واصل النفط الصعود حتى ختام تعاملات الأربعاء لينهي الجلسة الرابعة على التوالي في الاتجاه الصاعد بدفعة من عدة عوامل، أبرزها التراجع المستمر في المخزونات الأمريكية الذي يصدر رسالة إلى الأسواق تتضمن أن هناك طلب مرتفع على النفط لدى أكبر اقتصادات العالم، وهو ما يشيع حالة من التفاؤل حيال الطلب العالمي.
لكن التراجع الحاد في المخزونات الأمريكية من النفط ومشتقاته لم يكن الداعم الوحيد للأسعار العالمية للنفط، إذ أن هناك عوامل أخرى كان من شأنها توفير دفعة لأسعار النفط في الفترة الأخيرة.
فالإمدادات الأمريكية من النفط ومشتقاته تأثرت سلبا إلى حدٍ كبير في الفترة الأخيرة بسبب الإعصار إيدا الذي ضرب منطقة خليج المكسيك، معقل إنتاج النفط في الولايات المتحدة، والتي لا تزال تعاني من استمرار إغلاق 30% من المنشآت النفطية ومواقع الإنتاج الكائنة بها.
كما جاءت عمليات بيع النفط من احتياطيات النفط الاستراتيجية للصين أقل بكثير مما كان متوقعا لها مثلما حدث مع المبيعات من المخزونات الاستراتيجية الصينية من النحاس. وكانت الأسواق في بداية الأمر في حالة من القلق حيال أن تؤدي تلك المبيعات إلى زيادة في المعروض التي تؤدي حتما إلى هبوط الأسعار، لكن ذلك لم يحدث وعاد الاطمئنان إلى ثيران النفط عقب ظهور التفاصيل.
ويسهم التراجع الحالي في معدل انتشار المتحور دلتا من فيروس كورونا فيما يحققه النفط من ارتفاعات، إذ ظهرت توقعات في الأيام القليلة الماضية بأن يستمر النشاط الاقتصادي حول العالم كما هو دون التعرض للإغلاق بسبب هذه الموجة من فيروس كورونا.
وصعد النفط صعوده للجلسة الرابعة على التوالي بدفعة من تقارير المخزونات الأمريكية التي ألقت الضوء على تراجع حاد في مخزونات الولايات المتحدة من النفط ومشتقاته ومنتجاته في الفترة الأخيرة.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط إلى 72.61 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 70.76 دولار للبرميل. وهبطت عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها على مدار يوم التداول الأربعاء عند 70.68 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 73.11 دولار.
وقالت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة إن مخزونات النفط الخام الأمريكية تراجعت بحوالي 6.422- مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من سبتمبر الجاري مقابل القراءة المسجلة في الأسبوع السابق التي أشارت إلى هبوط بواقع 1.529- مليون برميل.
كما هبطت مخزونات مشتقات النفط الأمريكية بحوالي 1.688- مليون برميل، وهو الهبوط الذي جاء أكثر حدة مما توقعات الأسواق بحوالي 1.612- مليون برميل.
لكن مخزونات الجازولين في الولايات المتحدة ارتفعت بواقع 1.858 مقابل التوقعات التي أشارت إلى إمكانية الهبوط بواقع 1.957- مليون برميل.
وقالت جولدمان ساكس إنها ترى أن المخزونات الأمريكية من النفط الخام التي تراكمت في الفترة الأخيرة من نهاية 2019 تم استهلاكها بالكامل.
كما رجحت المجموعة المالية العملاقة أنه رغم ارتفاع أعداد حالات الإصابة بالسلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا في آسيا، لا يزال الطلب على النفط في تلك القارة مستقرا عند مستويات مرتفعة.
وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن معدل الطلب على النفط في الولايات المتحدة عاد إلى مستويات 2019، أي مستويات ما قبل انتشار الوباء.
ورفعت منظمة أوبك التقديرات الأحدث للطلب على النفط التي أصدرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هذا الأسبوع.