التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بأعضاء ديمقراطيين بارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي؛ هما جو مانشين وكيرستين ساينما، الثلاثاء في محاولة للحصول على دعمهما لخطته الاقتصادية التي تعكسها مشروع قانون خطة الموازنة الفيدرالية بقيمة 3.5 ترليون دولار التي لم تحظ أمس برضا الجمهوريين.
وعقد بايدن جلستين منفصلتين من المحادثات مع مانشين وساينما، اللذان يمثلان ويست فرجينيا وأريزونا في مجلس الشيوخ، بغرض التوصل إلى اتفاق بين أعضاء الجزب الديمقراطي على خطوط عريضة للموازنة من حيث الحجم وبنود الإنفاق.
وقالت جين بساكي، مديرة المكتب الإعلامي في البيت الأبيض، الثلاثاء إن “الرئيس يرى أن تلك المحادثات كانت بناءة”، وذلك في مؤتمر صحافي عقدته لإطلاع وسائل الإعلام على آخر تطورات الموقف على صعيد مشروع قانون الموازنة.
وتأتي تلك الاجتماعات بينما يسابق أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الزمن من أجل الوصول إلى اتفاق على خطة للاستثمار في شبكة حماية الاجتماعي والسياسات المناخية يمكن تمريرها من غرفتي البرلمان.
كما تأتي لقاءات بايدن بعد يوم واحد من صوت الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي ضد مشروع قانون يتضمن تمويل الحكومة بنفس المستويات الحالية وتعليق العمل بقانون سقف الدين في الولايات المتحدة.
كما بدأ الوقت ينفذ من الجميع اليوم الثلاثاء، إذ لم يتبق سوى أيام قليلة وتضطر الحكومة الفيدرالية إلى الإغلاق لتوقف التمويلات التي تحصل عليها من الدولة بحلول الجمعة المقبلة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق على خطة موازنة فيدرالية.
وتتوقف قدرة الحزبين على تمرير مشروع قانون خطة إنفاق على البُنى التحتية بقيمة ترليون دولار على التقدم الذي يحرزه القادة على صعيد التوصل إلى اتفاق على خطة تسوية الموازنة التي قد يمررها الديمقراطيون وحدهم.
وسوف تكون الأيام القليلة المقبلة هي المسؤولة عن رسم ملامح نجاح الأهداف السياسية لإدارة بايدن في الوقت الذي يتطلع فيه الديمقراطيون إلى الاستمرار في السيطرة على السلطة التشريعية في البلاد بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تُجرى منتصف العام المقبل.
نقاط الخلاف
من المرجح أن المفاوضات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري قد تركز في الأيام القليلة المقبلة على زيادة ضرائب الشركات والأثرياء (الضرائب التصاعدية) لصالح التوسع في الإنفاق على رعاية الأطفال، والعطلات المدفوعة، والتعليم، والرعاية الصحية، وهي القضايا التي تتوافق مع سياسات الديمقراطيين.
ويكمن السبب وراء اجتماع الرئيس الأمريكي بالعضوين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ مانشين وساينما في أنهما صرحا بإمكانية معارضتهما لخطة إنفاق على شبكة حماية اجتماعية بقيمة 3.5 ترليون دولار اقترحها حزبهما. وحال تصويت هذين العضوين ضد تلك الخطة، فلن يتمكن الديمقراطيون من تمرير مشروع القانون المقترح من جانبهم بسبب انقسام أصوات مجلس الشيوخ.
ولا يزال هذا الخطر قائما، إذ أدلى مانشين بتصريحات عقب لقائه بالرئيس بايدن أشار خلالها إلى أنه رغم كون المحادثات بناءة، لم يتم تحديد تفاصيل أو الاتفاق على رقم محدد للموازنة الفيدرالية.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر إن مانشين وساينما يبذلان “جهودا حقيقية للتوصل إلى رقم محدد للموازنة”.
وسوف تحدد نتائج محادثات العضوين الديمقراطيين مع الإدارة الأمريكية ما إذا كان بإمكان نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الحفاظ على الكتلة البرلمانية الخاصة بحزبها في حالة اصطفاف من أجل تحقيق أهداف الأجندة التشريعية للرئيس بايدن.
وقالت بيلوسي لأعضاء حزبها في المجلس التشريعي إنها سوف تسعى إلى طرح مشروع قانون الإنفاق على البُنى التحتية للتصويت الخميس المقبل رغم التهديدات التي أطلقها التقدميون من الحزب الديمقراطي بالتصويت ضده إذا لم يتحرك مجلس الشيوخ نحو خطة تسوية مشروع قانون الموازنة.
يُذكر أن الوقت يداهم الجميع في الولايات المتحدة وأن أي تراخي عن التوصل إلى اتفاق حزبي على مشروع قانون الموازنة قد يؤدي إلى إغلاق حكومي في البلاد الجمعة المقبلة.