نور تريندز / التقارير الاقتصادية / تراجع الثقة قاسم مشترك بين الاقتصاديْن الأمريكي والأوروبي؟
useu

تراجع الثقة قاسم مشترك بين الاقتصاديْن الأمريكي والأوروبي؟

صدرت دفعات من البيانات الاقتصادية الهامة الثلاثاء لتلقي الضوء على أداء عدد من القطاعات الاقتصادية في عدد من دول الاقتصادات الرئيسية، وهو ما كان مصدرًا هامًا من مصادر محركات السوق التي تحكمت في حركة السعر على مدار يوم التداول المنقضي. وكان تراجع الثقة على صعيد الاقتصاد والمستهلك قاسمًا مشتركًا بين الاقتصاديْن الأمريكي والأوروبي.

وتراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن كونفرنسبورد إلى 92.9 نقطة بعد أن تراجع بحوالي سبع نقاط، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى 94.00 نقطة.

وارتفع مؤشر مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة بواقع 1.8% في فبراير الماضي إلى 676000 وحدة، وهو الرقم الذي جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى 68000 وحدة.

وهبط مكون الأوضاع الاقتصادية الراهنة بالمسح التصنيعي الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند إلى 4.00-، وهو ما جاء دون التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع إلى 1.00.

وكان تراجع ثقة المستهلك الأمريكي من أهم المحركات التي دفعت بشهية المخاطرة في أسواق المال على مدار الفترة الأمريكية في سوق العملات وجلسة التداول في بورصة نيويورك إلى مستويات منخفضة الثلاثاء، إذ ألقت الضوء على أن المستهلك الأمريكي يعاني من انعدام اليقين في مستقبل الاقتصاد في الولايات المتحدة.

وانعكست هذه الحالة سلبًا على أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية وغيرها من أصول المخاطرة في الأسواق. كما كان لها أثرًا عميقًا في عائدات سندات الخزانة الأمريكية. ويرجح أن التدهور الذي عكسته المؤشرات الصادرة الثلاثاء دفع الكثير من المستثمرين في الأسواق إلى شراء سندات الخزانة الأمريكية، من ثم ارتفعت قيمتها.

وهناك علاقة عكسية بين قيمة السندات الأمريكية والعائدات عليها، وهو ما يدفع القيمة والعائدات في اتجاهين متناقضيْن، وهو ما تحقق الثلاثاء.

الثقة في أوروبا

ارتفع مؤشر IFO الألماني لثقة الشركات إلى 86.7 نقطة في مارس الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 85.3 نقطة، لكنه جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 86.8 نقطة.

كما ارتفع مؤشر التقديرات الاقتصادية الراهنة الصادر عن IFO الألماني أيضًا إلى 85.7 نقطة في مارس مقابل القراءة السابقة التي سجلت 85.00 نقطة، وهو ما ألقى الضوء على قراءة أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 85.5 نقطة.

وارتفع مؤشر IFO للتقديرات الاقتصادية المستقبلية إلى 87.7 نقطة في مارس أيضًا مقابل القراءة السابقة التي سجلت 85.6 نقطة، مما جاء أقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 87.9 نقطة.

وتعكس هذه المؤشرات ارتفاعًا أقل من توقعات الأسواق في الاقتصاد الأوروبي وأوضاعه الراهنة والمستقبلية، وهو ما زاد من انعدام اليقين ودفع الكثير من المستثمرين إلى بيع اليورو وأصوله.

وتراجع اليورو في ختام تعاملات الثلاثاء متأثرًا ببيانات سلبية ألقت الضوء على تراجع في الثقة الاقتصادية في ألمانيا، أكبر اقتصادات منطقة اليورو في مارس مقارنة بالتوقعات التي ظهرت في الأسواق قبل إصدار القراءات الفعلية.

وهبط اليورو/ دولار إلى 1.0790 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.0800. وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 1.0829 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.0776.

الفيدرالي والأصول الأمريكية

وقالت أدريانا كوجلر، عضوة مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الثلاثاء، إنها تفضل الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير “لبعض الوقت”، إذ تظهر الدفعات التي ظهرت من البيانات الأمريكية في الفترة الأخيرة أداءً متواضعًا إضافة إلى تباطؤ التقدم على صعيد التضخم.

وتعكس هذه التصريحات وجهة نظر داخل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تتضمن أن التمهل في خفض الفائدة ربما يكون هو الخيار الأنسب تحسبًا لتدهور أوضاع النشاط الاقتصاد الأمريكي وتراجع أداء القطاعات المختلفة تزامنًا مع استمرار ارتفاع التضخم.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 104.08 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 104.26 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 104.47 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 103.94 نقطة.

وتحاول الأسهم الأمريكية التعافي رغم توافر الكثير من العوامل السلبية التي تحيط بأداء وول ستريت الثلاثاء، والتي تتضمن بيانات السلبية وتصريحات خرجت من أروقة الفيدرالي أظهرت ميلًا إلى الإبقاء على معدل الفائدة عند المستويات الحالية لبعض الوقت.  

وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي إلى 42566 نقطة بعد أن خسر حوالي 16 نقطة أو أقل من 0.1%. وارتفع ستاندردز آند بورس500 إلى 5771 نقطة بعد أن أضاف حوالي أربع نقاط أو أقل من 0.1%. وحقق ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة مكاسب محدودة بحوالي 55 نقطة أو 0.4%.

وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 3025 دولار للأونصة مقابل الإغلاق المسجل في جلسة الاثنين الماضي عند 3017 دولار للأونصة. وهبطت عقود المعدن النفيس إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 3010 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 3024 دولار. وهبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.307% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 4.346%. وارتفعت العائدات إلى أعلى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 4.371% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 4.302%.

تحقق أيضا

بنك إنجلترا

لماذا أبقى بنك إنجلترا على معدلات الفائدة دون تغيير؟

أبقى بنك إنجلترا على معدل الفائدة دون تغيير في نهاية اجتماعه الخميس ليستقر المعدل الأساسي …