حذر بنك جي بي مورجان من أن خسائر العملة الرقمية الأشهر والأوسع انتشارًا على الإطلاق -البيتكوين- قد تستمر في حال هبوط سعرها دون حاجز 65,000 دولار. وجاءت هذه التحذيرات ضمن إشارة المحللين الاقتصاديين لدى البنك الأمريكي الشهير من دخول البيتكوين إلى منطقة التشبع الشرائي.
كما أشاروا إلى أنه على الرغم من الحركة السعرية التصحيحية التي قامت بها البيتكوين – العملة الرقمية الأكبر من حيث القيمة السوقية- خلال الأسابيع الماضية، إلا أنها لا زالت منحصرة داخل منطقة التشبع الشرائي.
وعلى الرغم من صعودها لأعلى مستوياتها على الإطلاق بأكثر من 73,000 دولار، هبطت البيتكوين في الوقت الراهن دون 63,562 دولار، وهو ما يشير إلى التحول السعري الذي سلط محللي بنك جي بي مورجان الضوء عليه.
وخلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، تراجعت أحجام التداول على البيتكوين بنسبة 25.84% إلى 41,022,667,665 دولار. كما هبطت قيمتها السوقية إلى 1,257,764,086,014 دولار، وفق بيانات موقع CoinMarketCap.
تصريحات المدير التفيذي لجي بي مورجان عن البيتكوين
صرح المدير التنفيذي لجي بي مورجان، جيمي ديمون، الذي اشتهر بتشكيكه الدائم في قوة عملة البيتكوين وموقفه السلبي من العملات الرقمية ككل، بأن العملات الرقمية مثل البيتكوين ليست سوى أصول استثمارية للمضاربة.
فيما قال إن “البلوكتشاين تكنولوجية متقدمة حقيقية، نستخدمها في تحويل الأموال، ونقل البيانات، إنها فعالة… هناك نوعان من العملات الرقمية؛ الأول له فائدة حقيقية، أما النوع الآخر فليس له أي أهمية مثل البيتكوين”.
ويٌذكر أنه في فبراير الماضي، توقع المحللون لدى جي بي مورجان أن قيمة البيتكوين ستهبط إلى 42,000 دولار عقب حدث تنصيف البيتكوين المرتقب في منتصف شهر أبريل المقبل.
ويتضمن تنصيف البيتكوين خفض مكافآت التعدين في البيتكوين والعملات المشفرة. ومكافآت التعدين هي عبارة عن وحدات بيتكوين يحصل عليها القائمون على التعدين تُضاف إلى شبكات البلوكتشاين المشغلة لمنصات التداول في الأصول الرقمية.
لذلك عندما يتم خفض هذه المكافآت، يتراجع المعروض من البيتكوين في الأسواق، ومن ثم يرتفع سعرها. وتاريخيًا، يسبق حدث التصنيف هذا دورة سوق صاعدة في قطاع العملات الرقمية، إلا أن عملة البيتكوين تتراجع بقوة.
وخلال الحدث سيتم خفض مكافآت التعدين من 6.25 BTC لكل بلوك (كتلة) إلى 3.125 BTC فقط، وهذا التحول سيؤدي -في نهاية المطاف- إلى تعرض العديد من شركات تعدين البيتكوين إلى تحديات.
التدفقات على صناديق البيتكوين
شهدت البيتكوين خلال الأسابيع الماضية ارتفاعًا قويًا بفضل تزايد شعبية صناديق الاستثمار المتداولة بالعقود الفورية للبيتكوين، كما ازداد الاهتمام المؤسسي بالبيتكوين من قبل صناديق الاستثمار والمستثمرين الأفراد والشركات.
وكانت قد وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على تأسيس عدد من صناديق الاستثمار المتداولة بالعقود الفورية للبيتكوين، مما أتاح الفرصة لكثير من المستثمرين في أسواق المال للتداول في الأصول الرقمية.
وعلى الرغم من أن الكثير من خبراء المال توقعوا أن سعر عملة بيتكوين قد يقفز إلى 150,000 دولار خلال العام الجاري 2024 في أعقاب التدفقات الهائلة على صناديق الاستثمار المتداولة بالعقود الفورية للبيتكوين، إلا أن صافي التدفقات بدأ يتراجع تدريجيًا متحديًا هذه التوقعات.
وكشف مؤشر تعقب صناديق الاستثمار المتداولة بالعقود الفورية للبيتكوين أن حجم التدفقات الخارجة زاد عن 800 مليون دولار خلال الأربع أيام الماضية، رغم أن صافي التدفقات الداخلة -منذ عام وحتى الآن- ظل مستقر أعلى 11 مليار دولار.
علاوة على ذلك، ذكر جي بي مورجان أنه مع اقتراب حدث التنصيف، يتوقع أن تتواصل موجة جني الأرباح الحالية، ولا سيما مع استقرار البيتكوين في منطقة الشراء الزائد رغم التصحيحات السعرية التي شهدتها الأسبوع الماضي.