ليوم التداول الثاني على التوالي يستمر الدولار الأمريكي في الصعود مقابل أغلب العملات الرئيسية بدفعة من تدهور شهية المخاطرة في الأسواق، ما أدى إلى ميل أغلب المستثمرين إلى الجانب الآمن من الأصول المتداولة للتحوط ضد تقلبات السوق العنيفة.
ويسيطر على معنويات السوق عدد من العوامل السلبية في الفترة الأخيرة، أبرزها عوامل تتعلق بالمشهد السياسي وتطوراته منذ اقتحم الآلاف من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقر الكونجرس الأمريكي في السادس من يناير الجاري احتجاجا على نتائج الانتخابات.
المشهد السياسي والأمني
لم تتوقف الاحتجاجات عند الحدود المتعارف عليها في الولايات المتحدة، إذ تحولت إلى أعمال عنف شهدها المكان الذي يعتبره الأمريكيون رمزا للديمقراطية في البلاد.
وكانت أحدث تطورات المشهد إغلاق كامل لمحيط مقر الكونجرس الأمريكي أعلنته السلطات الأمريكية الاثنين الموافق 18 يناير الجاري، وهو ما يأتي قبل أقل من يومين على مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن التي يشهدها نفس المكان الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة.
وجاء قرار الإغلاق في إطار خطة شاملة لتأمين مبنى الكونجرس بدأ تنفيذها قبل ستة أيام من حفل التنصيب، الذي يقام في 20 من يناير الجاري. وتستند هذه الخطة لتقارير صادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي أشارت إلى احتمال تنظيم مظاهرات مسلحة في 50 ولاية أمريكية والمدن الرئيسية بها.
ومن أبرز ملامح خطة تأمين الكونجرس نشر 10000 من قوات الحرس الوطني الأمريكي ووجود 5000 إضافية قد يُدفع بها حال الحاجة إليها.
صوت مجلس النواب الأمريكي الأربعاء الماضي على عزل الرئيس دونالد ترامب بالأغلبية وانضم إلى الديمقراطيين، الذين يمثلون أغلبية المجلس، 10 من الأعضاء الجمهوريين الذين صوتوا ضد رئيس الولايات المتحدة مطالبين بمحاكمته تمهيدا لعزله.
هذا العزل هو الثاني الي يتعرض له الرئيس الأمريكي من مجلس النواب عقب العزل الأول في يناير 2020 بسبب إساءة استغلال نفوذه ضد أوكرانيا وتعطيل عمل الكونجرس، وهو ما يصب في مصلحة الدولار الأمريكي الذي يستفيد من التقلبات السلبية لمعنويات الأسواق.
البيانات الأمريكية
جاءت البيانات الأمريكية على صعيد مبيعات التجزئة سلبية للغاية الجمعة عقب ظهور تقارير في الأسواق أشارت إلى أن لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا قد يواجه صعوبات في توزيعه في أوروبا قد تؤدي إلى تأخر إعطائه لسكان القارة الأوروبية.
وارتفعت قراءة مبيعات التجزئة الأمريكية بواقع 0.7-% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت هبوطا أكثر حدة بحوالي 1.4-%، لكنها لا تزال في المنطقة السالبة رغم التكبير.
ومع أن القراءة سجلت ارتفاعا الشهر الماضي، كانت مستويات ديسمبر دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى إمكانية الصعود إلى 0.0%.
في المقابل، هبطت قراءة مؤشر مبيعات التجزئة باستثناء مبيعات السيارات، التي تعزل المكونات الأكثر تذبذبا بين مكونات المبيعات، إلى 1.4-% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 1.3-%.
واستكمالا للتدهور الذي تظهره أوضاع سوق العمل في الفترة الأخيرة، والتدهور الحاد الذي أظهرته في ديسمبر الماضي في شكل هبوط عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأمريكي في الشهر الأخير من 2020 بواقع 147 ألف وظيفة، ظهرت دفعة جديدة من البيانات الأمريكية الخميس الماضي تضمنت ارتفاع كبير في أعداد المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية والمتقدمين للحصول عليها.
وارتفع عدد المطالبين بإعانات بطالة أمريكية الخميس الماضي إلى مستويات تقترب من مليون مطالبة علاوة على استمرار ارتفاع إجمالي المستفيدين من هذه الإعانات إلى مستويات فاقت 5 مليون شخص.
مخاوف التحفيز
يُضاف إلى ذلك مخاوف حيال التحفيز تفاقمت إلى حدٍ كبير عقب حصول الديمقراطيين رسميا على أغلبية مجلس الشيوخ، مما أثار مخاوف لدى المستثمرين حيال إمكانية تغيير إدارة بايدن القوانين الصديقة لمؤسسات الأعمال مثل قانون خفض الضرائب والتوظيف الذي تبنته إدارة ترامب.
قيود فيروس كورونا
أعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إغلاق الحكومة جميع مسارات السفر في المملكة المتحدة بداية من الاثنين المقبل، مبررا القرار بأنه جاء بغرض “حماية البلاد من خطر سلالات لم يتم التعرف عليها بعد من كوفيد19”.
وتتطلب القيود البريطانية الجديدة على السفر ممن يصلون إلى المملكة المتحدة تقديم نتيجة سلبية لاختبار الكشف عن فيروس كورونا.