يصدر بنك كندا قرار الفائدة وغيره من قرارات السياسة النقدية الأربعاء مقبل وسط توقعات باختيار السلطات النقدية رفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس علاوة على وجود حالة ترقب للغة التي يتبناها البنك المركزي ومدى ما تتضمنه من انحياز إلى التشديد النقدي وما يظهره البنك المركزي من ملامح الاتجاهات المستقبلية للسياسة النقدية في بيان الفائدة.
وتشير التوقعات الحالية إلى أن البنك المركزي قد يبدأ سلسلة من قرارات رفع الفائدة الكندية بواقع 0.25% لتصل إلى 0.5%، وذلك من أجل التصدي لارتفاع معدل التضخم الكندي إلى أعلى المستويات في 30 سنة.
ويتوقع أيضا أن يكشف تيف ماكليم، محافظ بنك كندا، النقاب الأربعاء المقبل عن ملامح خطة البنك المركزي لإعادة بيع ما تم شراؤه من أصول في الفترة الماضية لدعم وتعزيز الاقتصاد في مواجهة فيروس كورونا، وهو ما يأتي أكثر من شهرين من وقف السلطات النقدية برنامج شراء الأصول الذي تم العمل في إطاره على مدار العامين الماضيين.
وأظهرت نتيجة مسح أجرته شبكة بلومبرج الاقتصادية إجماع المشاركين فيه، 27 خبير اقتصادي، على أن بنك كندا قد يرفع الفائدة يعلن عن خطة لإعادة بيع الأصول.
وحال تحقق تلك التوقعات، يكون رفع الفائدة الكندية هو الأول منذ 2018. كما يأتي هذا الرفع المحتمل في إطار أسرع دورة لرفع معدلات الفائدة منذ تبني البنك المركزي هدفا للتضخم منذ ثلاث سنوات.
تحذير مسبق
لن يكون رفع الفائدة الكندية، حال تحققه الأربعاء المقبل، مفاجئا على الإطلاق في ضوء تحذير تيف ماكليم، محافظ البنك المركزي، من أن ارتفاع تكلفة الاقتراض سوف يحدث قريبا في إطار اقتصاد يعمل بكامل قدراته ولم يعد يحتاج إلى أي إجراءات نقدية استثنائية أو تحفيز نقدي.
وتشير أغلب توقعات التضخم إلى إمكانية هبوط أسعار المستهلك الكندي إلى 3.00% في نهاية العام الجاري و2.00% في آخر 2023.
وقال خبراء الاقتصاد المتعاونون مع بلومبرج إنهم يتوقعون “رفع الفائدة الكندية بواقع نقطة أساس، لكننا نرجح إمكانية الإسراع من وتيرة رفع الفائدة إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك. كما نرى إمكانية لظهور إشارات إلى رفع جديد للفائدة في اجتماع إبريل المقبل. ونتوقع أن يتبنى البنك المركزي لغة تتضمن إمكانية البدء في إعادة بيع الأصول في وقت قريب”.
واستبعد خبراء بلومبرج الاقتصاديون أن يثني الصراع الروسي الأوكراني بنك كندا عن البدء في رحلة العودة بالسياسة النقدية إلى الأوضاع الطبيعية من خلال رفع الفائدة وضبط كشوف موازنة البنك المركزي.
توقعات بنوك كبرى
توقع بنك رويال بانك أو كندا ألا “يثني الغزو الروسي لأوكرانيا بنك كندا عن رفع الفائدة. وتوقع البنك المركزي في يناير الماضي أن السلالة المتحورة من فيروس كورونا أوميكرون سوف تكون أقل خطورة من الموجات السابقة من الوباء وأن تستمر الأوضاع الاقتصادية في التحسن أيضا. ونتطلع إلى أن يسير بنك كندا وفقا لرفع الفائدة المحتمل الأربعاء المقبل وأن يتبع نفس النهج ويرفع الفائدة ثلاث مرات هذا العام”.
وقالت المجموعة المالية سيتيبانك: “نتوقع رفع الفائدة الكندية بواقع 25 نقطة أساس إلى 0.5%. ونرجح أيضا أن يرفع البنك المركزي الفائدة في اجتماعات إبريل، ويونيو، ويوليو وأكتوبر 2022، لكنه قد يكون رفع إلى مستويات أقل من توقعات الأسواق بعد نهاية العام الجاري”.
ورجح بنك ويلز فارجو أنه “باستمرار ارتفاع التضخم وسير سوق العمل الكندي بنفس الطريقة التي يسير بها في الفترة الأخيرة، نستمر في ترجيح كفة توقعات رفع الفائدة. وكنا نعمل في الفترة الأخيرة على ضبط توقعاتنا للفائدة الكندية، ولآن نرجح أن صناع السياسة النقدية في بنك كندا قد يرفعون الفائدة بواقع 25 نقطة أساس”.