بعد أن استوعبت الأسواق بيانات التضخم الأمريكية الصادرة الخميس، غيرت عائدات سندات الخزانة الأمريكية اتجاهها إلى الصعود بعد ساعات قضتها في الاتجاه الهابط أثناء التعاملات الأمريكية.
وكان تصاعد توقعات رفع الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي من أقوى المؤثرات التي أدت إلى تعافي عائدات السندات الأمريكية.
وكان من بين قراءات تضخم أسعار المنتجين في الولايات المتحدة ما جاء أدنى من توقعات الأسواق، وهو ما أدى إلى هبوط في عائدات سندات الخزانة الأمريكية في أوائل تعاملات وول ستريت.
لكن بعد استيعاب الأسواق للبيانات الأمريكية، أدرك المستثمرون في أسواق المال العالمية أن التراجع في القراءة الشهرية لتضخم أسعار المنتجين الأمريكية لا يعني تحسنًا يُذكر في الموقف فيما يتعلق بالتضخم الأمريكي، إذ تبددت إيجابية هذا التراجع في تضخم أسعار المنتجين على أساس شهري بفعل القراءات السنوية لمؤشر أسعار المنتجين التي ألقت الضوء على ارتفاع كبير في التضخم السنوي لهذه الفئة من الأسعار في الولايات المتحدة.
وارتفع مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين بواقع 0.2% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي ارتفعت بواقع 0.1%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.4%.
كما شهدت القراءة السنوية للمؤشر هبوطا محدودا بواقع 9.7% في ديسمبر الماضي مقابل قراءة نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت ارتفاعا بواقع 9.8%، وهو نفس الرقم الذي أشارت إليه توقعات الأسواق.
وتراجعت قراءة مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين باستثناء أسعار الغذاء والطاقة بواقع 0.5% الشهر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بواقع 0.9%، وهو ما توافق مع توقعات السوق التي أشارت إلى نفس الرقم.
لكن القراءة السنوية للمؤشر ارتفعت إلى 8.3% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 7.9%، وهو ما توقعات السوق التي أشارت إلى 8.00%.
حركة السعر
هبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 1.710% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.746%. وارتفعت العائدات على هذا النوع من الأوراق المالية السيادية إلى أعلى مستوى له على مدار يوم التداول الخميس عند 1.762% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.1709%.
وختم الدولار الأمريكي تعاملات الخميس في الاتجاه الهابط مقابل أغلب العملات الرئيسية متأثرا بالهبوط في عائدات سندات الخزانة الأمريكية بعد بيانات تضخم أسعار المنتجين الأمريكيين.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيم أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 94.76 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 94.79 نقطة.
وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له على مدار يوم التداول الخميس عند 94.89 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 94.76 نقطة.
لكن استيعاب المستثمرين في الأسواق لبيانات التضخم ومن بعدها بيانات التوظيف الأمريكية، التي ألقت الضوء على تدهور في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة، كنت من أهم العوامل التي دفعت عائدات السندات الأمريكية إلى تغيير اتجاهها.
وشهدت مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة ارتفاعا إلى 230 ألف مطالبة في الأسبوع المنتهي في السابع من يناير مقابل القراءة السابقة التي سجلت 207 ألف مطالبة وهو ما تجاوز توقعات السوق التي أشارت إلى 200 ألف مطالبة.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 1.727% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.703%. وهبطت العائدات على هذا النوع من الأوراق المالية السيادية إلى أدنى مستوى له على مدار يوم التداول الخميس عند 1.703% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.734%.