ظهرت في الأسواق الأربعاء توقعات بإمكانية أن يتناول جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي المسار المستقبلي للاقتصاد الأمريكي بشيء من التشاؤم أثناء منتدى جاكسون هول الاقتصادي الذي يبدأ انعقاده الخميس المقبل.
بذلك، انضمت التوقعات الجديدة إلى التوقعات الكائنة بالفعل التي تسيطر على الأسواق منذ انطلاق تعاملات الأسبوع الجاري بأن يعلن الفيدرالي جدولا زمنيا لخفض مشتريات الأًصول في المؤتمر الافتراضي الذي ينعقد عبر الإنترنت بين حوالي 120 من مسؤولي البنوك المركزية ووزراء مالية الدول الكبرى وخبراء المال والأعمال ومديري صناديق التحوط ومسؤولين تنفيذيين في القطاع المالي والمصرفي الجمعة المقبلة في إطار المنتدى العالمي الذي تنتظره الأسواق منذ أسابيع.
بذلك بدأ تضارب في توقعات الأسواق بين فريقين من المستثمرين كل منهما يؤيد ويدعم نوع من تلك التوقعات، مما أدى إلى صراع في الأسواق بين أصول المخاطرة وأصول الملاذ الآمن منذ مستهل التعاملات اليومية الأربعاء.
ولم يتمكن أي من الفريقين من حسم المباراة التي انتهت بالتعادل في شكل ارتفاع الدولار الأمريكي في النصف الأول من تعاملات وول ستريت وهبوطه في النصف الثاني وحتى ختام يوم التداول الجاري.
كما جاءت الارتفاعات في أسهم وول ستريت والأسهم الأوروبية هامشية بسبب الضغوط التي تواجهها أسواق الأسهم العالمية، والتي ترجع إلى حالة الترقب لأحد أهم الأحداث الاقتصادية على مستوى العالم.
وظهرت بيانات الثقة الاقتصادية في منطقة اليورو لتعكس تدهور في معنويات المستثمرين في المنطقة بعد هبوط في سلسلة مؤشرات IFO الألمانية.
لكن هذه السلبية لم تترك وشأنها حتى نهاية يوم التداول، إذ ظهرت بيانات أمريكية إيجابية على صعيد طلبات السلع المعمرة.
الدولار الأمريكي وجاكسون هول
استهل الدولار الأمريكي تعاملات الأربعاء بصعود مستندا إلى حالة الترقب لمنتدى جاكسون هول وإمكانية التركيز على قضية خفض مشتريات الأصول قبل نهاية العام الجاري في حديث جيروم باول، رئيس الفيدرالي، أمام المنتدى.
كما أسهم في ارتفاع العملة الأمريكية عمليات شراء لتغطية الخسائر الناتجة عن البيع من قبل ثيران الدولار الأمريكي.
لكنه تحول إلى الاتجاه الهابط منذ منتصف التعاملات اليومية الاربعاء بسبب تباين التوقعات الخاصة بموقف الفيدرالي من خفض مشتريات الأصول المتوقع إعلانه الجمعة المقبلة في المؤتمر الذي ينعقد عن بعد في إطار منتدى جاكسون هول الاقتصادي.
وأسهمت البيانات الاقتصادية أيضا فيما آلت إليه العملة الأمريكية من هبوط بعد إلقاء الضوء على قراءات أفضل من المتوقع لطلبات السلع المعمرة في الولايات المتحدة.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 92.83 نقطة مقابل الإغلاق اليومي المسجل الثلاثاء الماضي عند 92.89 نقطة.
وارتفع المؤشر إلى أدنى مستوى له على مدار يوم التداول الجاري عند 92.81 نقطة مقابل أعلى المستويات في نفس الفترة عند 93.13 نقطة.
وجرت تعاملات سوق العملات في نطاقات تداول ضيقة بسبب ترقب مجريات منتدى جاكسون هول الاقتصادي الذي يبدأ الخميس المقبل وسط توقعات متباينة يشير بعضها إلى إمكانية تركيز رئيس الفيدرالي جيروم باول على جدول زمني لخفض مشتريات الأصول في حين ظهرت توقعات أخرى تشير إلى إمكانية أن يكون باول أكثر تشاؤما مما تتوقع الأسواق وألا يتطرق إلى هذه القضية بالتفصيل.
