نور تريندز / التقارير الاقتصادية / التقاريرالإقتصادية اليومية / هل يشكل منحنى العائد المقلوب خطرا على الاقتصاد الأمريكي؟
مسار عائدات السندات الأمريكي وراء تحركات الدولار شمالًا
الدولار الأمريكي، مخاطر السياسة الأمريكية

هل يشكل منحنى العائد المقلوب خطرا على الاقتصاد الأمريكي؟

ظهر نموذج منحنى العائد المقلوب بوضوح الاثنين الماضي مع افتتاح تعاملات الأسبوع الجديد، وهو ما يُعد إشارة تحذيرية تنذر باقتراب الاقتصاد الأمريكي من الدخول في حالة من الركود. 

ويطلق على اسم هذا النذير “منحنى العائد المقلوب”، الذي ظهر على جزء من منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية. ويعتبر المنحنى المقلوب من أهم المؤشرات التي يرجح ظهوره أن الاقتصاد في الولايات المتحدة على حافة الركود. 

رغم ذلك، هناك الكثير من المحللين وخبراء الاقتصاد الذين يرون أنه إنذار كاذب لما يشاهدونه من تقدم على صعيد أداء الاقتصاد. 

منحنى العائد

يشير الوضع الصحي لمنحنى العائد إلى ارتفاع العائدات على سندات الخزانة الأمريكية ذات الأجل الأطول بمعنى أن تكون عائدات سندات الخزانة لأجل 30 سنة وعشر سنوات أعلى من عائدات السندات لأجل خمس سنوات وسنتين. 

وعندما تكون عائدات سندات الأجل القصير أقل من عائدات السندات طويلة الأجل، يوتقع المستثمرون في سوق السندات عائدا أكبر عندما يشترون السندات طويلة الأجل، وهو ما يعطي منحنى العائد شكلا منحدرا. 

في المقابل، عندما ينقلب منحنى العائد بارتفاع عائدات سندات الخزانة قصيرة الأجل إلى مستويات أعلى من السندات طويلة الأجل، يعتبر ذلك نوعا من التشوهات في المنحنى. لذلك يشير الوضع الطبيعي إلى أن يكون منحنى العائد منحدرا لا مقلوبا. 

ما الخطر في المنحنى المقلوب؟

يرجح انقلاب منحنى العائد إلى أن المستثمرين لديهم قلق حيال مستقبليات لاقتصاد على المدى الطويل. 

لذلك يتركز اهتمام المستثمرين في أسواق المال العالمية على الفارق بين عائدات سندات الخزانة لأجل سنتين وعشر سنوات، ويشير الوضع الراهن إلى أن المنحنى المقلوب الحالي لا ينذر بالدخول في حالة من الركود.

مع ذلك، ظهر نموذج منحنى العائد المقلوب في الفارق بين عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 سنة وخمس سنوات الاثنين الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ 2006 قبل الدخول في الكساد الكبير. 

وليس بالضرورة أن يكون معنى ذلك أننا مقدمون على ركود اقتصتادي في الولايات المتحدة، إذ قد يكون ظهور المنحنى المقلوب مجرد انعكاس لمخاوف المستثمرين في أسواق المال حيال مستقبل الاقتصاد في الولايات المتحدة.

كما ظهر منحنى العائد المقلوب في تعاملات عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات في قبل الكساد الكبير عام 1970. 

انخفض الفارق بين عائدات السندات الأمريكية لأجل سنتين (أقل من 2,40% بقليل) وأجل عشر سنوات (أقل من 2,40% بقليل) للتو إلى أدنى من 0,0% للمرة الأولى منذ عام 2019، وعلى مدار الأعوام 70 الماضية، كان هذا مؤشراً موثوقاً بأن الركود في اقتصاد الولايات المتحدة قادم في غضون الأشهر 18-24 المقبلة.

يأتي الانعكاس، الأحدث، في أعقاب انعكاسات متعددة على أجزاء رئيسية أخرى من منحنى العائدات الأمريكية، لفترة من الوقت.

وكثيراً ما يفسر المتداولون في السوق منحنى العائد المنعكس باعتباره علامة على أن السياسة النقدية في الأمد القصير بالغة التشديد باعتباره انعكاساً لتوقعات النمو الأضعف في الأمد البعيد في مقابل النمو القصير والمتوسط.

رغم ذلك، لا تظهر الأوضاع الاقتصادية الحالية في الولايات المتحدة أي إشارات إلى الاقتراب من الركود. كما أن هناك بعض العوامل التي تبعث على الارتياح، أبرزها أن الركود المحتمل – حال حدوثه – لم يكون في وقت قريب. 

فالأمر قد يستغرق 17 شهرا على الأقل بعد ظهور منحنى العائد المقلوب حتى يبدأ الاقتصاد في التدهور واتخاذ الاتجاه الهابط.

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …