رغم تعدد العوامل السلبية التي سيطرت على الأسواق على مدار الأسبوع الماضي، تمكن شهية المخاطرة من العودة بقوة إلى الأسواق لتفرض ملامحها الأساسية على التعاملات التي تمثلت في ارتفاع الأسهم في وول ستريت وتراجع الدولار الأمريكي.
وكانت هناك خمسة عوامل تحكمت في الأسواق، موفرة دفعة قوية للأسهم مقابل هبوط في حركة سعر العملة الأمريكية، والتي تتضمن بيانات إيجابية، وبيانات سلبية، وحالة من ترقب خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول أمام منتدى جاكسون هول الاقتصادي، علاوة على والاعتماد الكامل الذي منحته هيئة الرقابة على الغذاء والدواء في الولايات المتحدة للقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا، والقتال الذي يقوده ثيران الأسهم الأمريكية من أجل الحفاظ على الارتفاعات التاريخية لمؤشر ستاندردز آند بورس في الفترة الأخيرة.
وعلى النقيض من الأيام القليلة الماضية، بدأت تظهر في السوق حالة من الترقب لخطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول أمام منتدى جاكسون هول الاقتصادي الذي ينعقد هذا الأسبوع من 26 إلى 28 أغسطس الجاري. ويتوقع المستثمرون أن يتبنى باول خطابا أقل تفاؤلا مما كانت عليه نتائج الاجتماع السابق لمجلس محافظي البنك المركزي الصادرة الأربعاء الماضي التي أشارت إلى ميل أغلب الاعضاء إلى البدء في خفض مشتريات الأصول قبل نهاية العام الجاري.
البيانات الاقتصادية
جاءت البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ظهرت الاثنين متباينة، لكن هذا التباين لم يمنع بورصة نيويورك من الاستفادة منها على أكمل وجه سواء الإيجابية منها أو السلبية.
وكانت الاستفادة من البيانات الإيجابية، بيانات الإسكان، من خلال تحسن شهية المخاطرة في الأسواق، مما أدى في نهاية الأمر إلى صعود مؤشرات الأسهم في وول ستريت.
وحققت مبيعات المنازل الكائنة في الولايات المتحدة زيادة إلى 5.99 مليون وحدة في يوليو الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق التي سجلت 5.87 مليون وحدة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 5.81 مليون وحدة.
وارتفع مؤشر التغير في مبيعات المنازل الكائنة إلى 2.00% مقابل القراءة السابقة الصادرة في يونيو الماضي عند 1.6%، وهو أيضا أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 1.3%.
في المقابل، أدت البيانات السلبية الصادرة على مستوى الكثير من القطاعات الاقتصادية العامة في الولايات المتحدة لتؤكد على قناعة بداخل المستثمرين تتضمن أن أية بيانات سلبية قد تأخذ الفيدرالي في اتجاه تأجيل خفض مشتريات الأصول، وهو أمر إيجابي للأسهم أسهم في صعودها في اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجاري.
وتراجعت قراءة مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الولايات المتحدة إلى 61.2 نقطة في أغسطس الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 63.4 نقطة، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى 62.8 نقطة.
كما هبط مؤشر مديري المشتريات الخدمي الأمريكي إلى 55.2 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 59.9 نقطة، مما أشار إلى مستويات أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 59.4 نقطة.
وهبط مؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة إلى 55.4 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 59.9 نقطة، مما أشار إلى قراءة دون التوقعات التي أشارت إلى 58.3 نقطة.
لقاح كورونا
حصل لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا على الاعتماد الكامل من قبل هيئة الرقابة على الغذاء والدواء الأمريكية، ليكون اللقاح الأول الذي يحصل على هذا الترخيص في البلاد.
وكان لقاح فايزر قد حصل على اعتماد استخدام الطوارئ من الهيئة الأمريكية، لكنه الآن أصبح معتمدا اعتمادا كاملا بجرعتيه في الولايات المتحدة لمن هم في السادسة عشرة من العمر أو أكبر من ذلك.
يأتي ذلك وسط تقارير عن تردد بين الأمريكيين فيما يتعلق باتخاذ القرار بشأن تلقى التحصين باللقاحات المضادة للوباء.
وقالت هيئة الرقابة على الغذاء والدواء الأمريكية، في بيان صدر بشأن اعتماد لقاح فايزر إن مراجعتها لاعتماد اللقاح تعتمد على بيانات من جوالي 44000 شخص.
وكشفت الهيئة الأمريكية عن أن هذا اللقاح، الذي يُسوق له في الوقت الحالي باسم كوميرانتي، يحمي بنسبة 91% من الإصابة بفيروس كورونا.
الحفاظ على النصر
هناك حالة من الإصرار لدى ثيران الأسهم الأمريكية على الحفاظ على الارتفاعات التاريخية التي حققها مؤشر ستاندردز آند بورس500، وهي الحالة التي ترجمت في شكل عمليات شراء مكثف للأسهم رغم المخاوف حيال التقييد النقدي وفيروس كورونا وتدهور البيانات الامريكية.
ويبدو أن ثيران وول ستريت يدافعون بقوة عن مضاعفة المؤشر لقيمته في فترة قياسية غير مسبوقة في تاريخه، إذ ضاعف ستاندردز آند بورس500 قيمته في 354 يوم تداول فقط منذ مارس 2020 وحتى أغسطس 2021، وهو ما لم يتكرر من قبل.
وكانت المرة الأخيرة التي ضاعف فيه المؤشر نقاطه في عندما كان ينهض من كبوة أزمة الاقتصاد العالمي التي ضربت جميع الاقتصادات الرئيسة حول العالم في أواخر 2008، والتي بلغت بالمؤشر مستويات قريبة من 600 نقطة.
وتمكن ستاندردز آند بورس في تلك الفترة من مضاعفة قيمته في 1000 يوم تداول في الفترة منذ مارس 2009 وحتى إبريل 2011.