لم تأت بيانات التضخم الأمريكية الخميس بمعلومات محددة يمكن للمستثمرين الاعتماد عليها في تحديد اتجاه واضح للأصول المتداولة في أسواق المال العالمية. ورغم أن التغير في قراءات أسعار المستهلك الأمريكي في سبتمبر لم يكن كبيراً عن القراءات الصادرة في الشهر السابق، جاءت البيانات محملة بقدر كبير من الارتباك الذي حملته إلى الأسواق التي غلبت عليها السلبية منذ مستهل التعاملات في وول ستريت.
ورغم تجاوز توقعات الأسواق، جاءت قراءات أسعار المستهلك الأمريكي في سبتمبر الماضي أدنى من القراءات المسجلة الشهر السابق، مما أدى إلى تراجع توقعات خفض الفائدة بقدرٍ كبيرٍ – 0.5% – وهو الأمر الذي لا يرجح أنه يفضله ثيران الدولار الأمريكي وأصوله.
من جهة أخرى، كان تجاوز تلك البيانات التوقعات من العوامل التي أدت إلى سيطرة السلبية على الأسواق أدت في ختام تعاملات الخميس إلى هبوط الأسهم الأمريكية.
التضخم والتوظيف
سجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ارتفاعًا بـ0.2% على أساس شهري في سبتمبر الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت نفس ابرقم، وهو ما جاء أعلى بقليل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.1%.
كما ارتفعت القراءة السنوية للمؤشر بـ2.4%في سبتمبر الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 2.5%، وهو أيضًا ما تجاوز توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع بـ2.3% فقط.
وسجلت القراءة السنوية التي تستثني مكونات الأسعار الأكثر تذبذبُا ارتفاعًا ب3.3% في سبتمبر الماضي، مما يشير إلى قراءة أعلى من سابقتها المسجلة في أغسطس الماضي عند 3.2%. وكانت التوقعات قد أشارت إلى أن القراءة قد لا تشهد أي تغيير.
كما سجلت مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة قفزة إلى 258000 مطالبة في الأسبوع المنتهي في 5 أكتوبر الجاري، مما يشير إلى أعلى المستويات منذ الخامس من أغسطس 2023.
الدولار وأسهم وول ستريت
ختم الدولار الأمريكي تعاملات الخميس بهبوط متأثرًا بقراءات التضخم في الولايات المتحدة، وهو ما جاء نتيجة إلقاء البينات الضوء على ارتفاع في قراءات مؤشرات أسعار المستهلك.
ورغم تجاوز توقعات الأسواق، جاءت قراءات أسعار المستهلك الأمريكي في سبتمبر أدنى من القراءات المسجلة الشهر السابق، مما أثر سلبًا على الدولار الأمريكي الذي بدأ يتناول عن مكاسب حققها في الأيام القليلة الماضية.
وتراجع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 102.84 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 102.93 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 103.10 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 102.73 نقطة.
تتراجع الأسهم الأمريكية منذ مستهل التعاملات في وول ستريت الخميس بعد ظهور بيانات التضخم التي ألقت الضوء على ارتفاع فاق توقعات الأسواق في أسعار المستهلك في الولايات المتحدة.
وهبط داو جونز الصناعي إلى 24401 نقطة بعد خسارة بحوالي 0.3% مع هبوط مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 5783 نقطة بعد أن تنازل عن تسع نقاط أو 0.2%. كما هبط ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 18271 نقطة بعد أن فقد حوالي 24 نقطة أو 0.2%.
وعند وضع بيانات التضخم والتوظيف جنبا إلى جنب في الصورة الأكبر، نرجح أنها أدت إلى تصاعد توقعات بخفض كبير للفائدة قد يصل إلى مستوى الخفض الذي أقره الفيدرالي الشهر الماضي بواقع 0.5%حتى يحكم البنك المركزي سيطرته على الاسعار ونمو والوظائف و الأجور.
في نفس الوقت، قد تكون هذه البيانات من الاشارات إلى أن الإقتصاد الأمريكي ربما يبتعد عن سيناريو الهبوط المرن، وهو ما يحمل الكثير من السلبية للأسهم في وول ستريت.
والهبوط المرن هو نجاح الفيدرالي في خفض التضخم دون أن يعرض الإقتصاد الأمريكي الركود.
يواصل الذهب الصعود منذ مستهل التعاملات اليومية الخميس بعد ظهور بيانات التضخم الأمريكية التي ألقت الضوء على ارتفاع فاق توقعات الأسواق إلى حدٍ ما في أسعار المستهلك في الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي، وهو ما أضاف المزيد من السلبية للأسواق وألحق أضرارًا بشهية المخاطرة.
ورغم تجاوز توقعات الأسواق، جاءت قراءات أسعار المستهلك الأمريكي في سبتمبر أدنى من القراءات المسجلة الشهر السابق، مما أثر سلبًا على الدولار الأمريكي الذي بدأ يتناول عن مكاسب حققها في الأيام القليلة الماضية.