تنتظر الأسواق بيانات التوظيف الأمريكية الأهم والأكثر تأثيرا في الأسواق على مدار الشهر، والتي تأتي في ديسمبر الجاري وسط توقعات وتوافر مؤشرات أولية أغلبها ترجح ظهور تقارير إيجابية عن أوضاع سوق العمل الأمريكية.
وكما اعتدنا في كل شهر، نتناول أهم السيناريوهات المحتملة لتلك البيانات وما يؤيد كل منها من مؤشرات أولية توالى ظهورها على مدار الفترة منذ ظهور بيانات الشهر السابق وحتى الآن.
السيناريو الإيجابي
يدعم هذا السيناريو عدد من المؤشرات الأولية التي ظهرت في الفترة الأخيرة، أبرزها التحسن في مكونات التوظيف بمؤشرات سلسلة مديري المشتريات التصنيعية والخدمية في الولايات المتحدة، والتراجع في متوسطات مطالبات إعانات البطالة والمستفيدين من تلك الإعانات في الولايات المتحدة.
وارتفع مؤشر التغير في بتوظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن الهيئة الأمريكية للمعالجة الإلكترونية للبيانات إلى 534 ألف وظيفة في نوفمبر الماضي، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 525 ألف وظيفة رغم أنها أقل من الزيادة المسجلة في القراءة السابقة التي توقفت عند 570 ألف وظيفة.
وتراجع معدل إلغاء الوظائف في الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي إلى 14875 وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت إلغاء عدد أكبر من الوظائف في أكتوبر الماضي عند 22822 وظيفة، مما يشير إلى أدنى مستويات إلغاء الوظائف في 28 سنة.
وارتفعت قراءة مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة إلى 222 ألف مطالبة في الأسبوع المنتهي في 26 نوفمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 194 ألف مطالبة، وهو ما جاء أفضل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع أكثر حدة إلى 240 ألف مطالبة.
وتراجع إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية في الأسبوع المنتهي في 19 نوفمبر الماضي إلى 1.956 مليون مستفيد مقابل القراءة السابقة التي سجلت 2.063 مليون مستفيد، وهو ما أشار إلى قراءة أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 2.00 مليون مستفيد، ، مما يشير إلى الهبوط الأول تحت مستوى 2.00 مليون مستفيد منذ الوباء.
السيناريو السلبي
لا يوجد بين المؤشرات الأولية للتوظيف التي ظهرت في الفترة الماضية ما يدعم السيناريو السلبي، مما يرجح كفة السيناريو الأول الذي يتضمن احتمالات أن تشهد الأسواق تقرير التوظيف الإيجابي الثاني على التوالي.
وتتوقع الأسواق ارتفاع نمو الوظائف في الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي إلى 550 ألف وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 531 ألف وظيفة.
كما يتوقع أن يتراجع معدل البطالة الأمريكية إلى 4.5% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.6%، وهو ما يقرب معدل البطالة الأمريكية من مستويات ما قبل الوباء التي كانت مستقرة بالقرب من 3.5% و4.4% في مارس 2020.
وتشير التوقعات أيضا إلى إمكانية ارتفاع متوسط الكسب في الساعة إلى 5.00% في نوفمبر مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.9% على أساس سنوي مع احتمالات ألا يتغير هذا المتوسط على أساس شهري، مستقرا عند 0.4%.
حال تحقق التوقعات بتحسن بيانات التوظيف، من المتوقع أن يرتفع الدولار الأمريكي لأن الارتفاع في أرقام التوظيف في سوق العمل الأمريكي من شأنها أن ترجح إمكانية أن يضيف نمو الأجور الأمريكية إلى التضخم حاد الارتفاع في الفترة الأخيرة، وهو ما يدفع الفيدرالي إلى المضي قدما في خفض مشتريات الأصول.
وقد لا يكتفي البنك المركزي بمجرد الاستمرار في خفض مشتريات الأصول، إذ قد يدفعه أي تحسن ملحوظ في نمو الأجور – ومن ثم المزيد في معدل التضخم – إلى الإسراع من وتيرة خفض مشتريات الأصول في اجتماعه المنتظر انعقاده في 14 و15 ديسمبر المقبل.
وتوقعت مجموعة جولدمان ساكس المالية العملاقة في وقت سابق أن الفيدرالي قد يضاعف حجم خفض مشتريات الأصول في يناير المقبل، مما يشير إلى أن البنك المركزي قد يخفض تلك المشتريات بواقع 30 مليار دولار شهريا مقسمة إلى خفض مشتريات سندات الخزانة الأمريكية بواقع 20 مليار دولار شهريا بينما تُخغض مشتريات السندات المدعومة عقاريا بواقع 10 مليار دولار شهريا.
كما يتوقع أن يسهم التحسن في بيانات التوظيف في ارتفاع توقعات الفائدة القائمة على أساس نتيجة تصويت يشارك فيه جميع أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة، وهو ما قد يدفع بالفيدرالي في اتجاه التعجيل برفع الفائدة.