرسم صورة واضحة لحركة سعر العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 103.2 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 102.96 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 101.84 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 103.33 نقطة.  

لكن سرعان ما سيطرت حالة من السلبية على العملة التي أنهت التعاملات اليومية الأربعاء الماضي بخسائر بحوالي 0.2% بعد أن ركز المستثمرون على استثناء الصين من الوقف المؤقت للتعريفة الجمركية المتبادلة والتعريفة بالحد الأدنى بقيمة 10%.

نتائج اجتماع الفيدرالي

ذكرت نتائج اجتماع الفيدرالي المنعقد في مارس الماضي أن أغلب أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اتفقوا على أن الاقتصاد الأمريكي “قد يكون عرضة لمواجهة تضخم أكثر ارتفاعًا ونموًا أبطأ في الفترة المقبلة”، مؤكدين أن الفيدرالي قد يواجه “خيارات صعبة”.

وأضافت النتائج أن الأعضاء الذين حضروا الاجتماع اتفقوا على الإبقاء على معدل الفائدة الفيدرالية دون تغيير في نطاق 4.25% – 4.50%.

وأشارت إلى أن هناك “مخاوف متزايدة حيال استمرار ارتفاع التضخم وسط انعدام يقين يحيط بالمسار المستقبلي للسياسة النقدية”.

وقالت إن “أغلب الأعضاء في الجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اتفقوا على أن النظرة المستقبلية لنمو الناتج المحلي الإجمالي أصبحت أضعف مما أشارت إليه تقديرات يناير الماضي”، مؤكدة أن الكثير من الأعضاء أعربوا عن قلقهم إزاء إمكانية أن يرتفع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

واتفق أعضاء اللجنة على تبني نهج حذر نظرًا لانعدام اليقين الذي يسيطر على المشهد فيما يتعلق بالسياسة النقدية للفيدرالي، وفقًا للنتائج الصادرة الأربعاء.

كما رأى جميع الأعضاء تقريبًا أنه ينبغي أن الإبطاء من وتيرة إعادة بيع الأصول التي اشتراها البنك المركزي في فترات الأزمات الاقتصادية بهدف تفادي مخاطر انخفاض الاحتياطيات النقدية للفيدرالي.

واتفقوا أيضًا على أن إنفاق المستهلك أظهر تقدمًا متواضعًا في الفترة الأخيرة مقارنة بالسرعة التي كان يرتفع بها من قبل، وفقًا للنتائج التي أشارت إلى أن أغلب من حضروا الاجتماع الماضي للبنك المركزي أكدوا أن “هناك آثار تضخمية محتملة للتعريفة الجمركية، والتي قد تستمر إلى فترة أطول مما هو متوقع”.

وأشار أعضاء في اللجنة الفيدرالية، أثناء الاجتماع الماضي للفيدرالي، أن هناك معلومات وصلت إليهم عن طريق مسؤولين في الشركات تفيد أن هناك وقف مؤقت لخطط الاستثمار في الشركات الأمريكية بسبب انعدام اليقين حيال السياسة النقدية.

ورأت اللجنة أنها تتخذ موقفًا مناسبًا في الوقت الراهن أثناء انتظارها المزيد من الوضوح للنظرة المستقبلية للاقتصاد، وفقًا للنتائج.

رغم ذلك، لم يتمكن الدولار الأمريكي من الاستفادة من ميل الفيدرالي – الذي عكسته نتائج الاجتماع الماضي – إلى الإبقاء على معدل الفائدة وموقف السياسة النقدية دون تغيير في الفترة المقبلة.   

تحقق أيضا

نور كابيتال – التحليل الفني الأسبوعي – شاشة سي ان بي سي عربية – 7 أبريل 2025