تقارير الأرباح وعوامل أخرى تقف وراء صعود أسهم وول ستريت
أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الاثنين، اليوم الأول من أسبوع التداول الجديد، في الاتجاه الصاعد مدفوعة بعوامل عدة تؤدي جميعها إلى التفاؤل الذي يسيطر على الأسواق.
فرغم تدهور بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة نهاية الأسبوع الماضي، تمكنت الأسهم الأمريكية من اقتناص ما هو إيجابي من بين هذه البيانات لتعتمد عليه في الصعود الحالي.
فالبيانات الصادرة بشأن أوضاع سوق العمل في سبتمبر الماضي جاءت سلبية للغاية بينما خضعت بيانات أغسطس الماضي لمراجعة أدت إلى تحسنها إلى حدٍ كبير.
وهبط مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة إلى 194 ألف وظيفة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 366 ألف بعد المراجعة، وهو ما جاء أدنى بكثير من توقعات السوق التي سجلت 500 ألف وظيفة.
سقف الدين
كان العامل الثاني وراء تسيد التفاؤل الموقف في الأسواق هو تمرير مجلس الشيوخ الأمريكي تشريعا يقضي برفع سوق الدين بحوالي نصف ترليون دولار بشكل مؤقت.
ويساعد هذا التشريع الحكومة الفيدرالية على تفادي أزمة التعثر الرسمي التي كانت على وشك الدخول بها في 18 أكتوبر الجاري حال عدم التوصل إلى اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين إلى اتفاق على مثل هذا التشريع.
وأكدت وزارة الخزانة الأمريكية على أن رفع سقف الدين بحوالي 480 مليار دولار قد يوفر مبالغ مالية كافية لسداد فواتير الحكومة حتى الثالث من ديسمبر المقبل.
ويشير العامل الثالث وراء الارتفاع الكبير في مؤشرات بورصة نيويورك إلى أن الإيجابية سوف تكون مكتملة الأركان الثلاثاء المقبل فيما يتعلق بأزمة سقف الدين بعد أن يصوت مجلس النواب الأمريكي على تشريع رفع سقف الدين.
ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب الأمريكي على ذلك التشريع وسط توقعات بتمريره دون عقبات، ثم رفعه إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن لتصديقه وتحويله إلى قانون مفعل.
موسم الأرباح
تستقبل الأسواق في الأيام القليلة المقبلة موسم الأرباح الذي تنشر فيه كبرى الشركات المدرجة في مؤشرات الأسهم العالمية تقارير الأداء المالي للربع الثالث من 2021.
وتحمل تلك التقارير بين طياتها الكثير من التفاصيل التي تعتبرها الأسواق إشارات إلى المسار الذي اتخذته الأسواق في الأشهر الثلاثة الماضية علاوة على اعتبارها مؤشرات قبلية للمسار المستقبلي الذي يتوقع أن يتخذه الاقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة.
وينطلق موسم الأرباح بتقارير الأداء المالي للقطاع المالي، والتي تتضمن هذا الأسبوع تقارير أرباح جيه بي مورجان تشايز الأربعاء المقبل، وبانك أو أميركا ومورجان ستانلي وسيتي جروب الخميس المقبل، وجولدمان ساكس الجمعة المقبلة.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي الاثنين إلى 34919 نقطة بعد مكاسب بحوالي 170 نقطة أو 0.5% مع مكاسب بحوالي 0.5% لكل من ستاندردز آند بورس500 وناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة.
وقد تظهر تقارير أرباح ترجح أن الأداء المالي لبعض الشركات لم يكن على ما يرام في الربع الثالث من العام الجاري، وهو ما قد يرجع إلى اختناقات المعروض التي أحدثت اضطرابات في قوى العرض والطلب حول العالم على مدار الفترة منذ بداية العام الجاري، كما قد تسهم الزيادة المبالغ فيها في تكلفة الشحن الدولي للبضائع والسلع والمنتجات في تفاقم تلك الأزمات، مما ينعكس سلبا على أداء الشركات.
وتشير توقعات الأسواق إلى أن الشركات المدرجة في مؤشر ستاندردز آند بورس500 قد تحقق مجتمعة ارتفاعا في الأرباح بحوالي 30%، وفقا لريفينيتيف لأبحاث السوق، وهو ما يشير إلى تراجع كبير في الأرباح مقارنة بالنمو المسجل في الربع الثاني من العام الجاري بواقع 96.3% في أرباح التشغيل.