سيطرت عدة عوامل، سلبية في مجملها، على أسواق المال العالمية الخميس تضمنت تجدد القصف الروسي على العاصمة الأوكرانية كييف، وظهور قراءات سلبية للنمو الأمريكي، علاوة على استمرار ظهور منحنى العائد المقلوب في مستويات عائدات سندات الخزانة الأمريكية.
وتراجعت القراءة السنوية للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة إلى 6.9% في الربع الأخير من العام الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 7.00%، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت إلى نفس الرقم المسجل في القراءة السابقة.
كما تراجع مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي إلى 7.1% في الربع الأخير من العام الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 7.2%.
وجددت روسيا قصف مواقع بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف بعد ساعات قليلة من تعهد موسكو بتقليل العمليات العسكرية بالقرب من العاصمة وفي شمال أوكرانيا بصفة عامة.
وقالت روسيا إنها استمعت جيدا إلى تنازل أوكرانيا عن تغيير في موقف أوكرانيا، لكنها لم تر ذلك بعد على أرض الواقع.
وهو ما جاء بعد ساعات قليلة من بداية الجولة الجديدة من محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، التي بدأت في تركيا الثلاثاء الماضي، التي ألقت الضوء على تقدم على صعيد المفاوضات الرامية إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا.
وأشارت تلك النتائج إلى أن مساعي أوكرانيا مستمرة في اتجاه التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق نار في حين بدأت روسيا في التحلي ببعض المرونة عندما أعلنت أنها لا تتمسك بهدف “إسقاط النازية” في أوكرانيا.
وأشارت تقارير، ظهرت قبل يوم واحد، إلى أن روسيا قد تقلل من عملياتها العسكرية في محيط العاصمة الأوكرانية كييف.
حركة السعر
ختمت الأسهم الأمريكية تعاملات جلسة لأربعاء بعد ظهور قراءات سلبية للنمو عكست تدهورا مقارنة بتوقعات الأسواق وعوامل سلبية أخرى.
وهبط مؤشر داو جونز الصناعي إلى 35157 نقطة بعد أن فقد حوالي 140 نقطة أو 0.4%. كما هبط ستاندردز آند بورس500 إلى 4603 نقطة بخسائر بلغت 28 نقطة أو 0.6%. وهبط ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة أيضا إلى 14516 نقطة بعد أن تراجع بواقع 100 نقطة أو 0.7%.
وأنهى الدولار الأمريكي تعاملات الأربعاء في الاتجاه الهابط متأثرا بنفس العوامل التي لازمته على مدار الفترة الماضية، أبرزها التفاؤل الذي ساد الأسواق حيال الوضع في أوكرانيا رغم تدهور الأوضاع على صعيد الصراع في شرق أوروبا مرة ثانية الأربعاء عقب قصف روسي جديد لأهداف في كييف.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 97.80 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 98.40 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له على مدار يوم التداول الأربعاء عند 98.54 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 97.69 نقطة.
وتواصل عائدات سندات الخزانة الأمريكية الهبوط الأربعاء متأثرة بتركيز المستثمرين في أسواق المال العالمية على الفارق بين عائدات السندات الأمريكية عقب تحول الفارق بين عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل خمس سنوات و30 سنة إلى نموذج المنحنى المقلوب أوائل الأسبوع الجاري.
وهبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 2.366% مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 2.401%.
وبلغ أعلى مستوى للعائدات على هذا النوع من الأوراق المالية السيادية 2.432% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 2.342%.
واستغل الذهب ضعف الدولار الأمريكي والتطورات السلبية على صعيد الصراع في أوكرانيا في استعادة الاتجاه الصاعد في نهاية تعاملات الأربعاء.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 1932 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1919 دولار للأونصة. وهبطت عقود المعدن النفيس إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الأربعاء عند 1916 دولار مقابل أعلى المستويات عند 1933 دولار.