هل بدأت عائدات السندات الأمريكية رحلة هبوط؟
هبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية من أعلى المستويات على مدار أكثر من عام الاثنين ليكون الهبوط الأول في عدة جلسات وسط اتجاه صاعد قوي للعائدات دعمته عدة عوامل، أبرزها التفاؤل حيال المسار المستقبلي للاقتصاد الأمريكي الذي تلقى بدوره دعما قويا من الدفعات المتتالية من البيانات الإيجابية.
ولم يقتصر الارتفاع على عائدات السندات الأمريكية، إذ استرعى ارتفاع حاد مماثل في السندات السيادية الأوروبية كريستين لاجارد، رئيسة مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، ودفعها إلى التأكيد على أن السلطات النقدية الأوروبية “تراقب باهتمام بالغ” الارتفاع الحاد في عائدات السندات الأمريكية.
وكان المستفيد الأكبر على مدار فبراير الماضي من ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية هو الدولار الأمريكي علاوة على فائدة حققتها العملة الأوروبية الموحدة من ارتفاع العائد على السندات السيادية الأوروبية.
ونرجح أن الهبوط في العائدات، الذي جاء رغم استمرار تحسن البيانات الأمريكية، جاء نتيجة حركة تصحيحية على المستوى الفني لحركة السعر. كما يرجح أن يكون وراء هذا الهبوط تبني صناديق الاستثمار استراتيجيات من شأنها خفض العائدات من خلال عمليات شراء أو بيع يتطلبها ذلك حتى تستعيد الأسواق توازنها من جديد.
في المقابل، كان الخاسر الأكبر من الارتفاع الحاد في عائدات السندات الأمريكية هو بورصة نيويورك التي أنهت تعاملات الأسبوع الماضي في الاتجاه الهابط.
وجاء هذا الهبوط نتيجة لأن الارتفاع في عائدات سندات الخزانة الأمريكية يفقد الأسهم جاذبيته للمستثمرين في أسواق المال، إذ يفضلون التوجه إلى شراء سندات الخزانة الأمريكية لجمعها بين ميزتي العائد المرتفع والأمان كونها مضمونة من وزارة الخزانة الأمريكية.
وشهدت عائدات السندات الأمريكية الهبوط الأول في عدة جلسات في نهاية تعاملات الاثنين إلى مستوى 1.406% مقابل الإغلاق اليومي المسجل في الجلسة الماضية عند 1.414%.
وعلى مدار فبراير الماضي، كان أعلى المستويات لهذه العائدات هو 1.525% مقابل أدنى المستويات المسجلة الشهر الماضي عند 1.078%.
وارتفعت قراءة مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الولايات المتحدة في فبراير الماضي إلى 58.6 نقطة مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 58.5 نقطة، وهو ما جاء متوافقا مع توقعات السوق.
كما ارتفعت قراءة مؤشر إنفاق القطاع الإنشائي في يناير الماضي بواقع 1.7% مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 1.1%، وهو ما تجاوز توقعات الأسواق التي أشارت إلى هبوط بواقع 0.8%.
وأنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الاثنين، يوم التداول الأول في مارس الجاري، في الاتجاه الصاعد بعد أن حققت الاستغلال الأمثل من التراجع المحدود في عائدات سندات الخزانة الأمريكية في الأسواق.
وارتفع داو جونز الصناعي بحوالي 500 نقطة منذ افتتاح التعاملات الأمريكية. وصعد المؤشر إلى 31483 نقطة بعد إضافة حوالي 550 نقطة أو 1.8%.
كما ارتفع مؤشر S&P 500 إلى 3874 نقطة بمكاسب بلغت حوالي 61 نقطة أو 1.8% مع ارتفاع ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة بنفس النسبة.
وانتعشت الأسهم الأوروبية في نهاية اليوم الأول من أيام تداول مارس الجاري بعد الخسائر الحادة التي تكبدتها الأسبوع الماضي مع تراجع عمليات البيع في أسواق السندات، في حين أن التفاؤل بشأن برنامج التطعيم ضد كورونا وحزمة التحفيز الأمريكية قد ساعد على تحسن معنويات السوق.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 لعموم المنطقة بنسبة 1.6٪ بحلول الساعة 0811 بتوقيت جرينتش بعد مكاسب قوية في الأسهم الآسيوية على الرغم من بيانات نشاط التصنيع الأضعف من المتوقع من الصين.
كما صعد مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.3٪، بينما ارتفع كل من مؤشر مؤشر كاك 40 الفرنسي وفوتسي 100 البريطاني بنسبة 1.5٪ لكل منهما.