أنهت أسهم وول ستريت والدولار الأمريكي تعاملات الاثنين في الاتجاه الهابط تأثرا بتوافر عدة عوامل حفزت عمليات بيع مكثفة للأصول الأمريكية.
وكانت أهم العوامل التي أدت إلى تلك الحالة السلبية استمرار مخاوف سقف الدين الأمريكي، إذ يعني فشل الديمقراطيين والجمهوريين في التوصل إلى اتفاق على تشريع، ولو مؤقت، يقضي برفع سقف الدين أو تعليق العمل به إعلان تعثر الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة.
وحتى تتفادى الإدارة الأمريكية الدخول في معضلة الإفلاس أو التعثر، لابد من التوصل إلى الاتفاق المشار إليه أعلاه قبل 18 أكتوبر الجاري.
ومرر مجلس الكونجرس الأمريكي بغرفتيه، الشيوخ والنواب الأمريكي، الجمعة الماضية تشريعا قصير الأجل من شأنه أن يساعد إدارة بايدن على تفادي إغلاق حكومي جزئي، وذلك قبل ساعات قليلة من البداية المحتملة لذلك الإغلاق.
ومن المقرر أن يبقي التشريع المعروف بـ “القرار المستمر” على الإنفاق عند نفس المستويات الحالية حتى ديسمبر المقبل، مما يمنح المشرعين الأمريكيين وقتا إضافيا لصياغة خطة إنفاق كاملة تسير الموازنة الفيدرالية وفقا لها أما السبب الثاني فهو ظهور التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على السطح من جديد. ورغم أن الظهور إيجابي هذه المرة، ظهرت تصريحات أمريكية تحمل بين طياتها صيغة تهديد للصين وتحذيرها من مغبة عدم الالتزام بما وعدت به في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين واشنطن بكين.
وتعهدت كاثرين تاي، كبيرة المفاوضين التجاريين في الولايات المتحدة، بإلغاء بعض التعريفات الجمركية الأمريكية المفروضة على الصين، لكنها طالبت بكين بالالتزام بوعودها في هذا الشأن.
كما طالبت تاي الصين بالتوقع عن ضخ مليارات الدولار في شكل دعم للشركات الصينية العاملة في قطاعات أشباه الموصلات، والصلب، وغيرها من القطاعات.
النفط والدولار الأمريكي
وارتفعت الأسعار العالمية للنفط بدفعة من استقرار متوقع في قوى العرض والطلب في الأسواق بعد أن أبقت أوبك+ على سياستها الإنتاجية كما هي دون تغيير في اجتماع أكتوبر.
وأبقت مجموعة أوبك+ في اجتماعها الشهري الاثنين على السياسة الإنتاجية كما هي دون تغيير تمشيا مع الاتفاق القائم بالفعل الذي تم التوصل إليه منذ عدة أشهر، والذي يقضي بزيادة تدريجية للإنتاج حتى نوفمبر المقبل.
واتفق قادة دول المجموعة على الإبقاء على الزيادة التدريجية في إنتاجها من النفط بواقع 400 ألف برميل يوميا حتى نوفمبر المقبل، وهو ما يصب في صالح العقود الآجلة للنفط بنوعيها.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 78.13 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 75.72 دولار للبرميل. وهبطت عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها على مدار يوم التداول الجاري عند 75.34 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 78.35 دولار.
وكان هذا الارتفاع سببا في هبوط الدولار الأمريكي نظرا للعلاقة العكسية بينهما. كما أدى ارتفاع النفط إلى مستويات أعلى مع توقعات بمزيد من الارتفاع في الفترة المقبلة إلى ظهور مخاوف حيال تفاقم معضلة التضخم المرتفع الحالية، مما انعكس سلبا على أداء الأسهم الأمريكية.
وكان السبب الرابع هو إلقاء البيانات الأمريكية التي ظهرت في الفترة الأخيرة الضوء على تباطؤ في أداء النشاط الاقتصادي الأمريكي. كما ارتفعت معدلات التضخم في الولايات المتحدة إلى مستويات أدت إلى هبوط ملحوظ في إنفاق المستهلك الأمريكي.