ظهرت تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أشار خلالها أن بلاده بإمكانها إحداث الاستقرار في أسواق الطاقة الأوروبية، خاصة أسعار الغار الطبيعي التي ارتفعت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة في الأيام القليلة الماضية.
ولم يكد ينتهي يوم التداول الأربعاء حتى فاجأ البيت الأبيض الأسواق بتصريحات تضمنت إمكانية تدخل الإدارة الأمريكية بكل ما لديها من أدوات للتصدي للارتفاع الحاد الحالي للأسعار العالمية للنفط.
بوتين والغاز الطبيعي
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده على استعداد لتوفير إمدادات الغاز الطبيعي لأوروبا بعد يوم واحد من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي البريطاني إلى أعلى المستويات في تاريخه، وفقا لما نشرته وكالة أنباء رويترز الأربعاء.
وأضاف بوتين، في اجتماع عبر الفيديو عقده مع مجلس الوزراء الروسي:”أود سماع مقترحاتكم بخصوص ما يمكن أن نفعله لاستعادة الاستقرار في الأسواق العالمية للطاقة”.
وألقى بوتين باللوم على أوروبا والمملكة المتحدة بسبب تغيير سياسات الطاقة، مؤكدا أن “الامتناع عن توقيع تعاقدات طويلة الأجل مع غازبروم والرغبة في شراء المزيد من العقود الفورية” هي العوامل التي أدت إلى خضوع المنطقة الأوروبية في الوقت الراهن لأزمة في إمدادات
الغاز الطبيعي.
وقال الرئيس الروسي: “مستعدون للعمل على ذلك، ونود أن يكون هذا العمل قائما على أسس تجارية بحتة”. وتضاعفت أسعار الغاز الطبيعي البريطاني أربعة مرات منذ يونيو الماضي، مما وصل بها إلى مستويات غير مسبوقة على الإطلاق في تاريخها.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا هي الدولة الوحيدة التي بإمكانها زيادة تدفقات الغاز الطبيعي الموجهة إلى الأسواق الأوروبية حيث العجز الصارخ في إمدادات هذا النوع من منتجات الطاقة.
وتراجعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأربعاء إلى 5.74 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 6.38 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وارتفعت عقود الغاز الطبيعي إلى أعلى مستوى لها على مدار يوم التداول الجاري عند 6.52 دولار مقابل أدنى المستويات الذي سجل 5.73 دولار.
وكان الدافع الأساسي نحو الهبوط هو تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عرض على المنطقة الأوروبي توفير إمدادات الغاز الطبيعي التي تحتاجها لسد العجز الحالي وتفادي الدخول في أزمة معروض من الغاز الطبيعي قبيل بدء فصل الشتاء.
إدارة بايدن والنفط
قالت جين بساكي، مديرة المكتب الإعلامي في البيت الأبيض، إن الإدارة الأمريكية سوف تتخذ المزيد من الخطوات فيما يتعلق بأسعار النفط العالمية إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وأضافت أن “البيت الأبيض لا يزال يراقب الموقف عن كثب على صعيد الأسعار العالمية للنفط”، لكنها لم تتطرق إلى المخزون الاستراتيجي الأمريكي من النفط.
وقالت جينيفر جرانهولم، وزيرة الطاقة الأمريكية، إن الاحتياطيات النفطية الاستراتيجية “من الأدوات التي تفكر الإدارة الأمريكية يف استخدامها” إذا اقتضت الضرورة ذلك أثنءا التعامل مع الارتفاعات الحادة للنفط.
ولدى سؤالها عن صادرات النفط الأمريكية، قالت جرانهولم “هي أيضا أداة لم نستخدمها، لكنها تبقى أداة في أيدينا”.
يأتي ذلك وسط سلسلة من التصريحات الرسمية الأمريكية التي نرجح أنها تأتي في إطار محاولات شفهية للحد من ارتفاع أسعار النفط العالمية.
وأثارت تلك الارتفاعات الحادة في الأسعار مخاوف إضافتها إلى معاناة الاقتصادات الرئيسية من الارتفاعات الحادة في معدل التضخم.
وتراجعت الأسعار العالمية للنفط في نهاية تعاملات الأربعاء متأثرة بتلك التصريحات التي يبدو أنها جاءت في إطار محاولة للتأُير سلبا على الأسعار من قبل الأسعار العالمية للنفط وسط مخاوف من المزيد من ارتفاع أسعار الخام الأسود.
وهبطت العقود الآجلة للنفط إلى 76.91 دولار للبرميل مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية الذي سجل 79.04 دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط إلى أعلى مستوى لها على مدار يوم التداول المنقضي عند 79.76 دولار مقابل أدنى مستوى لها في نفس الفترة عند 76.85 دولار.