انتصرت أصول المخاطرة في أسواق المال على أصول الملاذ الآمن باستثناء الدولار الأمريكي الذي فضل أن يمثل الولايات المتحدة، أكبر اقتصادات العالم، وتناول عن مكانة الملاذ الآمن على مدار تعاملات الأربعاء.
وارتفعت الأسهم في وول ستريت أيضا لنفس الأسباب التي رفعت العملة الأمريكية عاليا، وهي تراجع كبير في توقعات التضخم حاد الارتفاع وتوقعات رفع الفائدة في دول الاقتصادات الرئيسية في مقدمتها بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وكان الذهب من أكبر الخاسرين بسبب التحسن في شهية المخاطرة بعد تراجع توقعات رفع الفائدة وتلاشي الأثر المدمر لهيمنة توقعات الارتفاعات الحادة في التضخم في أسواق المال العالمية، إذ تراجع المعدن النفيس بعد كسره مقاومة غاية في الأهمية عند 1900 دولار للأونصة.
واستفادت عائدات سندات الخزانة الأمريكية من التطورات الإيجابية التي شهدتها الأسواق على مدار يوم التداول الجاري.
وتمكنت الأسهم الأمريكية من الصعود الأربعاء بعد تلاشي مخاوف التضخم المرتفع التي حاصرت الأسواق الثلاثاء الماضي. وجاء تراجع تلك المخاوف بعد أن أكد الخطاب الصادر من بنوك مركزية رئيسة حول العالم أنه لا ميل لدى السلطات النقدية إلى تغيير السياسة النقدية الحالية مع التأكيد على الإبقاء على مشتريات الأصول لدعم الاقتصادات.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي إلى 34350 نقطة بعد خسائر بحوالي 42 نقطة أو 0.2% مع خسائر بنفس النسبة لمؤشر S&P500.
كما حقق مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة مكاسب بلغت به مستوى إلى 13720 نقطة بعد إضافة عن حوالي 63 نقطة أو 0.2%.
وسيطرت مخاوف على معنويات المستثمرين حيال إمكانية أن تدفع معدلات التضخم المرتفعة البنوك المركزية إلى رفع الفائدة، مما يمثل ضربة لبيئة التشغيل منخفضة الفائدة التي تستغلها الشركات في تحقيق نمو مالي.
لكن عددًا من مسؤولي البنوك المركزية الرئيسية، في مقدمتهم أعضاء في مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي، أكدوا أنه لا تغيير في السياسة النقدية ولا رفع للفائدة ولا مناقشة لهذه الأمور في الوقت الراهن. وكان أبرز هؤلاء المسؤولين الذين توالت تصريحاتهم في الأيام القليلة الماضية؛ عضو الفيدرالي جيمس بوللارد والعضو الآخر بنفس المجلس رافاييل بوستيك علاوة على نائب رئيس الفيدرالي ريتشارد كلاريدا ومحافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي ومحافظ بنك سويسرا توماس جوردان.
وتعافى الدولار الأمريكي من الكبوة التي تعرض لها في الفترة الأخيرة بسبب الحديث عن السياسة النقدية للفيدرالي في ضوء الارتفاعات الحادة للتضخم.
ورغم أن أي تغيير في السياسة النقدية الفيدرالية يرجح أن يكون في الاتجاه المفيد للعملة الأمريكية، كانت المخاوف التي تنتاب ثيران الدولار حيال دوافع التغيير في السياسات لا حيال التغييرات نفسها، إذ يؤدي الارتفاع الحاد في معدل تضخم أسعار المستهلكين إلى تآكل القدرة الشرائية للدولار.
لكن العملة الأمريكية تمكنت صباح الأربعاء من الصعود بعض الشيء في محاولة لتعويض خسائر الفترة الأخيرة، مما وصل بمؤشر الدولار إلى مستويات أعلى من 90 نقطة، مستقرا عند 90.01 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 89.64 نقطة.
وبدأ الذهب رحلة هبوط متأثرا بالصعود الذي حققه الدولار الأمريكي اليوم اعتمادا على التراجع في توقعات بارتفاعات حادة في معدل التضخم أظهرت مخاوف حيال إمكانية لجوء السلطات النقدية في دول الاقتصادات الرئيسية إلى رفع الفائدة.
وتراجعت العقود الآجلة للذهب إلى 1895 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1898 دولار للأونصة. وارتفع المعدن النفيس إلى أعلى مستوى لها في جلسة التداول الأربعاء عند 1912 دولار مقابل أدنى المستويات عند 1890 دولار.
وتمشيا مع الاتجاه العام لأصول المخاطرة، ختم النفط تعاملات الأربعاء في الاتجاه الصاعد مدفوعا بالتفاؤل حيال المسار المستقبلي للسياسة النقدية في دول الاقتصادات الرئيسية علاوة على تراجع حاد في المخزونات الأمريكية.