تنتظر الأسواق دفعة من البيانات هي الأهم على الإطلاق على مدار الشهر، إذ توفر صورة واضحة لأوضاع سوق العمل الأمريكي، ومن ثم تلقي الضوء على حالة أكبر اقتصاد على مستوى العالم وانعكاسات تلك الحالة على الاقتصاد العالمي.
وفي كل شهر نستعرض معا العوامل التي قد تكون لها الغلبة على مدار شهر مضى في التأثير على الأسواق، مما يسلط الضوء على السيناريو الأقرب إلى التحقق فيما يتعلق ببيانات التوظيف الأمريكية 194 ألف وظيفة الشهر السابق.
وهناك اثنين من السيناريوهات التي قد يتحقق أحدهما غدا الجمعة على صعيد التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة وغيره من المؤشرات ذات الصلة بسوق العمل التي تظهر قراءاتها مع انطلاق جرس بدء التعاملات في وول ستريت بعد ساعات.
يشير السيناريو الأول إلى تحسن في هذه البيانات، ومن ثم تبدأ الأسواق في التفاعل معها بإيجابية تتضمن ارتفاع الأسهم في وول ستريت والدولار الأمريكي معا. أما سلبية تلك البيانات فقد يحرك أسهم وول ستريت من الصعود بينما يتمسك الدولار الأمريكي بالاتجاه الصاعد.
السيناريو الإيجابي
تتوقع الأسواق ارتفاع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة إلى ألف وظيفة في أكتوبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 194 ألف وظيفة.
كما تشير التوقعات إلى إمكانية تراجع معدل البطالة الأمريكية إلى 4.7% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.8%. لكن الأسواق ترجح استمرار حالة من الجمود في نمو الأجور في أكتوبر الماضي.
ويعزز السيناريو الإيجابي لبيانات التوظيف الأمريكية بعض العوامل التي تتمثل في تحسن قراءات مؤشرات التوظيف الأولية التي ظهرت على مدار الفترة منذ ظهور الإصدار الأحدث من بيانات التوظيف لشهر سبتمبر الماضي.
وارتفعت قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن هيئة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) إلى 571 ألف وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 568 ألف وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 400 ألف وظيفة فقط.
كما تظهر قراءات إعانات البطالة الأسبوعية وإجمالي المستفيدين من إعانات البطالة في الولايات المتحدة تحسنا ملحوظا في الفترة الأخيرة، مما يعزز سيناريو إيجابية بيانات التوظيف الأمريكية.
وارتفع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة (ISM) إلى 52.00 نقطة مقابل المستوى المسجل في القراءة السابقة التي سجلت 50.2 نقطة.
وارتفع مكون التوظيف في مؤشر فيلادلفيا التصنيعي إلى 30.7 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 26.3 نقطة.
السيناريو السلبي
في المقابل، هناك عدد أكبر من العوامل التي تعزز سيناريو تدهور بيانات التوظيف الخاصة بأكتوبر الماضي، أبرزها تراجع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة (ISM) إلى 51.6 نقطة مقابل المستوى المسجل في القراءة السابقة التي سجلت 53.00 نقطة.
وهبطت قراءة مكون التوظيف في مؤشر نيويورك التصنيعي إلى 17.1 نقطة مقابل 20.5 نقطة سجلتها القراءة السابقة.
وارتفع مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف وتسريح العمالة في الولايات المتحدة بواقع 27.5%، مما يشير إلى أعلى المستويات منذ مايو الماضي.
يتضح مما سبق أن هناك تغلب للعوامل الإيجابية على السلبية فيما يتعلق بترجيح أحد السيناريوهين المتوقعين لبيانات التوظيف الأمريكية.
لكن لا يمكن إهمال التطورات الموجودة في سياق هذا الحدث الكبير من الأحداث المؤثرة في أسواق المال، والتي تشير إلى عاملين غاية في الأهمية أثناء تقييم الأثر المتوقع لبيانات التوظيف على أسواق المال.
الأول يتمثل في أن بيانات التوظيف قد تفقد بعض أهميتها لظهورها بينما لم تكد الأسواق تلتقط أنفاسها من قرارات الفيدرالي التي تضمنت خفض مشتريات الأصول.
أما الثاني فيشير إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار أثناء تقييم الأثر المتوقع لتلك البيانات، التي ترتبط بقوة بمهمة أساسية من مهام الفيدرالي، هو أن رئيس مجلس محافظي الفيدرالي جيروم باول أشار في تصريحاته الأربعاء الماضي إلى أنه تسجيل مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة (NFP) من 500 ألف إلى 600 ألف وظيفة في الفترة المقبلة.