نور تريندز / التقارير الاقتصادية / التقاريرالإقتصادية اليومية / هل تتجاوز عائدات السندات الأمريكية إلى 1.3%؟
عائدات السندات الأمريكية تحوم حول أعلى مستوياتها في عام
عائدات السندات الأمريكية

هل تتجاوز عائدات السندات الأمريكية إلى 1.3%؟

أنهت أسواق المال تعاملات الثلاثاء بتفاؤل منقطع النظير بسبب توافر الكثير من العوامل التي دفعت بالمستثمرين إلى شراء أصول المخاطرة في مقدمتها الأسهم الأمريكية.

وفي منتصف التعاملات الأمريكية، حدث ما لم تكن تتوقعه الأسواق ليفاجئ الدولار الأمريكي الجميع بارتفاع صاروخي حاد بعد عمليات بيع مكثف تعرضت لها سندات الخزانة الأمريكية بسبب التفاؤل حيال المسار المستقبلي للاقتصاد العالمي.

وهناك علاقة عكسية بين قيمة وعائدات السندات الأمريكية، وهو ما يعني أن صعود إحداهما يعني هبوط الأخرى.

كما أن هناك علاقة طردية بين عائدات سندات الخزانة الأمريكية والدولار الأمريكي، ومعنى ذلك أن صعود أحدهما يعني بالضرورة صعود الآخر.

البداية من لندن

كانت بداية خيط التفاؤل، الذي أمسكت به أسواق المال العالمية منذ مستهل التعاملات اليومية الاثنين وحتى نهاية تعاملات الثلاثاء، من المملكة المتحدة عقب إعلان بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، عن خطة لإزالة قيود الإغلاق في البلاد تدريجيا يكشف النقاب عن تفاصيلها الاثنين المقبل.

 وصف رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون خطة لإلغاء القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا في المملكة المتحدة تدريجيا بأنها سوف تكون “حذرة ولا رجعة فيها”.

ووعد جونسون الشعب البريطاني بأن يكشف النقاب عن تفاصيل تلك الخطة الاثنين المقبل، وهي التفاصيل التي أطلق عليها اسم “خارطة طريق”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني إن الخطة سوف تحتوي على تواريخ مستهدفة للتغييرات “إذا استطعنا أن نقوم بها”، محذرا من ارتفاع أعداد الحالات الجديدة قد يؤدي إلى تأجيل الخطة”.

واستكمل التفاؤل مساره حتى صباح الثلاثاء متلقيا دفعة جديدة من البيانات الأوروبية التي ألقت الضوء على تحسن في بيانات النمو، والتوظيف، والثقة الاقتصادية في منطقة اليورو.

وارتفعت قراءة مؤشر الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو في الربع الأخير من 2020 إلى 0.6-% مقابل القراءة المسجلة في الربع السابق عند 0.7-%، وهو ما جاء أفضل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى نفس مستويات القراءة السابقة.

وسجلت قراءة مؤشر ZEW للثقة الاقتصادية ارتفاعا إلى 69.6 نقطة في فبراير الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 58.3 نقطة، وهو ما فاق توقعات الأسواق التي أشارت إلى 57 نقطة.

كما سجلت قراءة التغير في التوظيف في منطقة اليورو تحسنا بواقع 0.3% في الربع الأخير من العام الماضي مقابل التغير في الربع السابق الذي سجل 1.00%. ورغم الهبوط، جاءت القراءة أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى تحسن محدود بحوالي 0.1%.

ولم تتوقف حملة دعم التفاؤل في الأسواق، إذ استهلت وول ستريت تعاملاتها بالمزيد من الإيجابية بعد ظهور بيانات أمريكية إيجابية على مستوى قطاع التصنيع.

وسجلت قراءة مؤشر نيويورك التصنيعي ارتفاعا إلى 12.1 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 3.5 نقطة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 6 نقطة.

هل نقترب من 1.3%؟

وواصلت عائدات سندات الخزانة الأمريكية الصعود منذ افتتاح التعاملات في وول ستريت الثلاثاء معتمدة على التحسن الكبير في شهية المخاطرة نظرا للتفاؤل الذي ساد الأسواق بسبب توالي ظهور دفعات من البيانات الإيجابية من المملكة المتحدة ومنطقة اليورو والولايات المتحدة.

ويقترب العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات من مستوى 1.3%، مستقرا في نهاية التعاملات اليومية عند 1.292% مقابل الإغلاق اليومي السابق الذي سجل 1.210%. وهبطت العائدات على هذا النوع من السندات إلى أدنى مستوياتها الثلاثاء عند 1.210% مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1.294%.

ومن المعروف أن هناك علاقة عكسية بين قيمة وعائدات السندات الأمريكية، وهو ما أدى إلى ارتفاع حاد في عائدات سندات الخزانة الأمريكية بعد هبوط قيمتها بسبب المبيعات المكثفة.

إضافة إلى ذلك، دعم التفاؤل في الأسواق الآمال في الحزمة التحفيزية الثالثة للاقتصاد الأمريكي في مواجهة فيروس كورونا واقتراب الأسواق من ضخ 1.9 ترليون دولار جديدة.

كما تتلقى شهية المخاطرة دعما من انتظام عملية تحصين المواطنين اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في أغلب دول العالم، خاصة في بريطانيا التي أعلنت أنها انتهت من تحصين 15 مليون شخصا كانت تستهدف الانتهاء من إعطائهم اللقاحات كونهم أكثر عرضة لخطر الوفاة حال الإصابة بالوباء. 

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …