نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
قال جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، إنه لا يتوقع أن تتغير توقعات التضخم التي تلازم الاقتصاد الأمريكي منذ فترة طويلة.
وأضاف: “لدي سبب كافي لأتوقع ارتفاع معدل التوظيف، فالولايات المتحدة لا تزال تحت مستوى 10 مليون وظيفة”.
وتوقع باول أن يرتفع التضخم بسبب الزيادة الكبيرة في معدل الإنفاق، أو ما أسماه في تصريحات سابقة “انفجارا في الإنفاق”.
لكن رئيس الفيدرالي شدد على أن “السؤال الملح في الوقت الحالي هو هل يكون (ارتفاع التضخم) انتقاليا؟”
واستبعد باول أن تتلاشى توقعات التضخم الأمريكي، التي وصفها “بالراسخة”، سريعا، وهو ما يأتي في إطار محاولة لتهدئة مخاوف المستثمرين حيال ارتفاع التضخم.
وقال رئيس الفيدرالي إنه “لا يزال أمامنا الكثير من المهام التي علينا القيام بها، فنحن نريد أجورا أعلى. ولدينا أيضا مهام تتعلق برفع مستوى الحد الأقصى للتوظيف”.
عائدات السندات الأمريكية
قال رئيس لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة جيروم باول: “يتخذ سوق السندات الاتجاه الصاعد ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، لكني أعتقد أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لتحقيق أهدافنا. وسوف يزعجني أن تشهد سوق السندات أوضاعا يسودها الاضطراب”.
وأضاف: “لدي أسباب كافية لأعتقد أن النظرة المستقبلية للاقتصاد سوف تكون أعلى من الهامش المتوقع، لكن الأمور سوف تستغرق بعض الوقت لإحراز المزيد من التقدم المستدام”.
وقال: “إذا شاهدنا ارتفاعا انتقاليا في التضخم، فسوف نلتزم الصبر في التعامل مع هذا الأمر”.
وأضاف: “سادت الاضطرابات الأوضاع الاقتصادية أو توافرت أوضاع اقتصادية تدفع في بقوة في اتجاه التقييد النقدي الذي يهدد أهدافنا”، وذلك في إشارة إلى إمكانية تحقيق التضخم ارتفاعا حادا يدفع بالفيدرالي نحو مقاومته من خلال رفع الفائدة لمكافحة الارتفاعات الحادة المحتملة بسبب إجراءات التحفيز.
وتابع: “استرعى اهتمامي الارتفاعات الأخيرة في عائدات سندات الخزانة الأمريكية”، في إشارة إلى الارتفاعات الحادة في عائدات سندات الخزانة الأمريكية التي بلغت أعلى مستوياتها في عام كامل.
وأشار إلى أن “الحديث عن إنهاء إجراءات التيسير الكمي لا يزال يخضع للتقييم، لكننا سوف نكشف عن تفاصيل أي مستجدات في هذا الشأن”.
وأكد أن الفيدرالي لن يفاجئ الناس بأية تحركات على صعيد السياسة النقدية، مؤكدا: “الحديث عن التحرك من المستويات الحالية لمعدل الفائدة حديث نوعي جدا، وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى هذه المرحلة، إنها صورة اقتصاد لابد أول أن يحقق التعافي الكامل”.
ورجح رئيس الفيدرالي جيروم باول أن معدل البطالة الأمريكية سوف يكون جيدا إذا توقف عند مستوى 4.00%، لكنه أشار إلى الأمر قد يستغرق المزيد من الوقت حتى يتحقق الحد الأقصى من التوظيف في الولايات المتحدة، وذلك أثناء حديثه أمام قمة وول ستريت جورنال للتوظيف الخميس.
وتوقع باول أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة معدلات قوية للتوظيف في البلاد، مرجحا أن موقف الفيدرالي الحالي على صعيد السياسة النقدية يبدو “ملائما”.
وأشار إلى أن هناك دروس مستفادة من انتشار وباء كوفيد19، أهمها أن “نهاجم بسرعة ولا نتراجع. أما الدرس الثاني فهو ضرورة الانتظار حتى تكتمل المهمة إلى آخرها”.
كما شدد على أن الضغوط التي تواجه التضخم في الاتجاه الهابط لن تزول سريعا، مؤكدا أن الفيدرالي يعلم جيدا مدى خطورة ارتفاع التضخم من خلال تجارب سابقة لن يسمح بتكرارها.
رسالة عكسية
تحولت رسالة الطمأنة الذي حاول باول أن يبعث بها إلى الأسواق إلى رسالة أثارت القلق والانزعاج بين المستثمرين في أسهم وول ستريت، إذ رأوا أن باول يعتزم ألا يحرك ساكنا من أجل التصدي للارتفاع الحاد في عائدات السندات الأمريكية حتى تصل هذه العائدات إلى مستويات الفيدرالي وحده الذي يعلم أنها لابد من التدخل حال الوصول إليها، مما يترك الأسهم الأمريكية فريسة بين يدي العائدات التي يؤدي ارتفاعها إلى التقليل من جاذبية الأسهم.
رغم ذلك، رأت أسواق الأسهم في وول ستريت أن باول لم يأت بجديد، إنما يكرر ما قاله من قبل ويعيد إرسال ما بعث به من رسائل إلى الأسواق تحمل بين سطورها طمأنة تستهدف إحداث حالة من الارتياح لدى المستثمرين حيال المسار المستقبلي للاقتصاد.
وتكونت لدى ثيران الأسهم الأمريكية قناعة بعد حديث باول الخميس بأن الرجل ليس لديه ما يقدمه في الوقت الحالي، وأنه لديه أدوات يدخرها إلى وقت لاحق، وهي القناعة التي تثير القلق لديهم بشدة لما تثيره من تكهنات بإمكانية تحقيق عائدات سندات الخزانة الأمريكية المزيد من الصعود على حساب أسواق الأسهم.