وتراجعت قراءة مؤشر طلبات السلع المعمرة في الولايات المتحدة بواقع 0.1-% في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بواقع 0.8%، لكن هذا الهبوط جاء أقل حدة من هبوط أعنف بقليل توقعته الأسواق بواقع 0.3-%.
وباستثناء وسائل النقل، سجلت قراءة طلبات السلع المعمرة في الولايات المتحدة ارتفاعا بحوالي 0.7% مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق التي أشارت إلى 0.6%، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى هبوط بحوالي 0.5%.
الأسهم العالمية
انتهت تعاملات الأسهم الأوروبية في الاتجاه الصاعد وسط حالة من الحذر يتبناها المستثمرون حيال منتدى جاكسون هول الاقتصادي الذي تنتظره الأسواق سعيا وراء الحصول على إشارات إلى المسار المستقبلي للسياسة النقدية.
ورغم الارتفاع الذي حققته أغلب مؤشرات البورصة الأوروبية، جاء الصعود محدودا بسبب ترقب الجدول الزمني الذي يتوقع أن يعرضه الفيدرالي لخفض مشتريات الأصول في المؤتمر الافتراضي الذي ينعقد الجمعة المقبلة في إطار منتدى جاكسون هول الاقتصادي.
وغالبا ما تحمل تفاصيل خفض مشتريات الأصول بين طياتها عوامل سلبية تؤثر على أداء الأسهم.
وحد من صعود الأسهم الأوروبية أيضا الهبوط الذي سجلته مؤشرات الثقة الاقتصادية لمنطقة اليورو.
وارتفع مؤشر ستوكس يوروب600 إلى 471 نقطة بعد مكاسب بأقل من نقطة. كما ارتفع مؤشر فوتسي100 لبورصة لندن إلى 7150 نقطة بعد أن أضاف 25 نقطة أو 0.4% لإغلاق اليومي السابق.
وارتفعت مؤشرات كاك40 الفرنسي، وفوتسي ميلانو الإيطالي، وإيبيكس35 الإسباني بحوالي 0.2%، و0.2%، و0.4% لكل منهم.
وكان داكس30 للبورصة الألمانية هو الخاسر الوحيد أثناء تعاملات الأربعاء بعد أن تنازل عن حوالي 0.3% من قيمة إغلاق الجلسة الماضية.
وهبط مؤشر IFO لمناخ الأعمال إلى 99.4 نقطة في أغسطس مقابل القراءة السابقة التي سجلت 100.7 نقطة، وهو ما جاء دون توقعات السوق التي أشارت إلى 100 نقطة.
وتراجع مؤشر IFO للتوقعات الاقتصادية (الأوضاع الاقتصادية المستقبلية) إلى 97.5 نقطة الشهر الجاري مقابل القراءة المسجلة في يوليو الماضي عند 101 نقطة، مما يشير إلى مستويات أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 100 نقطة.
في المقابل، ارتفع مؤشر التقييم الحالي (الأوضاع الاقتصادية الراهنة) إلى101.4 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 100.4 نقطة، مما تجاوز توقعات السوق التي أشارت إلى 100.8 نقطة.
وختمت الأسهم الأمريكية جلسة الأربعاء في الاتجاه الصاعد بسبب تحسن البيانات الأمريكية وتراجع توقعات تركيز جيروم باول، رئيس الفيدرالي، على خفض مشتريات الأصول في حديثه أمام منتدى جاكسون هول الاقتصادي الذي يبدأ الخميس المقبل.
وارتفع داو جونز الصناعي إلى 35462 نقطة بإضافة حوالي 100 نقطة أو 0.3%. كما ارتفع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 4499 نقطة بمكاسب بلغت 13 نقطة أو 0.3% مع ارتفاع ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 15034 نقطة محتفظا بالارتفاعات القياسية التي حققها الفترة الأخيرة.