توقع تقرير ويلز فارجو أن يستمر الدولار الأمريكي في الارتفاع على المدى القصير بسبب استفادة العملة الأمريكية من وضعيته كعملة أكبر اقتصادات العالم ووضعيته بين أصول الملاذ الآمن في نفس الوقت، وهو ما يضاعف القوة الدافعة للدولار الأمريكي في الاتجاه الصاعد.
لكن التقرير أشار إلى أن النظرة المستقبلية للدولار الأمريكي على المدى الطويل ترجح حالة من الضعف نظرا لما تتوقعه المجموعة المالية العملاقة من تباطؤ الفيدرالي في التحرك نحو الأوضاع النقدية الطبيعية وإنهاء الأوضاع الاستثنائية الحالية التي تتضمن مشتريات أصول على نطاق واسع والإبقاء على معدل الفائدة عند أدنى المستويات في تاريخ البنك المركزي.
ورجحت ويلز فارجو أن يرتفع الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية في الفترة المقبلة نظرا للفارق بين خطاب البنوك المركزية الرئيسية التي تركز على التعافي الاقتصادي والفيدرالي الذي لا يزال خطابه متشائما بعض الشيء.
كما حذر التقرير من خطر فيروس كورونا وموجته الجديدة، التي تساعد السلالة المتحورة الجديدة دلتا على سرعة انتشارها، على تعافي الاقتصاد العالمي.
وأشارت المؤسسة إلى أن الدولار الأمريكي ارتفع في الفترة الماضية، متوقعة أن يستمر ارتفاعه على المدى القصير لاعتماده على مكانته كعملة أكبر اقتصادات العالم، مما يؤهله للاستفادة من ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية.
ورأت ويلز فارجو أن الدولار الأمريكي استفاد أيضا من وضعية الملاذ الآمن التي يتمتع بها، مما مكنه من الصعود بسبب ارتفاع عدد حالات فيروس كورونا وتصاعد المخاوف حيال الأثر المتوقع للسلالة المتحورة دلتا على النمو العالمي.
وخفضت المؤسسة العالمية تقديراته للنمو العالمي وتقديرات الناتج المحلي الإجمالي لأغلب الاقتصادات الرئيسية، في مقدمتها الصين، مرجعة ذلك إلى القيود التي أُعيد فرضها للحد من انتشار الفيروس.
وأشار محللو المؤسسة المالية المرموقة إلى خفض تقديرات الناتج المحلي الإجمالي العالمي لعام 2021، متوقعين أن يسجل النمو العالمي “6.1% في نهاية العام الجاري. كما يأتي خفض أغلب تقديرات النمو للاقتصادات الرئيسية بسبب النظرة المستقبلية الأقل تفاؤلا لاقتصاد الولايات المتحدة”.
وأضاف التقرير: “نظرا لعودة معدلات الإصابة بكوفيد19 إلى الارتفاع والقيود الصارمة المتوقع إعادة العمل بها، خفضنا تقديراتنا للنمو الصيني مرة ثانية للعام الجاري. كما خفنا تقديرات النمو في أستراليا بسبب القيود التي فرضت بالفعل للحد من انتشار فيروس كورونا”.
لكن ويلز فارجو رأت أن أكثر الاقتصادات الرئيسية إثارة للتفاؤل على صعيد التعافي هو اقتصاد منطقة اليورو، إذ رجحت المؤسسة أن يحقق الاقتصاد الأوروبي تعافيا كبيرا في نهاية العام الجاري.
وأشار محللو المؤسسة الكبرى في القطاع المالي إلى أنه “رغم تراجع مخاطر مخاطر النظرة المستقبلية للنمو العالمي، تستمر الحالات الجديدة من الإصابة بفيروس كورونا في إظهار زيادة كبيرة مدفوعة في ذلك بالانتشار السريع للسلالة المتحورة دلتا التي قد تقوض التعافي العالمي”.
واستبعد هؤلاء أن يكون هناك المزيد من إجراءات الإغلاق، لكنهم أعربوا عن مخاوفهم حيال إمكانية “تغير سلوك المستهلك ونماذج الإنفاق وسط ارتفاع معدل انتشار العدوى”.
لكن على المدى الطويل، أكدت الشركة على الاحتفاظ بتوقعاتها بهبوط العملة الأمريكية التي تستند إلى وجهة نظرها التي تتضمن أن “البنوك المركزية الرئيسة سوف تمضي في طريقها إلى رفع الفائدة وتقليل أو وقف مشتريات الأصول بسرعة أكبر مما قد يكون عليها الفيدرالي”.
وختم الدولار الأمريكي تعاملات الخميس في الاتجاه الصاعد مقابل أغلب العملات الرئيسية مستفيدا من التوتر الذي بدأ التسلسل إلى الأسواق حيال الارتفاعات الجديدة في أعداد الحالات الجديدة المصابة بكوفيد19 وسط تقارير بأن وقوف المتحور دلتا وراء هذا الارتفاع قد يقوض النمو العالمي.
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يرسم صورة واضحة عن أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 93.0 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 92.92 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له على مدار يوم التداول الجاري عند 92.85 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 93.04 نقطة.
وارتفع عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا عالميا بواقع 704390 حالة جديدة مقابل الأرقام المسجلة قبل 24 ساعة من الآن التي أشارت إلى ارتفاع بأكثر من 640000 حالة جديدة.
كما يستفيد الدولار الأمريكي منذ افتتاح تعاملات الأسبوع الجاري من تحسن البيانات الأمريكية، خاصة بيانات التوظيف التي ظهرت الجمعة الماضية بأرقام فاقت توقعات الأسواق علامة على تحسن كبير أيضا في قراءات إعانات البطالة الأمريكية.