احتلت نتائج اجتماع الفيدرالي العناوين الرئيسية في الأسواق على مدار تداولات الأربعاء، والتي جاءت متوافقة مع توقعات الأسواق فيما يتعلق بالمسار المستقبلي للسياسة النقدية.
وأصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي نتائج اجتماعه الماضي الأربعاء، وهو الاجتماع الذي انعقد في 14-15 من ديسمبر الماضي.
وأبقى الفيدرالي على معدل الفائدة عند نفس المستويات التاريخية الحالية دون تغيير، لكن أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة توقعوا رفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس أو 0.25% ثلاث مرات في 2022، وفقا لنتائج الاجتماع الماضي الصادرة اليوم.
كما توقع مسؤولو الفيدرالي في إطار تلك النتائج أن تُرفع الفائدة الفيدرالية بنفس النسبة ثلاث مرات في 2023 أيضا ومرتين في 2024.
كما أعلنت لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة أنها سوف تسرع من وتيرة خفض مشتريات الأصول الشهرية. كما تتضمن الخطة المعلنة من قبل الفيدرالي أن ينتهي البرنامج الحالي لمشتريات الأصول في مارس المقبل.
وبرر أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة القرارات التي اتخذتها اللجنة، من الإسراع من وتيرة خفض مشتريات الأصول وتوقعات رفع الفائدة ثلاث مرات في العام المقبل، في الاجتماع الماضي بأنها جاءت في إطار مواجهة الارتفاع الحاد في معدل التضخم، إذ ترتفع الأسعار في الولايات المتحدة بأسرع وتيرة لها في حوالي 40 سنة.
كما ناقش أعضاء مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي قضية كشوف موازنة الفيدرالية التي بلغ حجمها 8.8 ترليون دولار، مما يشير إلى ضعف قيمتها قبل انتشار الوباء، وهي الزيادة التي حدثت بسبب مشتريات الأصول التي طرأت على موازنة الفيدرالي في إطار البرامج التي استهدفت دعم الاقتصاد في مواجهة الأضرار الناتجة عن الوباء.
حركة السعر
كانت النتيجة، عقب تأكيد الفيدرالي على أنه ماضي في طريقه إلى التشديد النقدي، تراجع الأسهم الأمريكية مع ارتداد إيجابي للدولار الأمريكي وهبوط العقود الآجلة للذهب.
وتعرضت جميع مؤشرات بورصة نيويورك لانهيار في ختام تعاملات الأربعاء عقب إعلان نتائج اجتماع الفيدرالي التي أشارت إلى أن البنك المركزي ماضي في طريقه إلى التشديد النقدي من أجل مواجهة التضخم.
وهبط مؤشر داو جونز الصناعي إلى 36470 نقطة عقب إضافة حوالي 392 نقطة أو أكثر من 1.00%. كما تراجع مؤشر ستاندردز آند بورس500 بحوالي 2.00% مستقرا في نهاية التعاملات عند 4700 بعد أن تناول عن حوالي 93 نقطة.
وهبط ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة بحوالي 3.3% مستقرا عند 15100 نقطة.
ويوفر التشديد النقدي، خفض أو وقف مشتريات الأصول ورفع الفائدة، بيئة سيئة لتداول الأسهم بصفة عامة لأن النمو في أسواق الأسهم يعتمد على النمو المالي الحقيقي للشركات الذي غالبا ما يتحقق من خلال الاقتراض. وكلما رفعت الفائدة، ارتفعت تكلفة الاقتراض مقابل تراجع قدرة الشركات على الاقتراض، ومن ثم محدودية النمو المالي وهبوط الأسهم.
ورغم أنه لا يزال دون مستويات إغلاق يوم التداول الماضي، تمكن الدولار الأمريكي من تعويض بعض خسائره التي تكبدها نتيجة ترقب نتائج اجتماع الفيدرالي.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 96.16 نقطة مقابل المستويات المسجلة قبل ظهور النتائج عند 95.93 نقطة.