أنهى النفط تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الصاعد رغم محاصرته بعوامل سلبية، أبرزها الارتفاع المستمر في المخزونات الأمريكية، والازدهار في نشاط استخراج النفط الصخري الأمريكي، علاوة على الضغوط التي تواجهها أوبك+ من قبل إدارة بايدن في اتجاه ضخ المزيد من الإنتاج لمواجهة الارتفاع المستمر في الأسعار العالمية للنفط.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط 84.50 دولار للبرميل مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة السابقة الذي أشار إلى 82.19 دولار للبرميل. وهبط الخام الأمريكي إلى أدنى المستويات على مدار جلسة الثلاثاء عند 81.84 دولار مقابل 84.63 دولار.
وخفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقديراتها للطلب العالمي على النفط بحوالي 130000 برميل يوميا ليتوقف المعدل اليومي المتوقع لعام 2022 عند 3.5 مليون برميل يوميا.
لكن الإدارة رفعت تقديراتها للطلب العالمي على النفط في 2021 بحوالي 60000 برميل يوميا ليصل إلى 5.11 مليون برميل يوميا.
كما ترتفع المخزونات الأمريكية في الفترة الأخيرة إلى حدٍ يثير القلق حيال الطلب على النفط لدى أكبر اقتصادات العالم في الولايات المتحدة.
إدارة بايدن
في أكثر من مناسبة، هددت الإدارة الأمريكية باستخدام جميع ما لديها من أدوات لخفض الأسعار العالمية للنفط، من بينها استخدام الاحتياطيات الاستراتيجية للنفط في الولايات المتحدة علاوة على إمكانية استخدام الصادرات الأمريكية من النفط في زيادة المعروض النفطي العالمي.
وطالبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطيين الرئيس الأمريكي جو بايدن بالإفراج عن كميات من الاحتياطيات الاستراتيجية للنفط بهدف التصدي للارتفاع الحاد في الأسعار العالمية.
ووقع 11 عضوا ديمقراطيا في المجلس خطابا للرئيس الأمريكي يطالبه باتخاذ تلك الخطوة من أجل “خفض أسعار الجازولين”.
وجاء في الخطاب أيضا: “نأمل أن تستخدم هذه الوسائل وغيرها من أجل جعل أٍسعار الجازولين في المتناول لجميع الأمريكيين”.
وضرب الخطاب مثالا بأسعار أحد أنواع الجازولين (AAA)، مؤكدين أنه سعره ارتفاع بحوالي دولار كامل مقارنة بمستويات الأسعار في نفس الفترة من العام الماضي. ٍِ
لكن مع ظهور بعض المؤشرات إلى إمكانية تراجع الطلب العالمي على النفط في 2022، يبدو أن الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية على تحالف أوبك+ النفطي قد تتراجع إلى حدٍ بعيدٍ.
وكان البيت الأبيض على مدار الأسابيع القليلة الماضية يركز على مسؤولية أوبك+ عن الارتفاعات الحادة في الأسعار العالمية للنفط، متهما التحالف النفطي العالمي بأنه “يهدد تعافي الاقتصاد العالمي” من خلال رفضها ضخ المزيد من الإنتاج لزيادة المعروض العالمي، ومن ثم انخفاض الأسعار.
وكانت استجابة أوبك+ لمطالب البيت الأبيض منذ عدة أسابيع تتضمن أن التحالف يرى أنه لا حاجة في الوقت الراهن إلى رفع مستويات الإنتاج.
لكن الأسواق أن تكون هناك ردود أفعال من قبل أوبك+ تجاه تهديدات إدارة بايدن الأخيرة تعكسه التقديرات التي ظهرت الثلاثاء لنمو الطلب العالمي على النفط، وهي تقديرات المدى القصير التي يبدو أنها قد تضعف موقف إدارة بايدن الحالي أثناء تحميل التحالف النفطي العالمي مسؤولية الارتفاع الحاد في الأسعار العالمية للنفط وسط التوقعات بتراجع الطلب العالمي.