أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الأربعاء بهبوط حاد ساد جميع المؤشرات رغم التحسن الكبير في الأداء المالي لأغلب الشركات التي أعلنت نتائجها في مستهل موسم أرباح الربع الأخير من العام الماضي.
وجاء التراجع في تعاملات الأسهم في وول ستريت مصحوبا بهبوط عائدات سندات الخزانة الأمريكية من أعلى المستويات التي وصلت إليها منذ ديسمبر 2019 قبل انتشار الوباء، وهي المستويات التي تجاوزت 1.9%.
وجاء هذا الهبوط أيضا رغم التحسن الكبير في تقارير الأرباح التي ألقت الضوء على تحسن ملحوظ في أرباح الشركات الكبرى في القطاع المالي.
ونرجح أن تصاعد توقعات رفع الفائدة واتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التشديد النقدي يقف وراء هبوط الأسهم الأمريكية في نهاية جلسة الأربعاء بحوالي 1.00%.
وبلغ تصاعد توقعات رفع الفائدة ذروته اليوم، إذ بدأ المستثمرون في أسواق المال العالمية في توقع رفع الفائدة بأكثر من 0.25% في اجتماع مارس المقبل.
واستندت تلك التوقعات الجديدة التحسن الكبير في تقارير الأرباح لمجموعات مالية في مقدمتها مورجان ستانلي وبانك أوف أميركا.
تقارير الأرباح
ارتفعت أسهم المجموعة المالية الأمريكية مورجان ستانلي الأربعاء بعد نشرها تقارير الأداء المالي التي ألقت الضوء على أرباح فاقت توقعات الأسواق حققتها المجموعة في الربع الأخير من العام الماضي.
وارتفعت أسهم البنك الأمريكي بحوالي 2.6% فور إصدار تقارير الأرباح التي ألقت الضوء على تحسن في الأداء المالي له في تلك الفترة.
وسجلت أرباح مورجات ستانلي في ربع السنة المنتهي في ديسمبر الماضي ارتفاعا إلى 2.01 دولار للسهم مقابل توقعات ريفينيتيف التي أشارت إلى 1.91 دولار للسهم الواحد.
كما حققت الشركة عائدا بلغ 14.52 مليار دولار مقابل توقعات السوق التي أشارت إلى 14.6 مليار دولار في نفس الفترة.
وقالت المجموعة المالية إن أرباحها ارتفعت إلى 3.7 مليار دولار أي بواقع 9.2% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وسجلت أرباح المجموعة المالية بانك أوف أميركا أرباحا فاقت توقعات الأسواق، وفقا للتقارير التي نشرتها الأربعاء.
وبلغت أرباح البنك الأمريكي 82 سنت للسهم الواحد مقابل التوقعات التي نشرتها ريفينيتيف في وقت سابق التي أشارت إلى 76 سنت للسهم.
وقالت الشركة إن أرباحها ارتفعت في الربع الرابع من 2021 بحوالي 28% إلى 7.01 مليار دولار.
وسجل عائد الشركة في نفس الفترة ارتفاعا بحوالي 10% إلى 22.17 مليار دولار أي أقل بقليل من توقعات السوق التي أشارت إلى 22.2 مليار دولار.
وأعلن ثاني أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث قيمة الأصول إن نشاط الائتمان أظهر تحسنا واضحا في الربع الأخير من العام الماضي، مما سمح له بالإفراج عن 851 مليون دولار من الاحتياطي وحجز ما يقرب من نصف مليار دولار من المزايا بعد اقتطاعات بلغ حجمها 362 مليار دولار.
وقالت مجموعة جولدمان ساكس المالية العملاقة إن أرباحها في الربع الأخير من 2021 تراجعت بحوالي 13% إلى 3.94 مليار دولار.
وهبطت الأرباح إلى 10.81 دولار للسهم مقابل التوقعات التي أشارت إلى 11.76 دولار للسهم، وفقا لريفينيتيف.
وحققت المجموعة المالية الأمريكية قفزة في إجمالي العائد الذي سجل ارتفاعا بحوالي 8.00% بعد الارتفاع إلى 12.64 مليار دولار، وذلك مقابل التوقعات التي أشارت إلى رقم أقل بحوالي 500 مليون دولار.
وقالت المجموعة المالية إن تكلفة التشغيل حققت قفزة بحوالي 23% في الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر الماضي، متجاوزة 6.77 مليار دولار.
ورغم تراجع الأرباح، قال الرئيس التنفيذي لجولدمان ساكس دايفيد سولومون إن المجموعة حققت أرقاما جيدة جعلت من عام 2021 عاما للنجاح بعد أن حققت الأرباح أرباحا سنوية جيدة وأعلى عائد في حوالي عشر سنوات.
وحققت المجموعة المالية الأمريكية ويلز فارجو أرباحا تجاوزت توقعات السوق، وفقا لتقرير الأداء المالي الذي نشرته في مستهل موسم أرباح الربع الأخير من 2021.
وبلغت أرباح الشركة 1.25 دولار للسهم الواحد مقابل توقعات ريفينيتيف التي أشارت إلى ارتفاع لا يتجاوز 1.13 دولار للسهم.
كما ارتفع عائد المجموعة المالية العملاقة إلى 20856 مليار دولار مقابل التوقعات التي أشارت إلى 18.824 مليار دولار.
وارتفع صافي دخل ويلز فارجو إلى 5.75 مليار دولار، مما يشير إلى ارتفاع بحوالي 86% من 3.09 مليار دولار وصل إليها صافي الدخل في نفس الفترة من العام الماضي.
وختمت الأسهم الأمريكية جلسة الأربعاء في الاتجاه الهابط متأثرة بتصاعد حاد في توقعات رفع الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد تحسن فاق التوقعات للأرباح عسكته أغلب تقارير الأداء المالي للشركات المدرجة في مؤشرات الأسهم الأمريكية.
وهبط مؤشر داو جونز الصناعي إلى 35028 نقطة بخسائر بلغت حوالي 1.00% أو 340 نقطة. كما تراجع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى أدنى المستويات منذ أكتوبر الماضي إلى 4532 نقطة بعد خسائر بحوالي 1.00% أيضا.
ومُنى ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة بخسائر دخلت بالمؤشر إلى الحركة التصحيحية الهابطة رقم 66 منذ عام 1971، مسجلا هبوطا إلى 14340 نقطة بعد أن تناول عن 166 نقطة.
عائدات السندات الأمريكية
ونرجح أن التراجع في عائدات السندات الأمريكية جاء نتيجة انصراف اهتمام المستثمرين في أسواق المال العالمية عن أصول الملاذ الآمن وسط توقعات على نطاق واسع باتجاه عام لدى البنوك المركزية الرئيسية حول العالم، في مقدمتها الفيدرالي، إلى التشديد النقدي، مما يجعل أصول الدولار الأمريكي منها سندات الخزانة من الأصول ذات العائد المرتفع.
كما تصاعدت مخاوف أعرب عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء حيال غزو روسيا لأوكرانيا، وهي المخاوف التي ظهرت منذ أواخر العام الماضي عندما بدأ الجيش الروسي نشر قوات على الحدود مع أوكرانيا.
ودفعت تلك المخاوف مع غيرها من مصادر القلق الكثير من مستثمري الأصول المالية في الأسواق إلى شراء سندات الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى ارتفاع قيمتها.
وهناك علاقة عكسية بين قيمة وعائدات سندات الخزانة الأمريكية، مما جعل الإقبال على تلك السندات الأربعاء يتسبب في ارتفاع قيمتها، ومن ثم تراجع العائدات عليها.